تقرير مصر.. اساتذة بالأزهر الشريف يؤكدون ضرورة منع إصدار الفتاوى المشبوهة والتكفيرية انتشرت الفتاوى على وسائل الإعلام ومنها التكفيرية والجهادية وغيرها بشكل كبير فى المجتمع الإسلامي من خلال بعض المحسوبين على التيار الإسلامي من المتشددين سواء في مصر أو خارجها مما كان له أثر كبير على المجتمع وعلى العلاقات الدولية مما اكد ضرورة تحديد سبل التصدي للدعوة التكفيرية وأفكارها في الوقت الذي انتشرت فيه الفتن بين الأمة الإسلامية. القاهرة (فارس) وكالة أنباء فارس بالقاهرة رصدت آراء كبار المشايخ بالأزهر الشريف حول هذه القضية لاسيما بعد تصريحات شيخ الأزهر بخصوص التكفيرين وضرورة التصدي لهم ولأفكارهم الهدامة للمجتمع . واكد عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الدكتور سيف الدين رجب قزامل ،في تصريح لمراسل وكالة أنباء فارس بالقاهرة، على ضرورة عمل الأزهر على التصدي للفتاوى المشبوهة والباطلة، وعدم السماح لغير المتخصصين بتناول موضوعات دينية فى وسائل الإعلام المختلفة، وقصر الرد على الفتاوى على خريجي جامعة الأزهر، المشهود لهم بالكفاءة العلمية، بالإضافة إلى إنشاء شعبة فى الكليات الشرعية للفتاوى بعد الليسانس لمدة عامين. ودعا قزامل أن تكون إذاعة القرآن الكريم مستمرة ودائمة ومتقدمة أكثر فى عرض المشاكل الاجتماعية، مع وضع حلول لها على ضوء القرآن والسنة النبوية الشريفة، وأن تكون مسموعة على مستوى العالم كله، مقترحًا إنشاء قناة دينية تبث برامجها باللغات المختلفة غير العربية، وقيام دار الإفتاء المصرية بطبع الفتاوى التى تصدر عنها كل عام فى كتاب وتوزيعه على المؤسسات وعلى موزعي الصحف القومية واليومية بسعر زهيد. فيما شدد أستاذ الشريعة جامعة الأزهر، وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الدكتور أحمد كريمة، في تصريح لمراسل وكالة أنباء فارس بالقاهرة، على ضرورة تدريس مقرر الثقافة الإسلامية بتدرج فى مراحل تعليمية قبل الجامعية "متوسطة وثانوية"، وجامعية، للإعلام بصحيح الإسلام دون مذهبية منسوبة إلى الدين، للتنبيه على مفاهيم مغلوطة، وأفكار خاطئة، وتشدد ومغالاة، وإيراد نفائس وجواهر الدين الحق. وأكد أنه يجب عمل حلقات ودراسات شرعية بكبريات المساجد فى مراكز ومحافظات الجمهورية بواسطة توصيفات ثقافية معتمدة، من محاضرين أكفاء، لنشر ثقافة الوسطية الإسلامية بنظام دورات زمنية، ومراجع علمية مبسطة من عينة "معالم الإسلام"و "معالم الشريعة الإسلامية". وقال كريمة أنه لا يمكن عزل الفتوى عن السياسة، لوجود السياسة فى كل نواحى الحياة، وفى الإقتصاد، والإجتماع والتعليم والخدمات العامة، منوها إلى أن الإسلام يتميز بأنه ينظم أمور الدنيا طريقًا للآخرة، ويعنى بالبدن كما يعنى بالروح، والعبرة فى علاقة الفتوى بالسياسة ألا تكون الفتوى خادمة لأطماع وطموحات الحكام، وألا تكون وسيلة لتخدير المواطنين وإلهائهم عن مقومة الظلم والقهر والتمييز، وفى التاريخ الإسلامى فقهاء ومفتون عظماء جهروا بكلمة الحق ووقفوا فى صحف الحرية والعدالة ابتداء من الإمام أبى حنيفة، فالإمام أحمد، مرورا بعز بن عبد السلام وغيرهم كثير. وأضاف عندما تتعلق الفتوى بأمور سياسية فعلى المفتى أن يلتزم جانب الحق الشرعي مصلحة الأمة وليس مجرد إرضاء الحاكم وتبرير قراراته، وإذا وجد نفسه غير قادر على ذلك ومضطرًا لأن يخالف ما يعتقده فعليه أن يعتذر ويعتزل"، مشيرة إلى أن ما يتعرض له المجتمع المسلم الآن من حالات العنف والإرهاب، واستخدام القوة ضد المسلمين أو غيرهم، يحتاج إلى دراسة جديدة، واجتهاد جديد من الفقهاء في ضوء النصوص الشرعية والواقع المعاصر واكد أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور صبرى عبد الرؤوف، في تصريح لمراسل وكالة أنباء فارس بالقاهرة، أن تقوم الهيئات الإسلامية العالمية بدورها الهام تحت مظلة الأزهر، وتشكيل لجنة من كل دولة إسلامية تضم المتخصصين الذين لهم دور بارز فى الدعوة وإفتاء الناس فيما يسألون عنه حتى يكونوا خبراء بشئون الناس. وطالب بأن تنضم الهيئة الإسلامية المتخصصة كمجمع البحوث الإسلامية وأعضاء المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية من ذوي التخصص الدقيق وأصحاب الخبرة بشؤون الحياة الممارسين للفتوى تحت مظلة الأزهر، وأن يتم اختيار هؤلاء الأعضاء من ذوي الكفاءة لا من ذوي الحسب والنسب، والاهتمام بالقناة المتخصصة للأزهر الشريف لترد على جميع الشبهات بوسطية الإسلام المعروفة، ووجود ميثاق شرف بين جميع القنوات الفضائية ألا تستضيف إلا المتخصص الدقيق حتى لا تصبح الأمور فوضى، ووجود لجان دائمة للرد على الفتاوى العاجلة من المتخصصين، ووجود لجان تكون فى اجتماع دائم تتفرغ للرد على كل الشبهات التى تثار ضد الإسلام. وأوصى على ضرورة التنسيق بين دور الإفتاء فيما يخص القضايا الدينية، ومخاطبة وسائل الإعلام بترك مساحة للفكر الوسطي، وفتح الباب أمام الوسطية وغلقه فى وجه التشدد، وإعلام الجميع ببغض ورفض الفكر التكفيرى الشاذ، وترك التكفير للمؤسسات الدينية والقضائية، وتأصيل المفاهيم الكبيرة وتوضيحها مثل مفاهيم الجهاد وتصحيح المفاهيم الخاطئة. وأكد على ضرورة فتح باب الحوار وخاصة مع الشباب والإستفادة من وسائل الإتصال للرد على الفتاوى من قبل العلماء المتخصصين، حتى لا تترك الساحة للتكفيريين، وتبني مبادرة شيخ الأزهر حول ضرورة إحياء التعارف بين أبناء الأمة والإنسانية، والعمل المشترك على محو الأمية الدينية والفكرية فى العالم بعيدًا عن التشدد وفكر الجماعات، ووضع المساجد فى الدول الاسلامية تحت وزارة الأوقاف، وإطلاق القناة الخاصة بالأزهر وعمل المتخصصين بها. وفيما يتعلق بمواجهة مصر للإرهاب، شدد على ضرورة إستعادة دور العلماء المتخصصين بالوسطية فى تفعيل نص الدستور الذى كفل للأزهر نشر الوسطية وتوجيه مؤسسات الدولة إلى الاهتمام بالمؤسسات المتخصصة كالأزهر والأوقاف، ووضع الوسطية وحرمة النفس فى المناهج، وعلى الأزهر أن يعقد مؤتمرات للحوار والتعريف بوسطية الإسلام وتثقيف الدعاة والتعاون بين وزارة الأوقاف والتربية والتعليم فى تربية الكوادر. إضافة إلى إقامة ندوات على مستوى مصر، لتحصين الشباب من التكفير وإقامة جسور التعاون مع إتحاد الجامعات العربية وتدريس هذه التوصيات فى المناهج ودعوة الإعلام برعاية هذه التوصيات والرجوع إلى المتخصصين وتضمين ذلك فى ميثاق شرف إعلامي، وإيجاد سبل تعاون عربي لمعاناة الدول العربية من التكفير. / 2811/ وكالة انباء فارس