قُبيل 48 ساعة من إجراء الانتخابات الرئاسية في مصر، يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، والتي يتنافس فيها وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي، ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي، دعا ما يُسمى «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية، إلى مقاطعة الانتخابات وتصعيد وتيرة العنف في المحافظات والميادين الرئيسة، في وقت أعلن الجيش أن 180 ألفاً من قواته ستؤمن العملية، فيما نفت حملة صباحي انسحابه من السباق أو قبوله بأي منصب بالتعيين. وطالب التحالف، في بيان أمس، أنصاره بتدشين أسبوع جديد للتظاهرات، تحت شعار «قاطع رئاسة الدم»، مع تنظيم مسيرات حاشدة، تجتاح الشوارع، مع رفع صور مرسي، ومن سماهم «ضحايا الإخوان»، كما زعم تحالف دعم الشرعية، أن نسبة تصويت المصريين في الخارج متدنية جداً، وهو ما يعكس بطلانها قبل أن تبدأ في الداخل. تأمين الانتخابات في هذه الأثناء، قال الجيش المصري إن أكثر من 180 ألفاً من قواته سيشاركون في تأمين انتخابات الرئاسة. وقال الناطق العسكري في صفحته على «فيسبوك»: «اتخذت القيادة العامة للقوات المسلحة كافة الترتيبات والإجراءات المرتبطة بمعاونة وزارة الداخلية في تنظيم أعمال التأمين لانتخابات الرئاسة على مستوى الجمهورية وتوفير المناخ (لها)». وأضاف: «تشترك القوات المسلحة في تأمين العملية الانتخابية بعناصر تقدر بمئة وواحد وثمانين ألفاً و912 ضابطاً وضابط صف وجندياً... وذلك بالتنسيق مع أجهزة وزارة الداخلية واللجنة العليا للانتخابات وكافة الأجهزة المعنية بالدولة». ويحق لأكثر من 53 مليون مصري الإدلاء بأصواتهم. نفي انسحاب صباحي إلى ذلك، نفت الحملة الانتخابية لصباحي انسحابه من السباق الانتخابي، على خلفية الهزيمة التي تعرض لها في نتائج تصويت المصريين بالخارج. وبحسب عضو اللجنة العليا في الحملة، أحمد العناني، فإن «حمدين مستمر في الانتخابات الرئاسية حتى آخر نفس»، مشيراً إلى أن «البعض يحاول تصدير أن المعركة تم حسمها»، مؤكداً أن هذا الأمر غير صحيح. وأضاف أن تصويت الخارج ليس مؤشراً للنتائج النهائية للانتخابات، مؤكداً أن صباحي يُراهن على الشعب المصري وعلى الشباب في حسم المعركة الانتخابية. كما نفت الحملة بشكل قاطع أنه يوافق على أن يكون رئيساً للوزراء، إذا لم يفز بالانتخابات. وقالت إنه لن يتولى منصباً بالتعيين، وأنه إذا لم يفز فسيكون في صفوف المعارضة. وذكرت مصادر أن الإخوان سيتحركون في كل الاتجاهات لتعطيل أو تشويه الانتخابات الرئاسية، حيث يستعدون من الآن للتشكيك في نتائجها، حتى لو سارت بشكل جيد. وأكدت المصادر أن الإخوان سيسعون للاندساس في لجان الانتخابات من خلال صفوف متابعيها، خاصة أن الجماعة لديها جمعياتها الحقوقية التي لم يتم حلها بعد، الأمر الذي اعتبره مراقبون إحدى خطوات التنظيم الإخوان للتحرك نحو إفساد الانتخابات. تعليمات بالتخريب يأتي ذلك في وقت أكدت مصادر أن التنظيم الدولي للإخوان أصدر تعليمات إلى أعضاء الصفين الثاني والثالث للجماعة، بتصعيد كافة أشكال العنف خلال الأيام المتبقية على إجراء الانتخابات للدخول في مواجهات مع الأمن لتشتيته، وكسب مزيد من التعاطف الدولي من قبل المنظمات الدولية التي جاءت إلى مصر لمراقبة الانتخابات الرئاسية. واعتبر مراقبون أن بيان تحالف الإخوان يأتي تعبيراً عن حالة الارتباك التي تعيشها الجماعة، نتيجة الصفعة الشديدة التي تلقتها الجماعة من مصريي الخارج عقب المشاركة غير المسبوقة والتاريخية في الانتخابات الرئاسية، والفوز الساحق للمشير السيسي، وفشل كل رهاناتهم في مقاطعة مصريي الخارج للانتخابات، الأمر الذي وضعهم في مأزق أمام الرأي العام. وعلى ما يبدو أن جماعة الإخوان مُصرة على سحب كل ما تبقى لها من رصيد، لأنها لن تدخل في الصدام مع الدولة انتقامًا من وزير الدفاع السابق فحسب، لكنها ستصطدم بأنصار صباحي، الذين يحاربون من أجل فوز مرشحهم على الأرض، ولن يسمحوا بإحداث إرباك يومي الانتخابات، بحسب ما يؤكده محللون. عرقلة الانتخابات وشنّ المنسق العام لتيار الاستقلال المستشار أحمد الفضالي، هجومًا حادًا على الإخوان. وقال في تصريحات ل«البيان» إن الجماعة تحاول عرقلة السباق الانتخابي بشتى الطرق، غير أن المصريين قادرون على مواجهتهم، فيما أكد البرلماني السابق محمد أبو حامد أن الارتباك قد أصاب جماعة الإخوان عقب فوز المشير السيسي بأصوات الخارج.إخلاء جامعات قررت مجالس عمداء الجامعات المصرية إخلاء جميع المدن الجامعية حتى نهاية الشهر، تجنبًا لأي أعمال إرهابية قد تُعرقل سير الانتخابات الرئاسية، وضمانًا لمشاركة الطلاب في الانتخابات. البيان الاماراتية