48 ساعة تفصل اليمن عن بدء انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الذي ستشارك فيه كافة القوى السياسية ، حيث تخوض على مدى ستة أشهر حواراً يرسم معالم الدولة اليمنية الحديثة والجمهورية الثانية بعد توحيد شطري اليمن، الشمالي والجنوبي، في 22 مايو 1990م. مؤتمر الحوار الوطني الذي يعد نقطة فاصلة لليمنيين في بناء الدولة او السقوط في مربع العنف والفوضى سيناقش ابرز القضايا التي تعصف باليمن منها "القضية الجنوبية، قضية صعدة، قضايا وطنية، بناء الدولة، الحكم الرشيد، بناء الجيش والأمن، استقلالية الهيئات، الحقوق والحريات، التنمية الشاملة". ويكتسب المؤتمر الذي يشكل الانطلاقة الفعلية للمرحلة الثانية من فترة الانتقال السلمي للسلطة كما حددتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، أهمية خاصة كونه يناقش القضايا المصيرية التي ستحدد شكل اليمن الجديد وبناءاً على نتائجه يتوقف أنجاز الخطوات اللاحقة والتي لا تقل أهمية من قبيل صياغة الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأصدر الرئيس هادي بعد مرور شهرين على تشكيل اللجنة في 17 سبتمبر 2012، قرارا بتعديل قوام اللجنة البالغ 25 عضواً ليصبح 31، واستبدال ممثلي الحوثيين في اللجنة حيث اعتمد الدكتور أحمد شرف الدين ومحمد البخيتي بدلا عن صالح هبرة ومحمد عبدالسلام. وفي 23 أكتوبر 2012 أصدر رئيس الجمهورية قرارا ثالثا برقم 52 لسنة 2012 عين بموجبه لطفي جعفر شطاره عضوا في اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني بدلا عن عبد الله عبد المجيد الأصنج. ومنذ تشكيلها عقدت اللجنة -وفق إحصائية خاصة بوكالة " خبر" 76 اجتماعاً بالإضافة إلى عدد من الاجتماعات الفرعية للجان المتخصصة،من بين اجتماعاتها ال76 عقدت ستة منها بالرئيس هادي ، وسبعة بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر. وعقب صدور قرار تشكيل اللجنة، اعتبرت الأحزاب والقوى السياسية أن اللجنة ستكون مخولة بإعداد كافة وثائق المؤتمر وأن من سيدخل الحوار سيكون مجرد "موقّع" فقط على ما تم إعداده مسبقاً، وهو ما نفاه الرئيس هادي حيث عقد اجتماعا مع الأحزاب السياسية، موضحاً أن عمل اللجنة ومهامها تقتصر على إعداد آليات الدخول إلى الحوار وليس "إعداد الأجندات وأوراق العمل". وعقب تشكيل اللجنة المكلفة للاعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني فقد شهدت اللجنة انتكاسات عدة، وأجلت العديد من اجتماعاتها، أولى هذه الانتكاسات بعد قرار الرئيس هادي توسيع قوام اللجنة، حيث أعلن عشرة أعضاء من اللجنة مطلع سبتمبر 2012، بينهم الدكتور صالح باصرة، والمحامية راقية حميدان، والناطق الرسمي باسم اللجنة امل الباشا واحمد عوض بن مبارك، تعليق عضويتهم احتجاجا على القرار. كما شهدت اللجنة تعليق اجتماعاتها عند تعرض عضو اللجنة الفنية - الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان في شهر سبتمبر 2012 لمحاولة اغتيال، وتعليق آخر لاعضاء من المناطق الجنوبية بعد أحداث عدن في 21 فبراير 2013 – في ذكرى انتقال السلطة سلمياً- حين نظم محسوبون على حزب الإصلاح مهرجاناً في ساحة العروض بعدن ادى الى مصادمات بين الأمن ومسلحي الحراك الجنوبي، سقط خلاله قتلى وجرحى رغم توجيهات الرئيس هادي بعدم اقامة أي مهرجانات ،وكادت أن تؤدي تلك المواجهات إلى اتساع مساحة الصراع بعدما اتجهت صوب مدينتي المكلا وغيل باوزير، وتم إحراق مواطن من أبناء المحافظات الشمالية. وبعد عام من عقد سلسلة من اجتماعات اللجنة الفنية للحوار اعلن كلا من ماجد المذحجي ورضية المتوكل استقالتهما في خطاب مقدم الى الرئيس عبدربه منصور هادي كان ذلك في 2 يناير 2013م ،مبررين ذلك برفضهم السير في طريق الإجراءات الحالية للحوار قبل التهيئة الحقيقية للحوار، موضحين أنهما تقدما إلى اللجنة الفنية بمقترح تنفيذي بخطوات إجرائية يمكن أن تتخذها القيادة السياسية باتجاه التهيئة خاصة فيما يخص قضيتي الجنوب وصعدة. واصبحت اجتماعات اللجنة مجرد حضور وتبادل الكلمات الودية حين غابت الرؤية عن اعضاء اللجنة ، لتستجير بعدها بالمبعوث الأممي جمال بن عمر ، حيث عقدت معه سبعة اجتماعات ناقشت فيها الأداء الداخلي ونسب التمثيل للأحزاب، وحجم الوفود المشاركة، حتى معارضة الخارج التي لم تعلن حتى الآن موقفا واضحا من المؤتمر استغاثت مراراً بالمبعوث الأممي لإقناعها الدخول في الحوار وعقد عدة لقاءات معها في القاهرة ودبي، ووصف الحوار معها بال"بناء جدا والشفاف والواضح". ووصل أداء اللجنة إلى حالة من الإحباط واليأس، واصدرت قراراً بحق الإعلام وتحمله كافة أوزارها، حيث أقرت في 7 اكتوبر 2012 علانية جلسات مؤتمر الحوار الوطني،على الهواء "بما يتناسق مع مبدأ الشفافية"، وأقرت مطلع نوفمبر 2012 منع القنوات الأهلية والحزبية من تغطية اجتماعاتها، لتتراجع عنه في 11 من الشهر نفسه وتسمح لجميع القنوات التلفزيونية بالتغطية الإعلامية. وتخوض اللجنة حالياً حواراً وُصف بال " شاق" مع الأحزاب خاصة فيما يتعلق بتسليم قوائم المشاركين ، فرغم استكمال المؤتمر وحلفاءه والمشترك وشركاؤه لقوائمهما، إلا أن اللجنة لم تعلن حتى اللحظة قوام المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني. ورغم كل ما حدث من معوقات واعتراضات واستقالات خلال مرحلة الاعداد والتحضير والاعلان عن مقاعد التمثيل ،وكذا الاسماء المشاركة يأمل اليمنيون ان يخرج مؤتمر الحوار بنتائج ايجابية تلبي طموحاتهم التي ينتظروها بفارغ الصبر. ويعول الكثير على مؤتمر الحوار مناقشة القضايا التي تهدد امن واستقرار اليمن ،وايجاد حلول جذرية ،والاتفاق على رؤية موحدة بطرق سلمية بعيداً عن العنف والفوضى. "وكالة خبر"