لا توجد قرية في ريف اليمن البديع إلا ويفر نفر من أهلها إلى دول الخليج بحثًا عن مستقبل ربما فقدوه هنا في السعيدة بسبب الأوضاع المتأزمة. إنني أقطن العاصمة لكنني سعدت بالمشاريع التنموية التي أقيمت في القرية مثل المنتدى الذي نظم العديد من الدورات التدريبية لتعلم الكمبيوتر, وحفظ القرآن الكريم, ومحو الأمية, ودورات الحياكة والتطريز للنساء. سررت كثيرًا وأنا أرى الصغار والنساء يسيرون زرافات وركبانًا صوب ذلك المشروع التنموي الذي يهدف إلى القضاء على البطالة, والتخلص من الفراغ القاتل, وتقليص مستوى الفقر, وتعليم الناس حرفة ينطلقون منها لتحقيق مشاريعهم الصغيرة التي قد تفتح لهم بابًا من الرزق يكفيهم السؤال والحيرة, وبالفعل فإن الكثير من النساء اللواتي أتممن الدورة قد بدأن في الاعتماد على ذواتهن وتكوين دخلاً خاصًا بهن. طارت بي فرحة بلا حدود وأنا أرى في مسقط رأسي وعلى مقربة من منزلي مسجدًا وأنني أتوق شوقًا للصلاة فيه لأسجد سجدة شكر في محرابه, يتمتم فؤادي ولساني بالدعاء للذين بنوه وأنفقوا عليه من أموالهم, وكل من أشرف عليه, وساهم وسعى في ذلك. وفي رمضان المنصرم تم توزيع سلة غذائية لمعظم البيوت في القرية تشمل مواد متنوعة لطالما صام الناس من خير تلك السلة وأفطروا, وساعدتهم كثيرًا على تجاوز الوضع الاقتصادي المتردي وغلاء الأسعار الطاحن. الكويت الشقيقة أشعر شخصيًا كغيري من ملايين الشعب اليمني بامتنان تجاهها كوننا درسنا في مدارسها, تخرجنا من جامعاتها, تعالجنا في مستشفياتها, أجيال وراء أجيال يدينون لها ولقيادتها ولشعبها بهذا الصنيع الجميل, والمعروف الذي لا ينسى من درة الخليج الحالمة, من الكويت الرائعة. كثيرة هي الإنجازات والمنشئات الكويتية في اليمن, ليست وهمًا بل هي واقعًا ملموسًا موجودًا على ترابنا, تلقفها الشعب اليمني هدايا سخية من دولة هي نبراس في العطاء والثقافة, ومن شعب أصيل لم يتلكأ هنيهة في دعم الجمهورية اليمنية منذ نشأتها. إنهم أخوتنا شعب الكويت, أناس يشرقون علينا من أرض الصباح ولا يأتي الصباح إلا بخير, قوم يسبحون بالمعروف كالشمس تسبح بالشعاع. هذا ما نريده من المغتربين في كل البقاع, بلا شك هم يسهمون بشكل عام في رفد الاقتصاد اليمني لكن يجب أن يسهموا على المستوى القروي والمجتمعي, وأن يدلوا الآخرين من أشقائنا في الخليج على الخير. ثقتي في الله كبيرة بأن أشقائنا الخليجيين هم أشد فرحًا منا لأنهم رسموا في الوجوه بسمة, أشعلوا في الظلام شمعة, صنعوا من الغموض مستقبلاً يلهج بصنائعهم ولن ينساهم. إن المساهمين في المشاريع الخيرية هم التالية أسمائهم: مشهور الناصر (أبو جراح) وزوجته أم جراح عبدالعزيز النفيس ( أبو علي ) جمال السند إذن في الختام هي مني, من رجال القرية ونسائها, من أطفالها وشيوخها, من شبابها وفتياتها, لكم منا يا أخوة الكويت كل المحبة والتقدير والاحترام… من كل الأفئدة في قرية جربان نقول لكم بصوت واحد: شكرًا لكم أيها السفراء الجدد,,,