لقد أغفلنا أهم منجز من منجزات هذا النظام منذ أن اعتلى سدة الحكم في يمن الإيمان؛ منجز لم يتحدث عنه الكثيرون.. ألا وهو صناعة التسول! فلقد أصبح اليمن السعيد بفضل النظام القائم مصدراً للمتسولين إلى الخارج، بحيث صار هذا المنجز من أهم المنجزات التي تضاف إلى بركات هذه الحكومة العتيدة. لم ينصف أحد هذه الطبقة حتى أصبح اليمن بفضل هؤلاء ولله الحمد بلد العشرين مليون شحاذ. ومما يبعث على الأمل في انتعاش هذه المهنة أنه أصبح من أهم علاماتها وجود شحاذين من كبار السن تعج بهم المساجد وإشارات المرور في دول الجوار. ولدى كل واحد منهم مأساة في جعبته تحكي قصة مع هذا النظام.
كان الأولى بالحكومة تخصيص وزارة للمتسولين. فوجود هذا الكم الهائل منهم يلزم وجود وزارة موازية تسهر على شؤونهم أسوة بالوزارات الأخرى للدولة وما أكثرها من وزارات بلا فائدة تذكر. أما تخصيص وزارة للمتسولين فأعتقد أنه أمر ضروري؛ بل واجب على الدولة تجاه مواطنيها فقد أصبح هؤلاء هم الشريحة الأكبر في يمن الإيمان والحكمة.
وينبغي على الوزير الذي سيتولى الوزارة أن يعمل جاهدا على توفير ضمان لكبار السن من هذه الشريحة الناشطة في البلاد حتى لا يتكبدوا عناء السفر والمشقة إلى دول الخارج. أما فئة الشباب وكل من يأنس في نفسه توفر الشروط اللازمة لهذه المهمة فتوكل إليهم الشحاذة الخارجية.
وأرى أن تجتهد الوزارة في تنظيم عملية التسول عبر إصدار رخص سارية المفعول وقابلة للتجديد وتصنيفهم إلى فئات محددة ومختلفة. وبقليل من التنظيم يمكننا اكتشاف الكثير من "المواهب" لتوجيه طاقات المتسولين على المستوى الشعبي والرسمي.