كتبت هذا المقال منذ ما يربو على السنتين عندما كان يُزمع إقامة حوار وطني للفرقاء السياسيين في تلك الآونة، كانت الأمور متأزمة بين الفرق السياسية والأحزاب فجاءت فكرة عمل حوار يضم جميع الأحزاب السياسية والفرقاء ليجلسوا على طاولة حوار واحدة لعلهم يخرجون باتفاق أو رؤيا موحده ، لم يكن هناك خبر آخر يتصدر المجالس وجميع المحافل والشارع اليمني غير الحوار الوطني فكتبت هذا المقال و لم يتم الحوار ومرت الأيام وقامت ثورات وتغيرت أشياء كثيرة وعاد الحوار ليتصدر الموقف وعدت أنا لأكتب في نفس الموضوع بل لأنسخ لكم نفس المقال مع بعض التعديلات البسيطة.. بات الجميع يراهن الآن أن الحوار هو السبيل الوحيد لإخراج اليمن والوصول به إلى بر الأمان وأتساءل هنا وبعد كل هذه المتغيرات في المشهد على الساحة السياسية وما نشهده من اضطرابات في الوطن العربي هل سيظل هاجس الاحزاب السياسية في بلادنا فرض آرائها ومحاولة السيطرة والانفراد بالآراء أو التفكير من قبل البعض في محاولة إفشال الحوار.. بعد أن اصبحنا نعي تماما أنه من غير الوارد بل من المستحيل الآن لحزب أو فصيل معين الإنفراد أو محاولة السيطرة أو فرض رأيه على الآخرين حتى وإن كان له «الأغلبية!!».
لم تعد العبرة بأغلبية أو حشود؟
اصبح الناس أكثر وعياً ودراية، لم يعد هناك مجال لأن يساقوا أو يدلس عليهم كما في السابق.. اصبحت أرواحهم تتوق إلى الحرية، فمن تنفس هواء الحرية وذاق حلاوة ان يصدح برأيه بصوتٍ عال لا يسكته شيء عن قول الحق، ويعبر عما يجيش في صدره لن يعود أبداً الى سجن الحزبية الضيق أو المناطقية أو التعصب للقبيلة، لن يعود أبدا للتعصب الاعمى مع هذا او ذاك أو من يملي عليه ما الذي يجب أن يفعل أو لا يفعل ..
الارواح الحرة ستكون فقط مع من يعلي شأن الوطن، مع من يبني لا من يهدم، مع من سيرفع صوته عالياً منادياً بالعدالة الاجتماعية والعيش الكريم لجميع ابناء الوطن، مع من سيقول بصوت عال بعيد عن المزايدات لنعمل معا لبناء اليمن.
على القوى السياسية أن تفهم أن الشعب قد اخصبته التجربة الثورية، وأي انحراف عن طريق إنجاح الحوار قد يؤدي الى تجدد التصعيد الثوري.
ندعو جميع الأحزاب والفئات المشاركة في الحوار و أعمال العقل فيما يدور من حولنا الآن، ما يحدث اليوم في مصر هو رسالة موجهة الينا لإعمال الفكر ومعرفة المغزى من وراء هذه الرسالة.
الحوار والتوافق وإعلاء مصلحة الوطن هو ما سينجح الحوار، أما إذا كانت نوايا الأحزاب غير ذلك فلن يفلحوا إذا أبداً.
نتمنى فعلاً أن تتلاقى في مؤتمر الحوار جميع الآراء لتجتمع وتشكل رؤية توافقية تُعلي من شأن هذا الوطن ورفعته لنبدأ مرحلة البناء والتعمير والتنمية.
لا أن يصبح مجرد مؤتمر للتصادم وفرض الآراء فيتحول بذلك الى مؤتمر للخوار ليس إلا.