نظم نشطاء في العاصمة صنعاء اليوم الاثنين وقفة احتجاجية أمام منزل الرئيس عبدربه منصور هادي، تحت شعار (كرامة وطن)، احتجاجاً على الغارات التي تنفذها طائرات أمريكية في اليمن ضمن ما يسمى بالحرب على «الإرهاب». وتجمع ناشطون وبعض من أقارب ضحايا الغارات أمام مقر جامعة صنعاء في شارع الدائري قبل أن ينطلقوا في مسيرة صامتة سيراً على الأقدام، وصولاً إلى شارع الستين حيث يقع مقر منزل الرئيس هادي، رافعين لافتات تطالب بوقف الغارات الأمريكية ورفض ما وصفوه ب«الوصاية الأجنبية»، كما رددوا هتافات تتهم الحكومة اليمنية ب«التفريط في السيادة الوطنية والسماح للطيران الأمريكي بممارسة عمليات قتل المواطنين اليمنيين خارج إطار القانون».
ورفع بعض المتظاهرين أعلاماً سوداء كتب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله».
وقالت رئيسة منظمة «حِلْفْ الفُضُول للحقوق والحريات» رشيدة القيلي إن هذه الوقفة تأتي في سياق حملة حقوقية مستمرة، حتى يتم الاستجابة لمطالبها، مشيرة إلى أن هذه المطالب تتلخص في: «وقف نشاط الطيران الأمريكي الاستطلاعي أو الهجومي، والإفراج عن المعتقلين تعسفيا بشكل عام، وفتح باب الحوار بين الدولة وبين أي مجموعة مسلحة، وتفعيل دور القضاء في إطار إجراءات الحرب على ما يُسمى الإرهاب، بما يكفل محاكمات عادلة للمتهمين، ووقف الإعدامات خارج إطار القانون».
من جانبه، أوضح المحامي عبدالرحمن برمان من منظمة «هود» بأن هجمات الطيران الأمريكي في اليمن «تعد جريمة انتهاك للسيادة الوطنية بحسب الدستور اليمني، ناهيك أنها تمثل انتكاسة فادحة لحالة حقوق الإنسان في البلد، باعتبارها عمليات إعدام خارج القانون».
وأضاف ان القضاء اليمني وأجهزة الدولة «هي المعنية بمسوؤلية حماية الأمن في البلاد وضبط أي شخص يثبت تورطه بارتكاب فعل مجرم قانوناً ومن ثم إحالته إلى القضاء مع ضمان حقه في الدفاع عن نفسه والحصول على محاكمة عادلة».
ودعا برمان إلى الحوار مع عناصر تنظيم القاعدة، مضيفاً بأن «الحوار مع كافة القوى والجماعات المسلحة، دون شروط مسبقة، هو الخيار الأفضل للخروج من دوامة العنف التي يخشى أن تنزلق إليها البلاد، كما هو الحال في بلدان أخرى من العالم».
إلى ذلك، اعتبر المنسق القانوني لمنظمة الكرامة في اليمن محمد الأحمدي بأن الوقفة التي شهتها العاصمة صنعاء «وإن جاءت متأخرة لكنها تمثل امتداداً لتحركات ناشطين ومنظمات حقوقية حتى داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها، للتنديد بهذه الهجمات التي تمثل قفزاً على القانون الدولي، والمطالبة بوقفها، خصوصاً وأنها تطال مدنيين، وفي حال أسفرت عن قتل أشخاص مشتبهين بانتمائهم إلى جماعات مسلحة أو يشكلون خطراً محتملاً لا يعد ذلك مسوغاً لقتلهم بتلك الطريقة».
وأضاف «إن معظم الضحايا الذين يسقطون جراء الهجمات الأمريكية لا يعرفون إن كانوا مطلوبين للعدالة، وما هي التهمة، أو العقوبة المقررة قانوناً، وبالتالي مدى إمكانية حصولهم على الحق في المثول أمام القضاء والدفاع عن أنفسهم، ناهيك أن هذه الهجمات تستهدف أشخاصاً مجهولين لا تعرف هوياتهم أصلاً فضلاً عن الجريمة المسنودة إليهم».
وقال القيادي الجهادي السابق ورئيس اللجنة التحضيرية لحزب الإنقاذ الوطني (تحت التأسيس) رشاد محمد سعيد «إن المعالجات الأمنية التي تتبعها السلطات اليمنية في التعاطي مع ملف القاعدة في اليمن يدفع بالبلد إلى مربع الهاوية، خصوصاً مع الارتهان إلى القوى الخارجية، وارتفاع وتيرة العنف»، مشيراً إلى أن هذا الأمر «يزيد من الاضطرابات الأمنية في وقت أحوج ما يكون فيه البلد إلى الأمن والاستقرار تمهيداً للدخول في مؤتمر الحوار الوطني الجاد والمسؤول، ممثلا بجميع القوى الوطنية الفاعلة، ومتحررا من كل الضغوط والوصاية الخارجية والداخلية».
ويسقط مدنيون في الغارات التي تشنها الطائرات الامريكية من دون طيار، بتنسيق مع السلطات اليمنية. وكانت أبرز حادثة قصف منطقة المعجلة في أبين نهاية 2009 والذي أدى إلى مقتل أكثر من 45 مدنياً، كما أودت غارة وقعت في محافظة البيضاء في سبتمبر العام الماضي بحياة 12 مدنياً بينهم امرأة وطفلين.