هادي رئيس حصيف يحب أن يحدق جيداً في البقعة التي يضع فيها قدمه ويدرسها بعناية لذلك تجد سَيره بطيئاً لكنه ثابت وقوي .. وما لاشك فيه أن مطبخ قرارته الصغير يتناغم معه في تلك الخصلة التي بدت جليه في كل قرارته المهمة ولكنها اختفت او ضعفت في قراراته التي تخص مرافق الدولة. ويُعزى ذلك الى اعتمادة على خبرته السابقة الواسعة بقيادة الدولة ومعرفته بطريقة تفكيرهم وبعده وتغيبيه عما دون ذلك المستوى حيث ان الجميع يعلم انه كان موظفاً بدرجة نائب رئيس الجمهورية وفقط.
ولذلك نجده اليوم وكأنه يعيد اكتشاف مرافق دولته، ويحاول استكشاف بؤر التوتر فيها ورصد المناطق الحية والميتة في جسدها، وأين يتواجد الثقل الثوري في تلك المؤسسات وأين يضعف، وأصبحت قرارات رئيس الجمهورية للأسف أقرب إلى بالونات اختبار منها الى قرارات تراعي المرحلة وأبعادها فيما يخص قيادة البلاد.
وها هي نفس البالونات اليوم بعد أن كانت في حدود الوزارات نجدها اليوم تنتقل الى مستوى قيادة المحافظات، فتعيين ابن الباشا وكيلاً لمحافظة إب يُعد إيذاناً بتدشين مرحلة بالونات الاختبار على هذا المستوى.
وعليه فإن المحافظة التي سترضى ان تبقى تحت ظل عبودية المشايخ مرة أخرى، لا مانع لدى مركز الدولة ان تبقى، والمحافظة التي تنتفض وترفض القرار سيلبى طلبها ولو بعد حين.
ومطبخ قرارات الرئيس يدرك كل ذلك ولكن كأنها مرحلة إعادة تشكيل وفرز جديد للمحافظات، ومن ثم التعامل معها مستقبلاً على حسب هذا التقييم وسنشهد في الفترة القادمة قرارات مشابهة في محافظات مختلفة بالذات في تلك التي مطلوب معرفة المزاج السياسي فيها، وقياس حجم إصرارها وجديتها في التغيير او تلك التي يراد تيئيسها او كبح انفعالاتها الثورية ولو لمستوى معين.