هذه دعوات صادقة أوجهها لكل القوى والفعاليات السياسة المؤثرة في المشهد اليمني ، لمراجعة المواقف والنفس ، في ظل هذه الفوضى التي تعم البلاد شمالها وجنوبها ، وتنذر بحرب شاملة لا تبقى ولا تذر ، فلم تعد تلك الحرب مستبعدة ، والكل يشحذ سيفه ، دون أن يدري المواطن لما يحدث كل ذلك!! ، وللأسف كل القوى المتناحرة تحارب بالوكالة ، سواء من يدعي الشرعية أومن يوصف بضدها! . أقول لهم جميعاً : أتقوا الله في هذا الوطن ، وهذا الشعب العظيم ، فكم هو بحاجة لحياة هادئة ومطمئنة ، يلملم ما تبقى منه ، ويضمد جراحه ، وينظر للمستقبل بعين الأمل والتفاؤل ، كفى حروبا .. كفى أقتتال ، كفى آهات وأحزان ، هذا طلبٌ بسيط لا أعتقد أنه من المستحيلات .
أجدني في هذا المقام أتقدم بنداء رجاء واستغاثة لكل المؤثرين والفاعلين في واقعنا اليمني ، لعل لهم آذان تصغي وقلوباً تعي ، ويخرجونا من هذا المطب الذي أوقعنا أنفسنا فيه ، بعيداً عن الوصاية والإملاءات ، فالجرح جرحنا والعلاج بأيدينا بأذن الله تعالى : إلى الرئيس هادي : لا شك أنك الرئيس الشرعي ولديك من طول النفس والأناة ما ليس لدى غيرك ، وانت أب لكل اليمنيين ، البار منهم والعاق أن صح التعبير ، فالتصعيد منك غير مقبول ، وأنت تتميز بالعمل مع الجميع لخدمة هذا الوطن بعيداً عن انتماءاتهم وطرقهم ومذاهبهم ، ومهما أدعى غيرك الشرعية فهو غير مقبول ، لأن الشعب اختارك انت ، فلا تخيب ظنهم وكن لهم جميعاً ، واستمع للجميع وسيأتون لك طائعين معتذرين .
إلى عبدالملك الحوثي : أنت وجماعتك جزء من هذا الشعب اليمني ، ومن يقول غير ذلك فإنما يخادع نفسه ، لذلك نخاطبك بأن تدع السلاح جانبا ، الذي توجهه في كل اتجاه ، وتأخذ بدله قلما ومعولاً لبناء هذا الوطن مع اخوانك اليمنيين ، فليس من المعقول والمنطق أن تملك جماعتك نصف سلاح البلاد ثم تدّعي أنها جاءت للبناء والسلام! ، نرجو أن تسلّم السلاح للدولة وعد لبناء محافظتك صعدة ، فقد كانت يوماً من الأيام مصدراً للبرتقال والعنب ، واصبحت بفعل الخارج تصدّر الدمار والخراب! ، وانت تعلم قبل غيرك أن اليمن لا تستطيع أن تحكمها جماعة أو حزب مهما بلغت قوته ، فأرجو أن تراجع نفسك وتعود لرشدك ، فأبن رسول الله لا يأتي منه إلا الخير والسلام . الرئيس السابق صالح : بعيداً عن اخطاء وتجاوزات فترة حكمك الطويلة ، تظل تلك الفترة تاريخا يصعب تجاوزه ، وتظل تملك الكثير من مقادير القوة التي لا يملكها غيرك ، نرجو أن تراجع نفسك كثيرا ، وتمدّ يدك لكل المعارضين لك بالسلام والحب ، فهما اللذان يبقيان وما سواهما تذروه الرياح ، أرجو أن تكون عند حُسن ظن الشعب اليمني فيك. الرئيس الجنوبي البيض : تاريخك النضالي الطويل ، وصدقك المعروف عنك ، وبعد نظرك الموصوف به ، في ظل وضع شمالي – جنوبي لا يحتمل المزيد من المناكفات السياسية ، كل تلك الصفات والأوضاع ، تتطلبان منك إبداء الكثير من المرونة وحسن التقدير للأمور ، وهذا ليس معناه ، ترك قضيتك الأساسية وهي القضية الجنوبية والتنازل عنها ، فقد أوصلتها – بفضل الله تعالى – مع شعبنا الجنوبي إلى أعلى المستويات السياسية والمحافل الدولية ، وبعد أن كانت يوما في الأدراج ها هي تغدو حديث العالم كله ، ولكن لا يخفى عليك – سيدي الرئيس – بأن الوضع السياسي اليمني شمالا وجنوبا مهترئ جدا ، ونذر الحرب وطبوله تدق في طول البلاد وعرضها ، ونحن كشعب في الشمال والجنوب نناشدك التهدئة وضبط النفس إلى أقصى درجة ، فقد مللنا العيش في زمن النكبات والأزمات! . في الأخير نرجو من جميع القوى السياسية أن تقدر تضحيات هذا الشعب العظيم ، وصبره الجميل ، وتكون عند مستوى المسئولية التاريخية والأخلاقية المتوقعة منهم ، وتؤسس لشراكة حقيقية وحوار وطني جاد وصادق يكون التنازل فيه من أجل الوطن والمواطن هو المقدم على كل الأمور الأخرى ، حوار يؤسس لبناء وطن جديد وآمن ، ولا نريد حوارا الهدف منه إعادة ترتيب الصفوف لكل فريق ، وتكديس للأسلحة والخراب ، ثم تبدأ جولة جديدة من الصراع يكون ضحيتها الكبرى الوطن والمواطن كما حدث في فندق موفنبيك! .. وقفة للتأمل : هناك شعوب يتجاوز تعدادها السكاني 250 مليون نسمة ، وتعيش حالة من الاستقرار والتنمية بصورة دائمة ، ونحن لم نتجاوز العشرين مليون نسمة وحياتنا خليط من الفوضى والفقر والحرب!!. الحل ينبع من الداخل ولا شك!! .