في 10 أبريل الماضي وصلت الهجمة الحوثية على وسائل الإعلام التي لا تتبع الجماعة وحلفائها أعلى مستوياتها، وأفرغت أكشاك العاصمة صنعاء من أي مطبوعة لا ترضى عنها الجماعة وحجبت عشرات المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية، يومها تطوع عدداً من شباب المركز الإعلامي للثورة اليمنية لإصدار نشرة إخبارية الكترونية وأطلقوا عليها "صنعاء اليوم". أصدر فريق "صنعاء اليوم" العدد الأول من نشرتهم بمحتوى ناقد لجماعة الحوثي ويركز على رصد الانتهاكات التي تقوم بها الجماعة، ولجأوا الى وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لجريدتهم ونشرها على نطاق واسع.
الأربعاء الفائت 11 نوفمبر احتفى فريق "صنعاء اليوم" بإصدار العدد 200 من قلب العاصمة صنعاء، في رحلة معقدة دفع الفريق ثمناً باهضاً لاستمرار صدروها، وتعرضت حياة العديد من محرريها للمخاطر بشكل مباشر.
وأصدر المركز الاعلامي للثورة اليمنية بلاغاً صحفياً بمناسبة إصدار العدد 200، واستعرض فيه أهم القضايا التي تناولتها النشرة منذ إصدارها، وتتعلق معظمها بالانتهاكات والممارسات التي تقوم بها جماعة الحوثي وحليفها الرئيس السابق علي صالح.
وقال محرر ب"صنعاء اليوم" ل "المصدر أونلاين" إن إعداد النشرة يستغرق ساعات طويلة، ويعتمد على مراسلين متعاونين في معظم أحياء العاصمة صنعاء المرافق الحكومية وكذلك في المحافظات والمديريات، ويتم توزيعها مساء كل يوم على عشرات الآلاف من المتابعين داخل اليمن وخارجه عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
ومن أهم الملفات التي ركزت عليها صنعاء اليوم، قضايا المختطفين والإخفاء القسري التي تمارسه جماعة الحوثي بشكل مكثف، وكذلك التعذيب في السجون، بالإضافة الى قضايا الفساد لعناصر وقيادات الحوثيين في مؤسسات الدولة منذ الانقلاب مطلع العام الحالي.
وتناولت النشرة، علاقة جماعة الحوثي بالسوق السوداء التي أصبحت شبه رسمية في ظل سلطة الجماعة، ومعلومات عن التعيينات التي تقوم بها الجماعة داخل اجهزة الدولة وخصوصاً السيادية منها كالقضاء، والجيش وغيرها.
وتحظى "صنعاء اليوم" باهتمام ومتابعة واسعة من معارضي جماعة الحوثي كخلاصة يومية للأحداث الدائرة في محافظات الجمهورية. واختطفت ميليشيا الحوثي وصالح عدداً من الصحفيين والناشطين واقتحمت منازل آخرين بتهمة الوقوف خلف إصدار النشرة وتوزيعها، وهو ما يضاعف مخاوف فريق العمل ويرفع من نسبة التهديد على حياتهم.
وأضاف المحرر الذي تحدث للمصدر أونلاين، إنهم مستمرون في إصدار النشرة بأي حال، لكنه قال إن الحوثيين في حال تمكنوا من معرفة الفريق فإنهم " لن يختطفونا فقط، لكنهم سيقتلوننا". بحسب قوله.
ورصدت النشرة اختطاف ميليشيا الحوثي وصالح لمواطنين بتهمة وجود نشرة "صنعاء اليوم" على هواتفهم أثناء تعرضهم للتفتيش في النقاط الأمنية.
ولم تنجح جهود نقابة الحصفيين والمنظمات الدولية والإنسانية في إثناء جماعة الحوثي وحلفائها عن التوقف عن الانتهاكات بحق وسائل الإعلام والصحفيين والافراج عن 13 صحفي في سجون الجماعة يتعرض بعضهم للتعذيب.