التوتّرُ هو ردّة فعل الجسم الطبيعيّة للتقلبات العاطفيّة والنفسيّة المُفاجِئة، وهذه التقلباتُ تأتي على هيئة تغيّرات سلبيّة أو إيجابيّة. فالمُناسبات المفرحة أو المحزنة أحداثٌ قد تسبّب رد فعل عاطفي، وبالتالي يتفاعل جسمُك مع تلك الأحداث أيضًا. ويتحدث الخبراءُ عن نوعَين من التوتر؛ أحدهما حاد والآخر مزمن. فالتوتر الحادّ ينتج عن تغيّر حاد ومفاجئ أيضًا كفقدان وظيفتك، أو الفوز بجائزة ضخمة جدًّا على سبيل المثال، في الظّروف الطبيعيّة يستجيب الجسم للتوتّر الحادّ بتزويدك بزخّات من الحيويّة والنشاط والطاقة، وتعزيز مناعتك، وارتفاع معقول في ضغط الدم. وهذا هو بالضبط ما نحتاج إليه للتغلّب على الأزمات، إلا إذا كانت تلك المنغّصاتُ تحدث باستمرار، أو كنت مُعرضًا للإصابة بأمراض القلب. لكن عندما تستغرق الأزمة وقتًا أطولَ مما ينبغي كعدم قدرتك على إيجاد وظيفة، أو عند اشتداد المنغصات اليومية بشكل مُتواصل فإنّ التوتّر يعتبر مزمنًا. يتفاعل الناسُ مع التوتر المزمن بالعيش في حالة من الهيجان المستمرّ، والأسباب الرئيسية تكون خارجية، مثل تحملك فوق طاقتك من الواجبات في العمل، وحياتك الاجتماعية، أو صعوبات ماليّة، أو الطلاق، أو تغيير السكن، أو المرض، وأيضًا قد يكون سبب التوتر شيئًا مفرحًا مثل الإعداد والتحضير ليوم الزفاف، مع أنه حدث مفرح فقد يتسبب في إنهاكك وإخدار طاقتك بشكل كبير. يأتي أيضًا التوتّر من مصادر داخلية مثل الاكتئاب أو المرض. التوتّر المستمرّ لا يستنزفك عاطفيًا فقط، بل قد يكون له تأثيرٌ سيئٌ على صحتك ككل. وبيّنت بعضُ الدراسات بما لا يدع مجالًا للشك وجود علاقة وثيقة بين مستويات التوتر العالية وزيادة نسبة الإصابة بالأمراض. لكن ذلك لا يعني أنَّ التوتّر يجعلك مريضًا، بل قد يكون عاملًا مساعدًا في الإصابة بالأمراض، والعامل الحاسم هنا هو كيفية تعاملك مع التوتّرات اليومية. كيف يؤثّر التوتّر في الجسم؟ أعراض التوتر، هي: جفاف الفم، والصداع، والأرق، والشعور بالتعب وآلام المعدة والعصبية الزائدة، مع عدم القدرة على التركيز. وهناك بعض التغيّرات التي قد لا تكون ظاهرة للعيان إلا بعد استفحال المشكلة، وتشمل انخفاض مناعتك لكافة الأمراض من نزلة برد إلى الإصابة بداء السرطان. بغض النّظر عما إذا كنت بحاجة إلى وسائل لمُكافحة التوتر حاليًا أو مستقبلًا، سنذكر بعض الطرق الرائعة لتخفيف الضغوط وطرد التوتّر وتقليل المعاناة الناجمة عنه قدر الإمكان. هناك الكثير من الأعشاب الطبية التي لها القدرة على إعطائك شعورًا بالاسترخاء، وتشمل تلك الأعشاب البابونج، وزهرة الزيزفون. تُعطي المغاطس الحارّة المحتوية على تلك الأعشاب شعورًا بالانتعاش والاسترخاء. كما أنّ بعض الموادّ العطرية كالخزامى والورد والبابونج والبردقوش وزهر البرتقال وخشب الصندل تُساعد أيضًا على الاسترخاء سواء استُخدمت على شكل ملطف للجو، أو في مغطس الاستحمام أو وضعت مباشرة على الجسم. الغذاء: لا شكّ أنَّ تزوّدَك بالغذاء الصحي والمتوازن ذو أهمية بالغة أثناء مرورك بهذه الفترة، وبالمقابل فإنّ الأطعمة الدهنية قد تزيد حالات التوتّر، فاجعل غذاءك يحتوي على البروتين، والكربوهيدرات المعقدة، والفيتامينات، والمعادن، وقليل من الدهون الصحية. النشاط الرياضي: مهما كان نوع النشاط البدني كالمشي السريع أو الاعتناء بحديقة المنزل فإنّه يمنحك الحيوية والنشاط الضروريَّين لمقاومة التوتر. هذا التأثير الإيجابي ناجم جزئيًا عن زيادة إفراز الأدرينالين، أو زيادة وصول الأوكسجين إلى الدماغ. ومن الفوائد الأخرى للنشاط البدني، تشتيت الذهن عما يشغله، وحالة الاسترخاء بعد الانتهاء من النشاط الرياضيّ. ودُمتم لي سالمين