* الرئيسية * مقالات الأربعاء 1 يناير 2025 10:10 ص 1 رجب 1446 ه شهدت المنطقة منذ السابع من أكتوبر 2023 تحولات سياسية وعسكرية عميقة قلبت المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط. التصعيد العسكري في غزة، والضربة التي تلقاها حزب الله في لبنان، وانخراط الحوثيين في الهجمات على السفن الإسرائيلية والدولية وهجماتهم على إسرائيل،. في الوقت ذاته، سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، فيما تتوالى الضربات الأمريكية والإسرائيلية على مواقع في صنعاءوالحديدة. كلها مؤشرات على مرحلة جديدة من التوترات تضع الحوثيين أمام استحقاقات صعبة وخيارات محدودة. الحوثيون: التصعيد في ظل المأزق انخراط الحوثيين في الهجمات على السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بحلفائها قد يبدو للوهلة الأولى جزءًا من استراتيجية "نصرة غزة" لكنه يعكس محاولة للخروج من مأزق داخلي وإقليمي متفاقم. المحور الإيراني، الذي يُعد العمود الفقري لدعم الحوثيين، يواجه ضغوطًا متزايدة، سواء نتيجة الضربات الموجعة التي تلقاها حزب الله أو حالة التململ الداخلي في إيران. وفي الداخل اليمني، تزداد الأسئلة داخل الجماعة الحوثية نفسها، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وتصاعد الغضب الشعبي من سوء الإدارة. خيارات الحوثيين: توازنات صعبة في ظل هذا الوضع، يواجه الحوثيون 3 خيارات رئيسية، لكل منها تحدياته: 1. التهدئة والدخول في عملية سياسية يمنية: قد يبدو هذا الخيار الأكثر واقعية على المدى الطويل، حيث يدرك الحوثيون أن استمرار التصعيد سيؤدي إلى استنزاف مواردهم وتآكل قوتهم العسكرية والسياسية. فالدخول في مفاوضات برعاية الأممالمتحدة وبدعم إقليمي قد يسمح للحوثيين بالحفاظ على مكاسبهم ضمن تسوية سياسية تضمن لهم دورًا في مستقبل اليمن. لكن هذا الخيار لا يخلو من العقبات، إذ لطالما تعامل الحوثيون مع المفاوضات بوصفها "استراحة محارب"، أكثر منها التزامًا جادًا بحل شامل. علاوة على ذلك، فإن قبولهم بتقديم تنازلات تعكس حجمهم الحقيقي في المعادلة اليمنية يظل محل شك. 2. التصعيد العسكري: التصعيد في الجبهات العسكرية مثل مأرب أو تعز أو الحديدة لم يعد خيارًا عمليًا كما كان في السابق فموازين القوى قد تميل لصالح القوات الحكومية المدعومة من التحالف، كما أن أي تقدم عسكري حوثي قد يستدعي تدخلًا دوليًا مباشرًا. صحيح أن الحوثيين امتلكوا قدرات عسكرية متنامية، إلا أن البيئة الإقليمية والدولية الراهنة تجعل التصعيد العسكري مغامرة محفوفة بالمخاطر. 3. الجمود واستمرار الوضع الراهن: الخيار الثالث يتمثل في الإبقاء على الوضع الحالي دون تصعيد أو تقديم تنازلات. لكن الجمود ليس حلًا مستدامًا، فالضغوط الاقتصادية والمعيشية في مناطق الحوثيين تتفاقم، واستمرار سياسة الحكم بالقوة قد يؤدي إلى اضطرابات داخلية واحتجاجات يصعب احتواؤها وكذلك بقاء الوضع كما هو عليه يخدم خصومهم أكثر في ظل التطورات الأخيرة. السيناريوهات المحتملة: الحوثيون إلى أين؟ في ظل هذا التعقيد، تبرز عدة سيناريوهات: مفاوضات اضطرارية: تحت وطأة الضغوط العسكرية والسياسية، قد يضطر الحوثيون للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بهدف الوصول إلى تفاهمات جزئية تشمل ملفات إنسانية واقتصادية، مثل فتح مطار صنعاء أو رفع بعض القيود على الموانئ. تصعيد بحري مستمر: الحوثيون قد يستمرون في استهداف السفن كوسيلة للضغط على المجتمع الدولي. لكن هذا الخيار محفوف بالمخاطر، إذ قد يؤدي إلى ضربات عسكرية أمريكية وإسرائيلية مباشرة على أهداف استراتيجية وشخصيات داخل اليمن. انقسامات داخلية: استمرار الجمود قد يؤدي إلى تفكك داخلي داخل الجماعة، مع بروز تيارات أكثر براغماتية تسعى نحو التهدئة، مقابل تيارات متشددة ترفض تقديم أي تنازلات. تفرض التحولات الإقليمية على الحوثيين ضرورة مراجعة سياساتهم فاستمرار التصلب والتعنت قد يؤدي إلى عزلة أكبر واستنزاف مستمر. في المقابل، قد تفتح التهدئة والمفاوضات الباب أمام تسوية تحفظ للجماعة دورًا سياسيًا في مستقبل اليمن. السؤال الذي يظل مطروحًا: هل الحوثيون مستعدون للانتقال من "الغلبة العسكرية" إلى "التوافق السياسي"؟ الإجابة على هذا السؤال قد تحدد ليس فقط مستقبل الجماعة، بل شكل اليمن والمنطقة في السنوات المقبلة. *من صفحة الكاتب على منصة إكس 1. 2. 3. 4. 5. * الحوثي * اليمن موضوعات متعلقة * درجات الحرارة المتوقعة في اليمن اليوم الأربعاء 1 يناير 2025 * فضائح نظام الأسد في اليمن: كيف تآمر النظام السوري ضد مصالح اليمن؟ * إسرائيل تُصعّد: اغتيال عبدالملك الحوثي على طاولة التهديدات في ظل التصعيد العسكري * إحراق سيارة مواطن في يريم وسط استنكار مجتمعي واتهامات للحوثيين بالتقصير الأمني * كارثة في موانئ الحوثيين: واردات الوقود تهبط 73% بعد الهجمات الإسرائيلية * خمس سنوات من النزاع القبلي الذي يغذيه الحوثيون في البيضاء: متى... * ارتفاع ضحايا الحوادث المرورية في اليمن بنسبة 30% خلال 2024 * الشرعية تحذر من دعوات الحوثيين للمشاركة في "ندوات" هدفها تمويل الإرهاب! * مليشيا الحوثي تكثف عمليات حشد عناصرها في محافظة تعز * "بعد رفض القبائل: مليشيا الحوثي تشعل النار في جبل "كنن" الاستراتيجي جنوب... * "عنف وفتنة حوثية: مقتل ثلاثة وإصابة آخر في صراع على الأراضي" * " مسؤول اممي يقود مهمة لإجبار الحوثيين على الإفراج عن الموظفين المختطفين!"