قبل فترة تساءلت معظم وسائل الإعلام عن موعد إقامة المؤتمر وطني للرياضة باستغراب شديد وبلهفة أشد وقالوا بأن المؤتمر سيكون المخرج الأساسي لرياضتنا وشبابنا وعندما أمسك وزير الشباب والرياضة معمر الإرياني بأطراف هذا الموضوع المهم والذي بدأ معرقلا قبل تنفيذه بدأت اللجنة التحضيرية بالقيام بدورها وهنا أصبح من طالب بالأمس يستنكر اليوم ويحكم مسبقا بالفشل على المؤتمر والبعض الأخر تحجج بأن قوام اللجنة التحضيرية للمؤتمر هي ذاتها نفس الوجوه في وزارة الشباب رغم تناولنا لأكثر من مرة أن تلك الوجوه التي سادت ثم بادت لن تكون سوى لجنة تحضيرية وسيواكب فعاليات المؤتمر دكاترة وأكاديميين من بلادنا ومن دول الجزائر والأردن ومصر والعراق ومع هذا استمر العويل دون تحديد مكامن لنقد حقيقي يسهم في خدمة المؤتمر قبل بدءه في تعز.. ما حصل حول ميزانية المؤتمر والمقدرة ب21 مليون ريال واعتبار هذا المبلغ مخالفة بحسب ما قدمته الأخت نظمية عبد السلام المدير التنفيذي لصندوق النشء لوزير الشباب كان مجرد إجراء روتيني داخلي تقوم به دائما متى ما وجدت أن بند الصرف غير متوفر، وهو أمر طبيعي جدا مثلت فيه أختنا نظمية دورها بطريقة بسيطة لكنها لاقت رواجا فاعلا عند بعض هواة الدسيسة الذين سربوا صورة لهذا العرض واعتبروه جريمة كبيرة رغم أن المبلغ لم يصرف ولم يسلم لجيب فلان أو علان، الأخت نظمية ردت بطريقة محترمة وأكدت أن ما حصل مجرد إجراء داخلي يختص به الصندوق وهو روتيني وما يحول هذا المبلغ إلى صرف رسمي هو إقراره من قبل مجلس إدارة صندوق رعاية النشء والشباب وهو ما حصل حين وافق المجلس وبالإجماع على تخصيص هذا المبلغ لمؤتمر الرياضة الأول والجميل أن وزير الشباب تدارك الموقف باكرا حين أكد بأن لجنة مالية من الصندوق هي من ستشرف على إجراءات الصرف وأن ما سيبقى من مبلغ سيعود لخزينة الصندوق وكفى الله المؤمنين شر القتال.. هناك من أراد الرقص على أكثر من حبل استغل العرض الذي خرج من الصندوق بطريقة أو بأخرى بشكل همجي وحاول أن يقلب الطاولة على وزارة الشباب لكن ما حصل أن المبلغ لم يسلم لأي جهة وأن رقابة المالية عليه ستجعل العمل يسير وفق مبدأ الشفافية التي ينشدها الإرياني منذ تولى منصبه كوزير للشباب والرياضة.. كل ذلك من أجل عرقلة إقامة المؤتمر في تعز كون نجاحه سيمثل ضربة موجعة لكل من تغاضى عن إيجاد أفكار لخدمة الرياضة اليمنية وكذا ما حصل يؤكد أن هناك من أراد أن يفك علاقة النزاهة القوية التي تجمع الوزير بنظمية في الأمور المالية مع أنه من المعروف أن إقامة المؤتمر ستكلف مبلغا من المال سيصرف من الصندوق عملا بروح القانون الذي أكدته مدير صندوق النشء والتي أوضحت أن اتفاقا جرى بين وزير الشباب والرياضة ومحافظ تعز الأخ شوقي هائل نص على أن تتكفل السلطة المحلية بتعز بإقامة الوفود وتغذيتهم وكذا قاعات المؤتمرات بينما الوزارة (الصندوق) تتكفل بالباقي.. ومع هذا أصر هواة عرقلة المؤتمر أن السلطة المحلية بتعز ستتكفل بكل شيء وأن ما سيصرفه الصندوق سيكون ضحكنا على الذقون وهو كلام مرفوض للأسف في ظل وجود شخصية رياضية كبيرة بحجم الأخ شوقي هائل الذي يعرف مفاتيح الاتفاق وما ستقوم به تعز من اجل إنجاح استضافة المؤتمر الوطني الأول للرياضة.. فخ عرضي يحسب البعض أن ما قامت به الأخت نظمية من رفع بالعرض ونفيها لما ورد في بعض الصحف أنها وقعت في الفخ مع أنها كانت صريحة جدا للغاية وأكدت أولا أنها لم تكشف عن أي مخالفة قانونية طالما الموضوع المادي مطروحا على طاولة الموافقة من عدمها كما أكدت أنها لم تصرف أي مبلغ لأي جهة وأوضحت أن من حق مجلس إدارة الصندوق إقرار ما يريدون شريطة أن تكون هذه الخطوة تصب في صالح الرياضة اليمنية وهو ما حصل على اعتبار ذلك إجراء روتيني يخص إدارة الصندوق ولا يثبت حدوث فساد كما توهم البعض.. من وجهة نظر شخصية أرى أن إقامة المؤتمر ضرورة حتمية في ظل تلاحق بعض الإخفاقات للألعاب الجماعية والفردية وإن ظللنا نختبئ وراء عجزنا دون أن نبذل جهودا للتطور فسيظل الحال كما هو عليه، على الجميع أن يعرف أن مشروع المؤتمر الوطني الرياضي الأول نجاحه ليس نجاحا للوزير والوزارة وإنما سيحسب نجاحه لكل من ساهموا في تقديمه بصورة طيبة والخروج بتوصيات من شأنها النهوض برياضتنا خاصة وأنه سيقام في عاصمة الثقافة تعز التي تتنفس رياضة بصدر رحب وبتعاون كبير بين وزارة الشباب والسلطة المحلية بالمحافظة.. وزير الشباب أكد أنه حصل على موافقة من فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وهو ما حفزه على أن يكون المؤتمر عند المستوى وأن يحقق أهدافه التي وجد من أجلها، كون ما سيسفر عنه المؤتمر سيكون توصيات مستقبلية يجب العمل بها وفق آليات ورؤى واضحة المعالم بدلا من الاستمرار في ممارسة العشوائية واستنزاف الأرصدة المالية دون مردود إيجابي يعم لعبة معينة أو لاعب معين.. بطولة البنادق والموتى الأمر ليس مجرد تسلية ولا نزهة مدفوعة الأجر، الموضوع كبير والقضية وطنية ورياضتنا ليست بحاجة إلى تطبيب وجبر خاطر وخطب رنانة وكلام معسول لقد سئمنا من تلك الخطب الفاضحة والتي انتهت أوراقها في سلة مهملات ثمنها زهيد، كرهنا ذلك العصر الذي أصر فيه من لا يفقهون في الرياضة على أنهم يضاهون بيكنباور وبلاتيني وبن همام فزادوا طين رياضتنا بلة لأن أفكارهم لم تتعد مساحة (مسدس) وشلة مرافقين مبندقين وكأنهم ذاهبون إلى معبر رفح لا إلى وزارة رياضية شبابية وقديما قالوا كن أخلاقيا قبل أن تكن رياضيا.. سئمنا ذلك التسلط وسئمنا الاحتفاء بالموتى وحتى التباهي بإقامة بطولات لكبار السن في كل دول العالم الرياضية مات المشاهير، سياسيا ورياضيا ومع هذا لم نجد بطولات للفقداء المرحومين وبالمثل وجدنا لاعبين بلغوا سن اليأس ومع هذا لم يأت أمين عام طامع بعمل دوري لهم فماذا سيفعل الوطن بشيخ يتجاوز السبعين عندما يقيم له بطولة وغيره شاب يافع في الحارة أو المدرسة يمارس رياضته فوق أرض (صبة) كل شوية وطارت كرته إلى سقف فلان وبلكونة علان.. سئمنا ذلك التمادي وكسب الأموال بطرق مشروعة لتصرف بطرق غير مشروعة وهي رسالة أوجهها للشركات الراعية لأي نشاط أن تتابع مجرى سير دعمها وأن لا تركن لأقوال السماسرة الذين يتقاسمون النسب باسم الرياضة.. كل هذه المشاكل وغيرها ستكون محاور عمل على طاولة المؤتمر وسيتم وضع الحلول والخروج بتوصيات مشرفة تعني برياضة أكثر بياضا تمارس في وضح النهار لا في دهاليز المتنفعين.. وزير الشباب معمر الإرياني أكد أن الرياضة اليمنية بحاجة إلى عمل مؤسسي ورؤية إستراتيجية واضحة للنهوض بها ومعالجة احتياجاتها وذلك لن يكون إلا من خلال مؤتمر الرياضة الوطني الأول الذين نأمل أن يكون مؤتمرا نموذجيا خاصة وأن الكثير من المتابعين حتى عربيا يتطلعون لما سيسفر عنه هذا المؤتمر.. وكشف وزير الشباب عن تواصل القائمين على جائزة صاحب السمو الملكي محمد بن راشد معهم لإعلان جائزة باسم (الرياضة والصحة) خلال فعاليات المؤتمر خاصة ببلادنا ما يعكس أهمية المؤتمر ومتابعته على مستوى كبير.. في حين أشاد الأخ شوقي هائل محافظ تعز بالجهود التي يبذلها وزير الشباب والرياضة ومعه اللجنة التحضيرية للخروج بالمؤتمر إلى الغايات المنشودة من إقامته وتبني فكرته والتي تخص الرياضة اليمنية وتطويرها من خلال مخرجات المؤتمر في ظل التحضير المضني الذي يجري هذه الأيام وبوجود دكاترة كبار وأكاديميين يدركون مهامهم الأساسية ومتطلبات نجاح المؤتمر.. نجاح المؤتمر سيكون مرهون بتشخيص الواقع ومن خلال إطلاعي على المحاور التي تم إقرارها فهي جيدة ومن أولوياتنا النظر للشباب والرياضة برؤية ثاقبة كما أنه يجب علينا إيصال أصواتنا للحكومة كون الفرصة الآن ملائمة لاتخاذ قرارات تخدم الرياضة ومنتسبيها مضيفا بأن تعز جاهزة لاحتضان المؤتمر والنجاح سيكون للجميع.. كل هذا دار في اللقاء الذي احتضنه ديوان عام وزارة الشباب والرياضة بحضور وزير الشباب ومحافظ تعز في ظل تواجد اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للرياضة وهو ما يدعو للتفاؤل خاصة وأن توصيات المؤتمر التي سيخرج بها ستناقش في مؤتمر الحوار الوطني الكبير الذي ينطلق هذا الشهر ..