الزمان ال 23 من يناير 2011م المكان العاصمة اليمنيةصنعاء الحدث اعتقال الناشطة اليمنية توكل كرمان من قبل السلطات اليمنية على خلفية قيادتها لمظاهرات احتجاجية ضد نظام الرئيس صالح ومواجهة آلة القمع التي استخدمت ضد الشباب الذين خرجوا إلى شوارع العاصمة صنعاء أملا في تغيير الأوضاع التي يعيشونها ،فبدأت الصحوة تنتشر بين الشباب اليمني بضرورة التغيير فكانت المرأة اليمنية لها دور كبير في هذا العمل التاريخي.. كرمان تصدرته خلال المرحلة الراهنة . الزمان ال 23 من يناير 2012م ، ها هو التاريخ يعيد نفسه من جديد لكن ليس كما كان الوضع في السابق هاهي اليوم توكل كرمان تحمل لقب الفائز بجائزة نوبل للسلام وهي نقطة تحول في م النضالي والثوري حين بدأت من الاعتقال حتى وصلت إلى جائزة نوبل للسلام بعد نضال وطني قارعت من خلاله الظلم والفساد وإحداث عملية تغيير ما تزال عجلتها مستمرة حتى اللحظة . مثل هذا اليوم كان العمل النضالي لشباب اليمن في انطلاقته الاولى وكانت وما تزال كرمان من احد ابرز رواد النضال الثوري في اليمن خلال المرحلة الراهنة التي انطلقت بداية العام 2011م ،حيث كانت أصوات الحرية والتغيير تتردد صداها في أجواء اليمن إذانا ببدء عملية التغيير وبناء ملامح الدولة المدنية الحديثة التي يحلم بها اليمنيون. كرمان من الاعتقال إلى جائزة نوبل للسلام أمرا ليس بالسهل بعد مشوار بدأته مع شباب اليمن عقب ثورتي مصر وتونس ضد النظام الحاكم في اليمن منذ ثلاثة عقود من الزمن ،كرمان صاحبة الرصيد النضالي قبل الثورة اليمنية وتبنيها عدداً من القضايا كان أبرزها قضية "مهجري الجعاشن" الذين كانت معهم كل ثلاثاء أمام مجلس الوزراء والتي جعلتها من قضية محلية إلى قضية عالمية بعد وصول القضية إلى منظمات عالمية . كان العام 2011 بالنسبة لتوكل كرمان نقطة التحول الكبرى في حياتها خاصة بعد ان شكلت إزعاجا كبيراً للرئيس صالح ورموز حكمه إلى درجة انه تم استهدافها أخلاقيا وامنيا وبكل الطرق والوسائل إلا أن تلك الوسائل فشلت لكبر قاعدتها الجماهيرية التي تحضى بها بين أوساط الشباب خاصة طلاب الجامعات الذين سرعان ما التفوا حولها لتقارب التوجهات التي يؤمن بها الشباب فكانت توكل كرمان هي الأقرب لقيادة المكون الشبابي الهام في اليمن،خاصة بعد الاعتداءات التي تعرضت لها أثناء مشاركتها مع الشباب في التظاهرات السلمية بداية العام الماضي الذي شهدت أحداث كبيرة غير مجرى الأوضاع في اليمن . 2001م عام التحولات والتغيرات في حياة اليمنيين ،عام ادخل اليمن منعطفات تاريخية جديدة واصغر امرأة يمنية" كتوكل كرمان" دليلاً على ذلك بعد أن تم اختيارها من بين أكثر نساء العالم تأثيراً لدورها الثوري الكبير مع الشباب،ليأتي بعدها مفاجئة كبيرة من العيار الثقيل وهي جائزة نوبل للسلام التي كانت هذه المرة من نصيب ثلاث نساء احدهن اليمنية توكل كرمان،على الرغم أنها تنتمي لحزب إسلامي قليلاً ما يعطي للمرأة حضها السياسي الكامل ،إلا أنها استطاعت كسر تلك الحواجز وأثبتت أن المرأة اليمنية شريكاً أسياسيا في العمل النضالي والسياسي . ترأس الناشطة الصغيرة صاحبة" العقل الكبير" توكل كرمان منظمة صحفيات بلا قيود كأحد المنظمات الإنسانية الفاعلة في اليمن والتي لعبت دوراً كبيراً خلال أيام الثورة اليمنية مع طاقم من الشباب والشابات الذين انضموا تحت لوائها للخوض في العمل النضالي للمشاركة في عملية التغيير التي انتظرها اليمنيين طويلاًً . لم يكن يعرف النظام الحاكم في اليمن ان عملية الاعتقال التي تعرضت لها الناشطة توكل كرمان هي ضمن الرصيد الثوري الذي ضمن لها الصعود وبشكل قوي إلى مراتب الشخصيات العالمية الأكثر تأثيراً بين شعوب العالم ،فكان البعض قد أنصدم من اختيار إحدى نساء اليمن من داخل خيمة صغيرة نصبت في ساحة التغيير لتكون حائزة على جائزة نوبل للسلام . من كان يهاجم كرمان خلال مرحلة الثورة اليوم يعترف بها كإحدى نساء اليمن الرائدات و الباحثات عن التغيير لهن ولكل اليمنيين التواقين ليمن جديد يعيش فيه الناس سواسية تحت مضلة القانون والدستور الذي يضمن لهم الحرية والعيش الكريم بعد أن أنهكهم النظام الذين وصفوه ب "المستبد العائلي" . وكان من بين العمل النضالي الذي قادته "الصغيرة الكبيرة" توكل كرمان العديد من الاعتصامات والتظاهرات السلمية والتي كانت تنظمها أسبوعيا في ساحة أطلقت عليها مع مجموعة من نشطاء حقوق الإنسان في اليمن" ساحة الحرية امام مجلس الوزراء بصنعاء" قبل اندلاع ثورات الربيع العربي، وأصبحت تلك الساحة مكانا ومتنفساً يجتمع فيه العديد من الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني والسياسيين وكثير ممن لديهم مطالب وقضايا حقوقية بشكل أسبوعي. فقادت كرمان أكثر من 80 اعتصاما في 2009 و 2010م للمطالبة بإيقاف المحكمة الاستثنائية المتخصصة بالصحفيين، وضد إيقاف الصحف، وضد إيقاف صحيفة الأيام، وخمسة اعتصامات في 2008م ضد إيقاف صحيفة الوسط، 26 اعتصام في عام 2007م للمطالبة بإطلاق تراخيص الصحف وإعادة خدمات الموبايل الإخبارية. وشاركت في العديد من الاعتصامات والمهرجانات الجماهيرية في الجنوب المنددة بالفساد على رأسها اعتصام ردفان، الضالع، كما أعدت العديد من أوراق العمل في عديد من الندوات والمؤتمرات داخل اليمن وخارجه حول حقوق المرأة، وحرية التعبير، وحق الحصول على المعلومات، ومكافحة الفساد، وتعزيز الحكم الرشيد. كانت جائزة نوبل للسلام قد جعلت كرمان تنطلق بشكل كبير للبحث عن وسائل تخضع نظام صالح للأمر الواقع من خلال جولتها لعدد من الدول العربية والأوروبية لإيصال الرسالة الإنسانية لما يعاني منه الشعب اليمني خلال الاحتجاجات التي اجتاحت عدد من مدن اليمن ضد صالح .