ينتظر جنوبيو اليمن ال30 من نوفمبر بترقب كبير في ظل خطوات التصعيد التي أعلنتها اللجنة الإشرافية لساحة الإعتصام بخور مكسر والتي قالت بأنها ستكون مؤلمة على النظام اليمني . وبدأ مناصرو الحراك الجنوبي بتنفيذ عدد من الخطوات التصعيدية التي أعلنتها الهيئة الإشرافية للإعتصام بعدن برئاسة الشيخ حسين بن شعيب, والتي تتضمن وقفات احتجاجية وعصيان مدني وإغلاق المنافذ الحدودية السابقة بين شمال اليمن وجنوبه , وذلك قبل تحقيق الوحدة في بين الشطرين في العام 1990 م , حيث توجهت مسيرة كبيرة الى مبنى المفوضية السامية للأمم المتحدة بمسيرة حاشدة وسلمها رسالة تضمنت مطالبتهم بتأييد ماوصفوه ب" الحق الشرعي " في الحرية والاستقلال , كخطوة أولى من تصعيدهم نحو استعادة الدولة الجنوبية , ثم قاموا بتنفيذ وقفات احتجاجية في ساحة الاعتصام التي يقيمونها منذ الرابع عشر من شهر اكتوبر الماضي بساحة العروض بخور مكسر كبرى ساحات الاعتصام بمحافظة عدن . الحراك الجنوبي الذي بدأ يناضل في العام 2007 من أجل الاستقلال أو " فك الإرتباط عن الشمال " , كما يسميه معظم الجنوبيون , قوبل بالقمع والسجن والتهميش من نظام الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في عدة محافظات جنوبية , لكنه صمد إبان كل ذلك وهاهو اليوم يعتصم للمطالب ذاتها , ولكنه يختلف كثيرا عما سبق حيث لوحظ وبشكل ملفت توحد معظم فصائله التي كانت السبب بخروجه خالي الوفاض في كافة مسيراته واعتصاماته السابقة . ويتخوف معظم أبناء المناطق الشمالية المتواجدين في محافظة عدنوالمحافظات الجنوبية الأخرى من توجه جنوبي للإنتقام منهم وطردهم من المدينة بعد أن قضوا عدة أعوام فيها بل قالوا انهم باتوا من سكانها, لكنهم يرفضون الطريقة التي يطالب فيها مناصرو الحراك استعادة حقوقهم التي يدعون بأن الشماليين سلبوها , قائلين ل" التغيير" , بأنه يوجد طرق كثيرة للمطالبة بالحقوق وليس بالشحن الطائفي أو بالانتقام من أشخاص وتحويل قضيتهم السياسية الى مسار آخر من شأنه توليد البغضاء والحقد بين أبناء الجمهورية اليمنية التي توحدت طواعية في عام 1990 م . هذا التخوف قابتله اللجنة الإشرافية للإعتصام بصدر رحب وبعثت لهم الطمأنينة نوعا ما , حيث أكد رئيس اللجنة الإشرافية للإعتصام الشيخ حسين بن شعيب في تصريحات سابقة لصحيفة " الشرق الأوسط " اللندنية , بأن قضيتهم سياسية وليست شخصية أو طائفية وعلى الشماليون المتواجدون في محافظة عدن الإطمئنان وعدم الأخذ بمن ينادي ضد أبناء الشمال , قائلا , بأن من يطالبون بذلك يريدون تحريف القضية الجنوبية وإخراجها عن مسارها , مستطردا حديثه بالقول " أبناء الشمال هم إخواننا وتربطنا بهم علاقة متينة " , لكن ما يحدث في ساحة الإعتصام يتعارض مع تصريحات بن شعيب حيث قام عدد من المعتصمين بوضع لوحة إعلانية كبيرة تطالب أبناء الشمال بالرحيل وحددت لهم ال30 من نوفمبر يوما آخيرا لتواجدهم في المحافظات الجنوبية , فيما قامت فصائل أخرى بتوزيع منشورات تطالبهم بالرحيل . ويترقب الشماليون المتواجدين في عدد من المحافظات الجنوبية ال30 من نوفمبر الجاري والذي يعد يوما للاحتفال بمناسبة طرد الاحتلال البريطاني من عدن في العام 1967 م , بحيرة كبيرة في ظل خيارين كلاهما مر , إما رحيلهم عن المحافظة التي أسسوا فيها محلاتهم التجارية ومنازلهم , أو بقاءهم فيها في ظل مخاطرة كبيرة على حياتهم , رغم الاستعداد الأمني التي تقوم بها اللجنة الأمنية بمحافظة عدن لمواجهة أي تصعيد للحراك الجنوبي في ال30 من نوفمبر , حيث بدأت القوات الأمنية بالانتشار في عدد من الشوارع القريبة من ساحة الإعتصام , فيما أكد مدير مكتب مدير الأمن بمحافظة عدن , العقيد محمد مساعد بأنهم سوف يؤمنون المحافظة من أي اختلالات وهي ليست المرة الأولى للقيام بذلك , قائلا بأن اللجنة الأمنية تقوم بتأمين المباني الحكومية والشوارع والمحلات التجارية من أي طارئ قد يحدث خلال الإحتفالات . ورغم الحماس الذي يظهر لدى الجنوبيين في استعادة دولتهم في ال30 من نوفمبر , أسوة بثورة 1967م , الا ان رئيس حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر ( الرابطة ) , عبد الرحمن الجفري ,المنظم الى ساحة الاعتصام وأحد القيادات البارزة في الساحة الجنوبية بدد ذلك الحماس حيث وصف المعلومات التي تتحدث عن انجاز الاستقلال بأنها " مروجة " , قائلا بأن من يتحدث عن انجاز الاستقلال في ال 30 نوفمبر يضحك على شعب الجنوب , وأضاف الجفري - الذي غادر الى السعودية بشكلا مفاجئ السبت الماضي من مدينة حضرموت الجنوبية - بأن القضية الجنوبية ليست عاطفية , قائلا " لابد أن نكون صادقين مع شعبنا حتى وإن اختلف معنا لكنه سيعرف أننا كنا على الطريق الصحيح مستقبلا ،كيف نطالب برحيل الشماليين ونحن غير موحدين ؟، هذا غير صحيح" , موضحا بأن " المطلوب في 30 نوفمبر هو الحسم الشعبي الذي يضغط على القيادات لتوحيد مواقفها والتفكير في أدوات نضالية أخرى وجديدة. تزامنت تصريحات القيادي عبد الرحمن الجفري , مع أنباء تحدثت عن اضطراره للسفر الى المملكة بعد تلقيه بلاغا عاجلا من المخابرات السعودية بوجود خطة أعدت لاغتياله في محافظة عدن , وهو ما نفاه القيادي فضل ناجي , عضو اللجنة التنفيذية في حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر ومدير مكتب رئيس الحزب قائلا في تصريحات ل" التغيير " , بأن سفر السيد عبد الرحمن الجفري , رئيس الحزب , الى السعودية السبت الماضي في اطار زيارة عادية يلتقي من خلالها عدد من القادة الجنوبيون والجاليات موضحا بأن عبد الرحمن الجفري لديه ارتباطات مع عدد كبير من الدول وهو يزور معظمها ولديه مواعيد مسبقة بذلك وحول اعتقالهم من قبل قوات أمنية بنقطة العلم قال فضل ناجي بأن ذلك ليس صحيحا وأن النقطة الأمنية استوقفتهم وطلبت منهم الرخص ثم تركتهم يواصلون المسير قائلا بأن أفراد الأمن تعاملوا معهم بكل إحترام . لكن الناطق الرسمي باسم ساحة الاعتصام ردفان الدبيس قال في تصريحات ل" التغيير " , بأنهم سينفذون الخطوات التصعيدية التي حددتها الهيئة الإشرافية للإعتصام والتي بدأت يوم الجمعة الماضية وصولا الى 30 نوفمبر , , ثم ستقوم اللجنة الإشرافية بإعلان الخطوات التصعيدية أخرى , مطالبا باعتراف دولي لقضيتهم التي يناضلون من أجلها منذ العام 2007 , مؤكدا تمسكهم في خيار الاستقلال . ولم تغض السلطات اليمنية الطرف عن كل ما يحدث في الجنوب حيث سارع الرئيس عبدربه منصور هادي , بخطوة استباقية ل30 من نوفمبر , وأقر , أمس , بعودة وترقية وتسوية أوضاع 8009 من صف ضباط وجنود من منتسبي القوات المسلحة والأمن, والامن السياسي المنتسبين الى المحافظات الجنوبية , فيما أجل هادي قرارا بشأن عودة 4500 من المدنيين قائلا بأنه سيتم اعلان قرار بذلك خلال الأيام القليلة القادمة .