فيما يُعد انقلابًا غير معلن على قيادات الحراك الجنوبي من قبل الشارع الجنوبي، الذي بات الحامل الوحيد لقضيته بعد تصاعد خلافات مكونات الحراك واتجاهها نحو التشرذم، وكمؤشر لانهيار ثقته بالقيادات الحراك، ارتبطت فعاليات الشارع الجنوبي - خلال الأيام القليلة الماضية - بقيادات ميدانية، وبرزت لجنة الشهيد خالد لجنة، التصعيد الثوري الجنوبي، كبديل للحراك الجنوبي بمختلف مكوناته التي تصاعدت خلافاتها إلى حدّ الاتهامات المتبادلة بالفشل وضياع القضية الجنوبية. وفي هذا السياق توقفت أعمال العصيان المدني في محافظة حضرموت، وتوالت الدعوات لإيقافها في محافظة عدن التي شهدت عصيانًا مدنيًّا، أمس الثلاثاء؛ استجابة لدعوة لجنة الشهيد خالد "لجنة التصعيد الثوري الجنوبي" التي لبى حراك الشارع الجنوبي دعواتها في أبين وشبوة ولحج والضالع. إلى ذلك، وتواصلاً للصراعات البينية بين القيادات الحراكية والمكونات، أكد رئيس المؤتمر الوطني لشعب الجنوب محمد علي أحمد أن حراك شعب الجنوب السلمي يمر في الوقت الراهن بأخطر المراحل التي باتت تهدد وجوده واستمراره، وأشار بن علي إلى أن هناك استهدافًا لأهم أعمدة الحراك المتمثلة بوحدة الصف وخيار سلمية ثورة شعبه. وقال بن علي - أمس الأول الاثنين - "إن ثورة شعب الجنوب السلمية وقضيته العادلة تستهدف في الوقت الراهن من داخلها عبر الدعوات المشبوهة لجر الحراك إلى مربع العنف".. وأشار إلى ضعف الحراك وازدياد تشتته القيادي، وتضاعف وتيرة تباين الرؤى والخطاب الجنوبي بصورة غير مسبوقة. إلى ذلك نفى المجلس الأعلى للحراك الثوري - في اجتماع له مساء أمس الثلاثاء - عدم مشاركة أي من أعضائه في ما يسمي بالهيئة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب برئاسة عبدالرحمن الجفري - رئيس رابطة أبناء الجنوب العربي الحر.. وأكد أن عددًا من المنتمين للمجلس الأعلى، ومن قياداته، اشتركوا في قوام هيئة الجفري بصفتهم الشخصية، ولا يحملون تفويضًا من المجلس الأعلى، ولا يمثلونه بصورة رسمية. وأكد المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب رفضه الوصاية على شعب الجنوب من أيّ كان في الخارج أو الداخل.. وقال: إن الحراك السلمي الثوري الشعبي الذي يقود شعب الجنوب على الأرض هو الحامل السياسي لقضيته والمتحدث باسمها، وإن من يسمون أنفسهم بالحراك وينخرطون في اجتماعات وحوارات نظام الاحتلال في صنعاء لا يمثّلون إلا أنفسهم فقط. وردًّا على دعوة السيد عبدالملك الحوثي قال المجلس: إن الدعوات الصادرة عن السيد عبدالملك الحوثي لا ترتقي إلى حل قضية شعب الجنوب حلاً عادلاً ومنصفًا، وهي مرفوضة تمامًا؛ ما لم تحترم هذه الدعوات إرادة الشعب في الجنوب، المعبّر عنها في أكثر من 14 مليونية، المجسدة لتطلعاته في الحرية والاستقلال. وجدد تأكيده على أن المفاوضات بين الشمال والجنوب هي أحد السبل المثلى والحضارية لحل النزاعات بين الشعوب، واشترط أن تكون المفاوضات تحت إشراف إقليمي ودولي، وأن تكون في بلد محايد يرتضيه الطرفان المتفاوضان. وفي العاصمة صنعاء عاد كل من "خالد باراس" والوزير "غالب مطلق" إلى حوار موفمبيك، بعد إعلان الحراك انسحابه تحت إزالة أسباب استقالة هادي، وقال موقع "الأمناء نت": إن باراس ومطلق عادا إلى الحوار، بعد تواصلات مكثفة لإقناعهما بالعدول والعودة إلى مؤتمر الحوار. وقالت مصادر خاصة ل"الأمناء": إن خالد باراس أبدى انزعاجًا شديدًا؛ جراء إصدار "ياسين مكاوي"، الذي يتزعم فصيل الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني، بيانًا باسم الحراك الجنوبي المشارك في الحوار، دون الرجوع إليهم، أو مشاورتهم بمحتوى هذا البيان. وأضافت المصادر ذاتها: أن مكاوي أصدر البيان عن الحراك بشكل انفرادي وارتجالي، ما يمثّل بطلانه، وعدم تمثيله أعضاء هذا الفصيل الذي شارك في حوار موفمبيك. من جهة أخرى.. قالت مصادر مقربة من الرجلين: إن عودتهما جاءت بسبب ما قالوا إنها "ضرورة مُلحة" لطرح وجهة نظر. وفي وقت سابق، أصدر ياسين مكاوي بيانًا عن فصيل الحراك الجنوبي المشارك في حوار موفمبيك، طالب فيه بضرورة إزالة أسباب استقالتي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء.