بادئ ذي بدء ، يتوجب التأكيد على أن هذا المقال الذي سأنشره على حلقات تلبية لطلب أصدقائي الأعزاء وقي مقدمتهم صديقي العزيز المناضل التقدمي العلماني اليساري الرفيق يحي محمد عبدالله صالح لا يستهدف التعميم أو التبسيط أو الإسقاط الميكانيكي ، عند التعاطي مع الأسباب والخلفيات والأهداف المعلنة والسرية للحرب العراقيةالإيرانية 1980م 1988م من جهة ، والعدوان السعودي الأميركي والحصار الجوي والبحري والبري المفروض على اليمن منذ يوم 26 سبتمبر 2015م ، واللذين دخلا خلال شهر رمضان الحرام شهرهما الرابع ، واجترح شعبنا في مواجهتهما أثمانا باهضة وخسائر مدمرة ومعاناة انسانية غير مسبوقة ، حيث لا تبدو في الأفق نهاية قريبة لهذا العدوان الفاشي والحصار الجائر ، على الرغم من أن المعتدين لم يحققوا أية أهداف سياسية وعسكرية على الأرض ، بخلاف صورة مسرح العمليات في الحرب العراقيةالإيرانية بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم 479 بتاريخ 28 سبتمبر 1980م ، والذي صدر بعد خمسة أيام من بدء حرب شاملة ، حقق فيها العراق انتصارات استراتيجية على ايران ، وقبل بسببها ذلك القرار الأممي ، فيما رفضته إيران ورمت به وبستة قرارا لاحقة عرض الحائظ ، غير عابئة بتهديدات المجتمع الدولي بفرض عقوبات شاملة على ايران ، واتخاذ إجراءا أشد ضدها في حال استمرار رفضها للقرارات الأممية . خلال الأيام القليلة الماضية قمت بمراجعة ومطالعة الكثير من الأوراق والوثائق والصور والأفلام والمحاضر التي يحتويها ارشيفي الورقي والألكتروني حول الحرب العراقيةالإيرانية ، لجهة المواقف الصعبة والمعقدة التي كان يصعب على قيادة الحزب الاشتراكي اليمني وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تفاديها ، في عهد الرئيس علي ناصر محمد ، لأسباب تتعلق بالتوتر المتصاعد الذي ساد علاقة اليمن الديمقراطية بالعراق ، بعد قيام المخابرات العراقية باغتيال البروفيسور توفيق رشدي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، وأستاذ الفلسفة في جامعة عدن ، أثناء عودته الى منزله الكائن في حي المنصورة بمدينة عدن أواخر عام 1979م . وزاد من توتر العلاقات بين بغدادوعدن لجوء قتلة الشهيد توفيق رشدي الى السفارة العراقية بحي هور مكسر ، بعد ان تم نزويدهم بهويات دبلوماسية عراقية تم اعتمادها قبل الحادث بثلاثة شهور رسميا من وزارة الخارجية اليمنيةالجنوبية ، ما أدى الى قيام قوة أمنية مشتركة تتبع وزارتي الداخلية وأمن الدولة في عدن ، باقتحام مبنى السفارة العراقية بخور مكسر ، واعتقال إثنين من أفراد البعثة الدبلوماسية في السفارة العراقية ، وبث إعترافاتهما بارتكاب جريمة الإغتيال على الهواء عبر تليفزيون عدن ، وما ترتب على ذلك من ردود فعل عراقية مضادة ، تمثلت في قيام السلطات العراقية باعتقال جميع أفراد البعثة الدبلوماسية في سفارة جمهورية اليمن الديمقراطية في بغداد ، باستثناء السفير الراحل الأستاذ عبدالحافظ قائد ، وهو أحد القادة المؤسسين لحركة القوميين العرب في اليمن والمشرق العربي ، وأحد أبرز مؤسسي الحزب الديمقراطي الثوري في الشطر الشمالي من اليمن ، وكان رحمه الله يحظى باحترام واسع داخل العراق وخارجه . وقد وجهت السلطات العراقية الى جميع أفراد الطاقم الدبلوماسي في سفارة اليمن الديمقراطية ببغداد تهمة تشكيل شبكة تجسسية وتخريبية تستهدف المساس يسيادة وأمن واستقرار العراق ، دون أن تقدم دليلا واحدا يدين الدبلوماسيين المقبوض عليهم .. بيد أن هذا التوتر في العلاقات بين البلدين الشقيقين ، انتهى بوساطة قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ، وأسفرت عن إطلاق سراح كافة الدبلوماسيين العرافيين واليمنيين الموقوفين في البلدين الشقيقين ، وإعادتهم الى عدنوبغداد . من المفارقات العجيبة ان توتر علاقة اليمن الديمقراطية بالعراق الشقيق بدأ في بداية عهد الرئيس عبدالفتاح اسماعيل ونهاية عهد الرئيس احمد حسن البكر حيث قررت قيادة الحزب الاشتراكي اليمني استضافة مئات الكوادر من قيادات وأعضاء الحزب الشيوعي العرافي ، بعد ان شنت الأجهزة الأمنية العرافية أكبر حملة اعتقالاات وإعدامات ونصفيات جسدية شنها ضدهم حزب البعث الحاكم في العراق ، بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم بالتنسيق مع المعارضة الكردية ، لكن هذا التوتر تزايد بعد وصول الرئيس العراقي الراحل الشهيد صدام حسين والرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد الى أغلى المناصب القيادية في رئاسة الدولتين و الحزبين الحاكمين في اللعراق واليمنالجنوبية ، حيث قام اليمنالجنوبي بدعم المعارضة العراقية بالتنسيق مع سوريا وليبيا ، فيما قام العراق بدعم وتنظيم المعارضات الجنوبية القديمة في إطار ما كان يسمى آنذاك التجمع القومي للقوى الوطنية في جنوباليمن ، على الرغم من علاقة الصداقة الشخصية والقوية التي كانت تربط بين الرجلين عندما كان صدام حسين نائبا لرئيس الجمهورية العرافية وعلي ناصر محمد رئيس للوزراء . ولطالما حدثني الرئيس علي ناصر محمد في جلسات حميمة ومغلقة جمعتني به داخل وخارج اليمن ،عن المواقف التي كانت تجسد تلك العصداقة الشخصية بين الرجلين على امتداد حقبة السبعينيات من القرن العشرين ، وتأثيرها الإيجابي في تنفيذ بعض المشاريع التنموية في اليمنالجنوبية . من نافل القول ان التوتر الذي ساد العلاقات بين العراقواليمن الديمقراطية لم ينشأ صدفة بعد قيام الثورة الاسلامية في ابران ، وقبل عام فقط من اندلاع الحرب العراقيةالايرانية في سبتمبر 1980م ، بل انه جاء في سياق توتر متزايد للعلاقات بين العراق وكل من سوريا وليبيا والجوائر واليمن الديمقراطية والكثير من فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية ، عقب قيام جبهة الصمود والتصدي كرد عربي محدود على توقيع اتفاقية كامب ديفد بين مصر واسرائيل في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ، ورفض العراق الانضمام الى هذه الجبهة ، واصراره على معارضة السياسة المصرية الجديد بوسائله الخاصة .. بالاضافة الى انتشار موجات الرعب الداخلي في الغراق جرّاء إقدام الرئيس صدام حسين على تنظيم محاكم ميدانية برئاسته ، تمخض عنها إعدام وملاحقة المئات من قيادات حزب البعث العراقي والجيش العراقي ، والأحزاب العراقية المنضوية في إطار الجبهة الوطنية والقومية العراقية المتحالفة مع حزب البعث العراقي ، بمن فيهم أقرب معاونيه الذين كانوا بكنون له الإخلاص والولاء . وقد حدثت كل تلك الارتدادات نتيجة طغيان ثقافة عبدادة القائد الضرورة ، و الانفراد في الحكم والتفرد في اتخاذ القرارات المصيرية لدى الرئيس صدام حسين ، الذي أحاطت به هواجس الشك بكل من حوله على المستوى الداخلي والخارجي بعد قيام الثورة الشعبية الاسلامية في ايران ، وبالتزامن مع صعوده الدراماتيكي الى قيادة الدولة والحزب في العراق ، بعد إعلان استقالة الرئيس احمد حسن البكر اواخر عام 1979م . لا أريد أن أسترسل كثيرا في عرض وتحليل تداعيات العلاقات المتوترة بين العراقواليمن الديمقراطية خلال الحرب العراقيةالايرانية لتبرير مشاركة اليمن الديمقراطية والحزب الاشتراكي اليمني مع قوى عربية أخرى في تقديم دعم لوجيستي فعال لما سميت بعملية ( استعادة المبادرة ) التي كان ترتكز بدرجة أساسية على رفض ايران القاطع لقرارات مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب العراقيةالايرانية ، وسط قبول عراقي وعربي ودولي بتلك القرارات الأممية ، ومطالبة غالبية المجتمع الدولي بضرورة التعاطي الايجابي من جانب ايران مع تلك القرارات !! بيد اني أشهد بحكم عملي مع الرئيس علي ناصر محمد كمستشار اعلامي وسكرتير شخصي ومرافقتي له في زياراته للعديد من البلدان الخليجية والعربية والأجنبية ولقاءاته بقادتها ، بأن الرجل كان يشعر بالقلق من وقوع العراقوايران في فخ أمريكي اسرائيلي يستهدف التدمير الممنهج لهذين البلدين اللذين يمثلان مصدرا للقوة في العالمين العربي والاسلامي . في هذا السياق لم يكن الرئيس علي ناصر محمد يخفي قلقه وامتعاضه الشديدين من الممارسات القمعية والمذابح الدموية والاعدامات الميدانية التي كانت تحدث يوميا في ايران لكبار جنرالاات وضباط الجيش الايراني ، والقيادات المدنية العليا في أجهزة الدولة المدنية الأخرى بعد سقوط نظام الإمبراطور شاهنشاه مولى بهلوي المعروف بشاه ايران ، وقيام جمهورية ايران الاسلامية بقيادة زعيم الثورة الشعبية الايرانية آية الله الخميني . ولا زلت أتذكر أحاديث الرئيس علي ناصر محمد مع العديد من القادة والمسؤولين العرب والأجانب الذين كانوا يزورون عدن في تلك الفترة ، والتي كان يعبر من خلالها عن قلقه واستنكاره لما يجري من تفكيك لهياكل الدولة والجيش في ايران ، وما يرافقها من تسلل مشاريع اقليمية ودولية لاستدراج العراقوايران الى حرب مدمرة تؤثر على التوازن الاستراتيجي في منطقة الخليج والشرق الأوسط لصالح قوى خارجية وفي مقدمتها اسرائيل ، بعد ان قامت الجمهورية الاسلامية بقطع العلاقات الدبلوماسية معها ، وتسليم سفارتها لمنظمة التحرير الفلسطينية باسم دولة فلسطين !! كان الرئيس علي ناصر محمد دكيا وواسع الأفق بصرف المظر عن الأخطاء السياسية التي وقع فيها واختلفت معه بسببها ، وكان بعضها قاتلا ومدمرا .. وقد استرعى انتباهي ان أولى تحركاته لترشيد مسار الثورة الايرانية قبل أن تنشأ علاقاته مع قادتها ودولتها ، بدأ في اثيوبيا أثناء زيارة قام بها لأديس أبابا قبل الخرب العراقيةالايرانية بخوالي شهر واحد فقط . ( لا حظوا الصورة المرفقة للرئيس علي ناصر ومنغيستو والكاتب بينهما ) في هذه الزيارة تحدث الرئيس علي ناصر الى الرئيس الإثيوبي منغيستو هيلا مريام عن قلقه ازاء تزايد موجات الإعدامات اليومية والتصفيات الدموية والملاحقات الإقصائية التي كانت تحدث في ايرانوالعراق على حد سواء قبل اندلاع الحرب العراقيةالايرانية ، وأعرب عن خشيته من أن يكون للطابور الخامس وعملاء المخابرات الأميركية والإسرائيلية دور في الأحداث المأساوية التي تجري في كل من العراقوايران بهدف اشعال مواجهات عسكرية واستقطابات خطيرة في المنطقة ، تؤدي الى تفكيكها وإخضاعها للهيمنة الاستعمارية والصهيونية من جديد . كان الرئيس الإثيوبي منغيستو يشاطر الرئيس علي ناصر محمد هواجسه وشكوكه إزاء مخططات المخابرات الأميركية ، ولكنه كان يتحفظ علنا إزاء كل حديث يمس اسرائيل التي كانت ولا زالت حتى الآن ترتبط بعلاقات تعاون اقتصادية وثقافية وتقنية قوية مع اثيوبيا منذ عهد الإمبراطور المخلوع هيلا سلاسي ، لإعتبارات استراتيجية تتعلق بكون اثيوبيا دولة المنبع الرئيسي لمياه نهر النيل الذي يعتبر شريان الحياة الرئيسي ومصدر القوة الأساسي لمصر ، بما هي العدو اللدود لإسرائيل . ولا زلت أتذكر حديثا مهما للرئيس الإثيوبي منغيستو هيلا مريام خاطب فيه الرئيس علي ناصر محمد ، وأشار فيه الى أن الثورة الإثيوبية اسقطت بصورة سلمية نظاما امبراطوريا ضاربا جذوره في أعماق التاريخ الأفريقي والمسيحي ، وأقامت على أنقاضه نظاما جمهوريا لا يزال حديثا وفتيا ، ويواجه تحديات داخلية وخارجية ، لكنها لم تنظم مجازر دموية لأنصاره ومعاونيه وأركان نظامه الإمبراطوري في الدولة والجيش ، على نحو ما يفعله قادة الثورة الإيرانية ضد أنصار وأركان نظام الإمبراطور شاه ايران المخلوع . لا يخفى على أحد أن المواطنين والمواطنات في اليمن وأنا واحد منهم يتابعون بقلق كبيرمسار وتداعيات ومخاطر العدوان السعودي الأميركي الفاشي على اليمن أرضا وشعبا . . وحين وجدت نفسي مضطرا للبحث عن مقاربات مشتركة للحرب العراقيةالإيرانية التي خرج منها كل من البلدين الشقيقين منهكا ومدمرا ، والعدوان السعودي الأميركي على اليمن ، طالعت تناولات ودراسات وقراءات مختلفة لتلك الحرب التي استمرت لمدة ثمانية سنوات تحت مسنى ( حرب الخليج الأولى ) ، إنطلاقا من وجهات نظر مختلفة ، بعضها منحاز أو محايد ، وبعضها مغرض وكيدي .. ومن الطبيعي أن تحظى حربا طويلة الأمد في أخطر مراحل حقبة الحرب الباردة بذلك الكم الكبير والمتنوع والمتناقض من التناولات والمقاربات !! وبهذا الصدد أود الإفادة بأنني لا أستهدف من الكتابة عن بعض دروس تلك الحرب التي وضعت أوزارها قبل ثلاثة عقود من الزمن تغيرت فيها صورة العالم على نحو كبير ومدهش بعد انهيار نظام القطبين العظميين ، وانتهاء حقبة الحرب الباردة بينهما. لكني وبدافع من المشاعر والهموم الوطنية لملايين المواطنين والمواطنات في اليمن ، وجدت نفسي مهموما بفتح بعض أوراق ارشيفي الخاص ومفاعيل ذاكرتي الشخصية التي تختزن الكثير من المعلومات والذكريات بحكم علاقة العمل التي ربطتني بالرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد ، الذي لعب دورا بارزا بالتنسيق مع الرئيس السوري حافظ الأسد في إقناع القيادة السوفييتية بضرورة العمل على وقف تلك الحرب ، وتعطيل مخطط استدراج العراقوايران الى حرب طويلة تقضي عليهما معا لصالح اميركا واسرائيل ، وذلك من خلال إعادة التوازن بين الطرفين المتحاربين ، بدلا من المراهنة على وقف تلك الحرب من خلال القرارات الأممية لمجلس الأمن الدولي . ربما يكون ما تقدم كافيا لهذا الاستهلال الذي سيكون بمثابة الحلقة الأولى من هذا المقال الطويل .. بيد أن ثمة حاجة لإكساب هذه الحلقة بعض عناصر القوة والتوازن ، بما يؤهلها لأن تكون مقدمة لتناول بعض زوايا ومآلات حرب الخليج الأولى ، حيث أزعم بأن كافة اليمنيين واليمنيات معنيون بالاطلاع على بعض قواسمها المشتركة مع مشهد العدوان السعودي الأميركي على اليمن بكل مخاطره وتحدياته . ولعل من أبرز عناصر التوازن والقوة اللذين تحتاجهما هذه الحلقة قبل بلوغ خاتمتها ، ضرورة التعرف على البيئة السياسية الداخلية والخارجية التي رافقت مسار حرب الخليج الأولى 1980 1988م ، من خلال طرح بعض الإسئلة وأهمها : 1/ كيف خسر العراق رهانه على قوى المعارضة الايرانية التي تدفقت على بغداد لتكون فيالق برية يبايبو وقتالية مُكمِّلة لتقدم وتوغل الجيش العراقي في عمق الأراضي الايرانية ؟ 2/ لماذا اتخذ العراق قرار إلغاء اتفاقية الجزائر بشأن تنظيم الحدود بين العراقوايران قبل فترة قصيرة من اندلاع الحرب بين البلدين؟ 3/ كيف تمكن العراق من امتلااك عنصر المفاجأة والمبادرة والمباغتة قبل بدء الضربات الجوية والصاروخية المدمرة على ايران .. وكيف نجحت ايران في استعادة المبادرة وتغيير المعادلات الاستراتيجية على الأرض بعد تلقيها ضربات مدمرة وموجعة خلال الأيام الخمسة الأولى ؟ 4/ كيف كانت مواقف القوى العظمى وخاصة أميركا والاتحاد السوفييتي من تلك الحرب؟ 5/ لماذا عمل الاتحاد السوفييتي على تمرير سبعة قرارات أممية لمجلس الأمن الدولي كانت كلها لصالح العراق ، واكتفى بالامتناع عن التصويت عليها ولم يستخدم حق النقض ضدها ، رغم ان أحد تلك القرارات كان يدين قيام ايران بتهديد الملاحة الدولية من خلال إغلاق مضيق هرمز وقصف ناقلات النفط الأميركية والأوروبية والعراقية والخليجية التي كانت تمر بالمضيق.. ولماذا رفضت ايران جميع تلك القرارات ورمت بها عرض الحائط ، بدءا من القرار رقم 479 بتاريخ 28 سبتمبر 1980م ، الذي صدر بعد خمسة أيام من الحرب ، وانتهاءا بالفرار رقم 598 بتاريخ 20 يوليو 1987م ، وما هي أوجه الشبه بين هذه القرارات والقرار الأممي رقم 2216 لعام 2015 بشأن اليمن ، الذي امتنعت روسيا عن التصويت عليه ، وفبلته السعودية وحلفاؤها في الخارج ، فيما رفضه الجيش اليمني والمكونات السياسية الرافضة للعدوان والحصار في الداخل ؟ 6/ لماذا وافق الاتحاد السوفييتي على قرار واحد فقط صدر بالاجماع من قبل مجلس لأمن الدولي ، ولم يمتنع عن التصويت عليه ، وهو القرار رقم 598 لعام 1988 م ... ولماذا وافقت ايران على هذا القرار بعد ثمانية سنوات من رفضها لسبعة قرارات سابقة أصدرها مجلس الأمن الدولي بالأغلبية ، وامتنع الاتحاد السوفييتي عن التصويت عليها . 7/ لماذا أصرت ايران على رفض القرارات السبعة لمجلس الأمن الدولي وعدم التعاطي الإيجابي معها ، رغم انها كانت مُدمَّرة ومُحطِّمة بصورة شبه كاملة ، وبحاجة لإستعادة أنفاسها ؟ 8/ كيف بدأت عملية استعادة المبادرة في ايران ، وما هو الدور الذي لعبته سورياواليمن الديمقراطية وليبيا في هذه العملية ، ولماذا كان كل من الرئيسين حافظ الأسد وعلي ناصر محمد يضغطان على ايران بضرورة اعتبار مدينة البصرة خطا أحمر لا يجوز تجاوزه بأي حال من الأحوال ، ولماذا كان الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يشجع الرئيس اليمني علي ناصر محمد لدوره في هذا المجال ، رغم قيام دول الخليج وأميركا وأوروبا بدعم العراق سياسيا وعسكريا واعلاميا وماليا في تلك الحرب 9/ وأخيرا لماذا وافقت القيادة الإثيوبية على السماح بهبوط طائرة ايرانية خاصة كانت تحمل مسؤولا ايرانيا رفيعا ، جاء لمقابلة الرئيس علي ناصر محمد بصورة سرية ، أثناء قيامه بزيارة خاصة وغير معلنة للراحة والاسنجمام في مدينة سودري القريبة من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ، بعد بضعة شهور من نجاح ابران في ما سميت حينها عملية ( استعادة المبادرة ). ( يتبع بعد منتصف ليلة الجمعة القادمة )