"ييي.." "وييي.." "هيي.." "يا.." "لحظة.."
حك رأسه بأطراف أصابعه بشكل دائري، ثم نفخ نفساً عميقاً بعد أن فشل في تهدئة تلاميذ الصف الذي دخله لأول مرة ليكون مدرساً لمادة اللغة الإنجليزية.
كان الأمر أشبه بمشفى للأمراض النفسية، ضم عدداً من المجانين رقصوا (...)
عندما قرر - كما زعم - استيقظ شيء ما في أعماقه، رفع سماعة الهاتف ليخبرها الحقيقة ولكن بصورة مزيفة أيضاً، من بين مئات الكلمات ثلاث جمل غير مفيدة اختصر بها سنوات من الانتظار الطويل :-
«أتمنى لك حياة سعيدة، دعينا نصبح أصدقاء فقط، دون وعود أو (...)
بلل العصفور منقاره بماء النهر، فرد جناحيه ، صفق بهما الهواء، حلق متأبطاً فرحة، متقلباً في الفراغ.
عنكبوت عجوز ما زالت تنسج خيوطاً على جذع شجرة ، وهناك تقبع فراشة ، تتقافز بين أزهار البنفسج بشغب ، هذا العالم جزء من ذاكرته السوداء ، يرقب كل ذلك بصمت (...)
في الليل، الظلام الكثيف يلتهم كل شيء، الأشياء الألوان وحتى الملامح. في ازدحم بأشجار السدر، كان الطريق الضيق مكتظاً بالمفاجات، ووسط الغسق لابد من أن ينبثق شيء.
شبح في هيئة إنسان ارتدى قميصاً ابيض اللون، أما سرواله فله لون الليل الداكن، بدا كأن نصفه (...)
تتعانق عقارب الساعات ، كل الساعات في وقت واحد ، ويبقى صامتاً مبتسماً ، معلقاً بين خمس دقائق.
ظن أنها لا محالة آتية ، تلك الدقائق التي سيعلن فيها كينونته وسيرتمي باكياً منكسراً بين أحضان حبيبته . تمر ستون دقيقة ، دون أن تأتي لحظة فرح واحدة تمر (...)
في مكان قصي افترشت غيمة وإكليل ورد ، فكان لديها صيف خاص وعصافير كثيرة. مدت أناملها تتلمس الصيف .. عانقت الهواء الرطب واحتضنت بعينيها حلمها الضيق ، كان جميلاً كالحلم لكنه حقيقة اللحظة.
الحقيقة الوحيدة التي تشعر بها الآن ، كل الأصوات، الألوان، (...)
في ذلك اليوم الذي كان شديد الكآبة والضجر، شعرت أني بحاجة ماسة لأكون بقرب شخص أثق به.
كانت تدور في نفسي وحشة هائلة وقد أحرق الهواء المثلج رئتي، لكنني وجدت نفسي أمام الهاتف، رفعت السماعة ورحت أعبث بأصابعي على الأزرار، في الجانب الآخر وعلى سماعة الهاتف (...)
كانت محاولة طفولية ليرقات قصيدة سرعان ماقتلتها أيدي النور.. دسستها بين أوراق إحدى الكتب في مكتبة والدي.. بعد الانتهاء من كتابتها مباشرة.. وحرصاً مني أن لايطلع عليها أحد حتى والدي الذي قرر اليوم الإسراف في القراءة فاختار ذلك الكتاب بالذات ليطالعه.. (...)
كان المجلس يضج بالضحكات المفعمة برائحة أنثوية..
يتصاعد الدخان بنكهة التفاح الأخضر المستفزة مختلطاً
برائحة البخور”العدني”والعطور الفرنسية المختلفة الروائح
والأصناف ..يتبعثر بين الشفاة المرسومة الأحمر, القرنفلي الوردي وألوان أخرى استثنائية..
معدات” (...)
لم أدر.. عندما وطأت قدماك مدينتي..
ماذا امتطيت لتصل إليها..؟! لكنك أخيراً وصلت..
نسجت من روحي أولى كلماتي إليك، ثم
بسطتها على أوراقي المهترئة، وتساءلت
حينها هل حقاً «....»؟!
أي جنون ارتكبت وأية حماقة اقترفت
وأنا أشد الرحال إليك، أي ذنب أنجبت
وأنا (...)
ينهمر المطر مصحوباً بقطع من الجليد،
وقصف الرعد ما زال يصم الآذان، كل
الآذان، إلا أذنيها..
تلك الواقفة بين الحقول، تمتد ذراعاها
حاضنة الفرات ودجلة.. شموخاً لم
تعهده امرأة من قبل.
لن تبكي، أو تصرخ، وتولول.
ما زال الوقت صديقاً عزيزاً.
هي وحدها من يملك (...)
«1»
يجيء صوتك البعيد فيأسرني، ينتزعني من قلقي ومخاوفي ودواري..يمر بي على زوابع من الهزائم والكوارث والخيبات ويوقفني في مهب الجرح.. وأحاول أن أطير كفراشة صنعتها يوماً فيحرقني ضؤوك، جنوني الذي بدأ لحظة أن جمعني القدر بك، مازال يجرفني بقوة إليك.. (...)
ذلك اليوم الذي كان شديد الكآبة والضجر...
شعرت أني بحاجة ماسة لأن أكون بقرب شخص أثق به...
كانت تدور في نفسي وحشة هائلة وقد أحرق الهواء المثلج رئتي.. لا أدري أين أخذتني قدماي.. لكنني وجدت نفسي أمام الهاتف ، رفعت السماعة ورحت أعبث بأصابعي على الأزرار ، (...)
وضع يديه حول وجهه مسنداً مرفقيه على منضدة خشبية، ووجهه بدأ شاحباً قلقاً، ازدرد ريقه ثم تنهد بحرقة، كان يبدو ساهم العينين مستغرقاً في تفكير عميق وقد علق بصره على مجموعة أوراق افترشت بشكل عشوائي تلك المنضدة وبعضاً منها سقطت على جانبي الكرسي الذي جلس (...)
المرآة، علبة «المكياج» ،العطر،صندوق المجوهرات،ودولاب الملابس..كل شيءٍ في الغرفة انتشى تسبيحاً وتهليلاً بقدوم هذا اليوم..
سبقتني العباءة قبل أن تمتد يدي إليها فلففت جسدي وهرولت حقيبتي الصغيرة لتستقر على معصمي،حتى خواتمي وهي تحشر نفسها حول أصابعي كادت (...)