الدستور التايلندي لا يحظر على المسئولين الكبار في الدولة أن يقدموا برامج تلفزيونية، حتى ولو كانت عبارة عن برنامج خاص بالطبخ. قبل ثلاث سنوات – مثلا- تعهد السيد «ساماك سوندار أفيج» رئيس وزراء تايلند بعدم التخلي عن «الطهي" وكان معروفاً على نطاق واسع في تايلاند أن «ساماك» البالغ من العمر (72) عاماً طباخ ماهر، ولديه أسبوعياً برنامج تلفزيوني شهير ظل على مدى 7 سنوات مصدراً لعشاق الطعام المتبل. إنني أستعين بهذه المعلومة فقط لأضرب مثالاً حول شيء مهم. إن أبسط مدير عام في بلادنا، وبمجرد أن ينبع إلى (الميدرة) يزبط العيش والملح القديم كله دفعة واحدة، ويبدأ يتصرف كواحد مسئول، بكرة بعدها ربما يصبح وزيراً. وهو عند ذاك طبعاً سيتفرغ تماماً لنفي كل خبر تقوله صحف المعارضة ضد الحكومة، حتى وإن كان صحيحاً!!. كما سيتفرغ للمطبخ السياسي، وباسم الله سيبدأ بديباجة تقارير دولية أشادت –وبقوة- بالتطور والنمو الحاصل في وزارته. إنكار الحقائق القديمة في بلادنا تشبه تماما إنكار الشركاء، يعني مسألة ولا أسهل منها! فما بالكم بمسألة إنكار كيف كان حضرة المسئول يعيش بالأمس. الأشياء المثيرة للسخرية في اليمن كثيرة وبوسع الانتباه إليها فقط أن تجعل منا شعبا ظريفا جدا، وليس كما هو حالنا الآن إذ نبدو – للأمانة – شعبا مضحوكاً علينا . المسئول الذي كان في بدايات حياته يبيع المواشي، أصبح الآن يتأفف من رائحتها! الوزير الذي بدأ حياته الأولى يحلم أن يرتدي حذاء أنيقاً، صار الآن يعامل موظفيه بقسوة ويعطيهم بالجزمة على رؤوسهم! الضابط الذي دخل كلية الشرطة بوساطة صار يدعو الآن إلى محاربة الوساطة! الشيخ الذي سرق الثورة، يدعو الآن إلى حماية الثورة من اللصوص! المسئول الذي سرق البلد لما شبع، صار اليوم يدعو إلى حماية مكتسبات ومدخرات البلد! المسئول الذي كان والده أول شبابه يعمل في «بسطة» على قارعة الطريق، صار يدعو لإزاحتهم من جنبات الطرق ؟! مع أني شخصيا مع لملمة بائعي البسطات من جنبات الطريق وإيجاد بدائل مناسبة لهم . الحكايا كثيرة، ويمكن جمعها في كتاب ظريف اسمه " مش هو احنا " [email protected]