قال الكاتب الصحفى المصري والمحلل السياسي محمد حسنين هيكل، إن واشنطن ترى الوقت الحالى الآن الأفضل لها ولاسرائيل، بعد اختفاء حرق الأعلام الأمريكية والإسرائيلية من الشوارع. وأضاف هيكل خلال أولى سلسلة حلقاته مصر أين وإلى أين؟ وتحت عنوان جسر إلى المستقبل، مع الإعلامية المصرية "لميس الحديدى"، على فضائية "سى بى سى"، "فى الأربعين عاماً الماضية ارتكبنا أخطاء استراتيجية كبرى وانفصلنا عن العالم"، مضيفاً أنه البعض حاول أن يقيم سدودا تصور أنها تحميه من طوفان الأخطاء. وأوضح هيكل: "أننا حاولنا ترميم الشقوق فى بعض المراحل لكن السدود لم تعد تحتمل ما ورائها"، لافتاً إلى أن 25 يناير زلزال هز كل الساحة فسقطت السدود. ودائماً فى اللحظات الحاسمة نستمع لرؤية الكاتب الكبير ليخرج لنا ما فى جعبته ما يعبر عن قراءة متمعنة فى حركة التاريخ وتجارب الحياة، ولأن الثورات والسياسة هى مزيج من المشاعر والرغبات ولأن الفصل بينهما أحياناً يكون من المهم فى لحظات المصير اختار الكاتب الصحفى عنواناً لحلقاته "جسر إلى المستقبل" لأنه صور ما نعيشه بطوفان أزال ولم يزل رواسب وسدود رسخت حول مشكلات الماضى ولأننا وبحسبه نعيش فى مشهد عبثى فيه كل المشاهد مطالباً بأن نبنى جسراً للعبور قائلاً "إن العالم كله رصد نيتنا للتغيير بعد الطوفان وعزيمتنا وقصدنا لكنه يضعنا تحت دائرة وقال هيكل اننى في مصر لا أخشى من الجماعات الإرهابية الموجودة فى سيناء، ولا أشعر بالقلق من ناحياتها، لافتا الى ان تلك الجماعات أعدادها محدودة ومواردها ضيقة. وأضاف هيكل، خلال حواره فى برنامج"مصر اين ومصر الى أين"، ان تلك الجماعت تشكل تهديدا بالتأكديد على الملاحة فى قناة السويس، لافتا الى ان القلق الحقيقي هو غرب مصر والقادم من ليبيا التى اصبحت مسرح للميليشيات المسلحة، والتى تكون بها ما يسمى ب"الجيش المصرى الحر" الذى يسعى الى التحرك وصولا لمرسى مطروح. وأكد هيكل، ان القاعدة لها دور كبير فى وجود الجماعات المسلحة بليبيا، وهى تشكل خطرا حقيقيا خاصة طرابلس، وبني غازى، مشيرا الى ان تلك الجماعات ستعمل على شغل الجانب المصري واثارة القلق. - See واضاف ،إن علاقتنا كانت جيدة جدا بشاه إيران وتبدلت بعد الثورة الإيرانية ولا أعلم لماذا تنقطع علاقتنا الآن مع الشعب والحضارة الإيرانية بهدف تخفيف الضغط على دول الخليج وخاصة الإمارات. وقال هيكل ان مخاطر إيران على دول الخليج هو بسبب هشاشة الأنظمة العربية والتى كانت تعتمد على السعودية كدولة رائدة بالمنطقة والتى كانت تعتمد على العمق العربي وبتراجع ذلك العمق ظهر الدور الإيراني الذى يجب تحجيمه بالسياسة. وأكد هيكل ان مصر عليها ان تثبت أولا انها طرف قادر على حل مشاكلها والتحكم فيها وكيف يمكن ان نستعيد مصر الى مصر قبل الخروج الى أمريكاوإيران – وقال هيكل، الطريقة التى جرت بها حملت الخطأ، فالطريقة والعشوائية التى تمت بها مثلت أكبر الخطأ فقدا أخطأت السبيل لأن الهدف كان سريعا جداً، لأننا كنا نريد أن نقدم ضحايا وقرابين إلى الآلهة الغاضبة فى الشارع ونعطيهم أية جثث ليتم إلهائهم، ونحن فى هذه اللحظة نحتاج إلى نوع من العدالة الانتقالية، وأيضاً وأنا أعرف أن هناك ضرورة للحساب عما جرى، لكن الضرورة فى اللحظة والعاجل الأكبر هو الأمن، وبالتالى التفرقة بين العاجل والداهم مهم، لا يمكن التفكير فى ظل أمن مختل وهو جزء من هدف الإخوان المسلمين أن ننشغل بالأمن وخطر سقوط الدولة عن المستقبل، والمهم الآن ضرورة تناول الملح حتى لو كانت هناك قضايا أهم، مثل العدالة.