"تقل ع يصرفوا بدل طبيعة العمل"؟! قال لي: "لا أظن!". - "ليش؟".. - "لأن الوضع ليس مستقر، وبالتالي سيتم توفير كل قرش في الميزانية لمكافحة الإرهاب وكبح جماح التمرد!". - "ياربي.. أيش الدبور ذي مكتوب علينا؟! كلما جهزوا كشف بدل طبيعة العمل تقرح حرب او يندلع تمرد وتتحول بدل طبيعة العمل الى بدل طبيعة البصل". واذا كانت بريطانيا بجلالة ميزانيتها أحمدغراب وعظمة اقتصادها تواجه أزمة مالية في مكافحة الارهاب، فهل تستطيع اليمن التي هي عظم بلا لحم من تحمل النفقات الهائلة لمواجهة الارهاب وموجات التمرد التي ما إن تهدأ حتى تندلع مرة أخرى؟! المشكلة الحقيقية أننا في الوقت الذي نعاني فيه من مواصلة تدهور الريال والاقتصاد، ولانجد فيه ما نأكل، فإننا نجد أنفسنا أمام تحديات أمنية لاحصر لها، وبالتالي فالحكومة تمسك بيد بالاقتصاد وتستخدم اليد الاخرى في مواجهة الارهاب والتمرد، و"صاحب بالين كذاب" كما قالوا في المثل، وبالتالي فلم نعد نتوقع أي انتعاش اقتصادي، بل نتوقع أن نجد سرير فاضي للإقتصاد في غرفة العناية المركزة، إن كان هناك عناية أصلا. وبالتالي فإن حكومتنا لازم تشغل المخ والمخيخ وتفكر كيف ستتغلب على عجز الميزانية الذي تقدره بخمسائة مليار ريال، حتى لا نجد أنفسنا نحن الموظفين بلا معاشات وكأننا في مخيم للمتطوعين. وفي كل الأحوال الإجراءات الحكومية التي تم اتخاذها لاتسمن ولاتغني من جوع؛ فالتركيز على رفع تسعيرة الكهرباء بدلا من التركيز على وقف تهريب الديزل وتوليد الكهرباء بالغاز، جعلنا ننتقل من فشل الى فشل اكبر منه، والتركيز على ضريبة المبيعات وإهمال ضمانات وطرق تحصيلها يجعل وجودها مثل عدمها على اعتبار أن القربة المخزوقة لاتحتفظ بالماء، والتركيز على مكافحة الفساد بالتصريحات والمؤتمرات والشاشات بدلا من محاسبة المفسدين وإقالتهم يجعلنا روادا في تجارة المبادئ والتركيز على السياسية بدلا من الاقتصاد يجعل نهضتنا كلها مجرد تخديرة ويجعلنا أحوج ما نكون الى نتف شنباتنا بعد القات والهتاف بصوت عالٍ بعبارة الزعيم عادل إمام: "ياشماتة ابلة ظاظا فيا"!.