بعد أن حقق البحث الحضرمي ابن مدينة تريم الأستاذ أحمد صالح بافضل جائزة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني الوقفية العالمية في العلوم الشرعية والفكر الإسلامي لعامها العاشر، ببحثه الموسوم ب "الفروض الكفائية سبيل التنمية المستدامة"، قصدناه لمعرفة تفاصيل حكاية هذا الانجاز العالمي الذي استطاع أن يحققه ابن مدينة العلماء تريم وهو يحمل درجة الماجستير في الفقه وأصوله مع مرتبة الشرف الأولى، وهو أيضا محاضر في كلية الشريعة بجامعة الأحقاف بحضرموت وله مؤلفات في قضايا فقهية معاصرة. ساد اللقاء حوارا شيقا تملؤه المنفعة و الفائدة، والأروع كان حديث الباحث بافضل وهو يروي قصة نجاحه شاكرا الله عز وجل على التوفيق، وسائلا منه أن يعم بحثه الفائدة للجميع، وسعيدا بأن هناك آفاقا رحبة تهتم بالطرح العالمي وتحتضن الرؤى والأفكار الحديثة التي تواكب الواقع المعاصر. فمرحبا بكم إلى ثنايا هذا الحوار : بداية نهنئك أستاذ أحمد على هذا الانجاز العالمي؟ بارك الله فيكم، وأحمد الله على هذا التكريم والفضل الجزيل. نود أن تحدثنا عن طبيعة هذه الجائزة؟ طبعا تقام هذه الجائزة من أجل جبر النواقص التي تحتاجها المكتبة، و في كل دورة تصدر اللجنة القائمة على الجائزة إعلان استكتاب للباحثين ويعطونهم مهلة سنتين، لأنه من أبرز شروط هذه الجائزة أن تمثل إضافة عالمية، وأن يكون البحث بين 200 و300 صفحة، وقبل إعلان المحاور تقام دراسة مستفيضة حول المحور الذي سيتم اختياره فقط، ونحن هذه السنة تعتبر السنة العاشرة للجائزة، حتى أنه قبل فترة توقفت الجائزة لأن المتقدمين لم يستوفوا الشروط. كم استغرقت من مدة زمنية لإنجاز البحث ؟ انجزت البحث في قرابة السنة والنصف بين هنا وبين السعودية حيث قصدت بعض المكتبات في المملكة، واستفدت كذلك من بعض الزملاء والعلماء والدكاترة. وكيف يتم الإعلان عن الفائز ؟ الإعلان يكون بعد انعقاد مؤتمر صحفي من خلاله يتم إعلان اسم الفائز، وهم الان أرسلوا لي ملاحظات يجب تصحيحها من أجل طبع البحث وتقام فيما بعد مراسيم التكريم. هلّا قدمتم للقارئ لمحة عن بحثكم ؟ عنوان بحثي هو "الفروض الكفائية شروط التنمية المستدامة"، وهو عبارة عن إحاطة واستيعاب للموضوع، والتعامل مع التحكيم للبحث لم يتم الأمر مثلما عهدناه في عملية البحوث، ولكن العمل كان في غاية الدقة المتعمقة، وطبعا جائزة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني الوقفية تعتبر أكبر جائزة فكرية في قطر، وكما أن هناك مجموعة من الجوائز في بعض الدول الأخرى، ولكن في هذه الجائزة و من خلال المناقشة والطرح فعلا تجدها فيها متانة قوية وأهمية بالغة للبحث. وماذا عن اللجنة المحكمة؟ اللجنة تتكون من محكمين دوليين، وكذلك بين لجنة خاصة تشكل بحسب نوع الموضوع، وهناك محكمون دوليون من أهل الاختصاص، خصوصا المرحلة الثالثة من التحكيم. أستاذ أحمد، أنت اليوم تحقق انجاز عالمي، حدثنا عن شعورك عندما سمعت خبر حصولك على الجائزة؟ (مبتسما) حقيقة عندما فزت بالجائزة من بين 22 باحث، والحمد لله شعوري بالجائزة فياض بالسعادة، لأن حقيقة الجائزة لا تتمثل فائدتها المادية فقط، و ولكن الأهم هو أنها توجد إمكانية واقتدار للطرح العالمي فالشكر لله عز وجل. وماذا أضافت لك هذه الجائزة؟ أضافت لي هذه الجائزة فتح آفاق ومنافذ جديدة، طرح الفكرة إلى العالم أجمع لأنهم يطبعون من البحث أكثر من 300ألف نسخة وتترجم إلى اللغة الانجليزية والفرنسية وتوزع مجانا على مراكز الأبحاث في العالم، ونفس الموضوع هو مشكلة التنمية وهو موضوع ملح لكل دول العالم، لأن جميع المشكلات في العالم تبحث عن التنمية وليس فقط الدول النامية والفقيرة، لأجل هذا يمثل الموضوع طرح لأفكار جديدة ويمثل خطوة بالنسبة لي نحو دراسة الموضوع بشكل أعمق. ماهي أكبر العوائق التي واجهتك؟ من أكبر العوائق البُعد عن المكتبات الورقية التي تحتاج إلى تغذية مستمرة، وإذا جلست في اليمن مستحيل أن يخرج هذا البحث، ومثلما قلت سابقا أنا سافرت إلى السعودية واستفدت كثيرا من المكتبات هناك وكذلك في مصر، وأنا على اتصال مستمر مع المكتبات حتى المحلية هنا في اليمن. وما الذي يتمناه الباحث أحمد بافضل أن يتوفر للباحثين؟ أتمنى أن تتوفر أمور كثيرة للباحث، أهمها المكتبة واستحداث وسائل جادة في الجامعات من أجل تفعيل أهمية البحث. نصيحتك لمن هو مقبل على إعداد بحث علمي في أي مجال كان؟ نصحيتي لكل مقبل على أي بحث أن يكون جادا في الموضوع، وأن يحاول أن يستشير كثير أثناء بحثه، لأن الاستشارة تفتح للباحث آفاق كبيرة. كلمة أخيرة تحب أن تقولها ؟ أحمد الله على هذا الفوز وأسأل الله نكون أهلا لتشريف تريم وأهل حضرموت في هذه الأعمال وأن يوفقني لأعمال قادمة تعين وتنفع.