يظن البعض خطئاً أن الخلاف الدائر حالياً بين الإمارات والسعودية هو بسبب النزاع القائم على مقر البنك المركزي الخاص العملة الخليجية المُزمع إقامته في الرياض. لكن الخلاف الحقيقي بين الطرفين هو أوسع وأعمق من تلك الخلافات الإدارية والفنية البسيطة في تركيبة مجلس التعاون الخليجي؟ حيث يرجع الخلاف إلى المشاكل الحدودية العالقة بين الإمارات والسعودية, حيث تشعر الإمارات بالغصة وهي ترى أراضيها مُستولى عليها من السعودية, حيث أصبحت تلك الأراضي المُسيطر عليها من قبل السعودية تُمثل عائقاً حدودياً بينها وبين قطر؟ فقبل أن تستولي السعودية على الأراضي الإماراتية القطرية, كان لدولة الإمارات حدود جوار مُتصلة مع دولة قطر, وكان هنالك مراكز دخول وخروج برية بين الطرفين, حيث كان المواطن الإماراتي يُسافر بسيارته لدولة قطر والعكس. فجاءت السعودية وسيطرت على أراضي الدولتين وعزلتهما عن بعضهما البعض منذ عدة سنوات! ولهذا فإن الإماراتيين يعتبرون أن تلك المناطق الإماراتية المُسيطر عليها من قبل السعودية هي أغنى وأهم استراتيجياً من الجزر الإماراتية المُحتلة من قبل إيران؟ كما أنهم يرون أن دولة قطر من خلال سياستها المُستقلة والحدية قد نجحت في استخلاص حقوقها من السعودية, خصوصاً ترسيم الحدود والموافقة على مشروع الجسر البحري المزمع إقامته بين قطر والإمارات, وذلك عن طريق الضغط والمفاوضات أيضاً. بينما الإمارات فتواجه عملية تجاهل تامة من قبل آل سعود, ولهذا يشعر الإماراتيين بالغبن والإهانة لأنهم لا يرون أي بادرة حسن نية من ناحية السعودية. لذلك وجدت الإمارات فرصتها في الانسحاب من مشروع العملة الخليجية الموحدة, كنوع من الاستقلال ولكي تُملي شروطها وتُعيد حقوقها المُغتصبة. إلا أن آل سعود لم يأبهوا بانسحاب الإمارات من مشروع العملة الخليجية, وصرحوا بكل عنجهية وصلف, أن مشروع العملة الخليجي قادر على النجاح من خلال خمسة دول أو حتى أربعة!؟ وهذا يعني أنهم يتجاهلون انسحاب الإمارات, وإذا أقتضى الأمر فأنهم سيتجاهلون حتى سلطنة عمان. وقد لوحت السعودية للإمارات أنها ستلغي العمل بالبطاقة بين الدولتين, وستعيد التعامل بين مواطني الدولتين بجوازات السفر! وذالك رداً على ما تردد من أن الإمارات قامت بوضع خارطة على بطاقة هويتها الوطنية, تشتمل على المناطق والأراضي التي اغتصبتها السعودية من الإمارات؟ وهي الأراضي الفاصلة بينها وبين دولة قطر, مما فسرته السعودية أنهُ نوع من التحدي الذي يمس بسيادتها.