أعرب المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته الاستثنائية ال35 التي عقدت في الرياض أمس، عن أمله في إزالة كافة المعوقات التي لا تزال تعترض التوصل إلى اتفاق نهائي بين الأطراف في اليمن، في حين أعرب وزراء خارجية دول المجلس عن أسفهم للتصريحات الأخيرة للرئيس علي عبد الله صالح التي تضمنت إساءات لدولة قطر التي اتهمها بالتآمر على بلاده والتدخل في شؤون دول المنطقة. وأكدت دول مجلس التعاون الخليجي- في استعراضها لمستجدات الوضع في اليمن على ضوء الزيارة التي قام بها الدكتور الزياني إليها أخيرا، ونتائج الاتصالات التي أجراها مع الرئيس صالح وأطراف المعارضة- عزمها على مواصلة جهود الوساطة بين صالح والمعارضة لإزالة المعوقات التي طرأت على اتفاق نقل السلطة وفقا للمبادرة الخليجية، وحالت بدورها دون التوصل لاتفاق نهائي ينهي الأزمة في اليمن. وأعربت عن أملها في إنهاء هذه المعوقات كافة. وكشف المجلس الوزاري لدول المجلس (وزراء الخارجية) عقب اجتماعه الاستثنائي الذي عقد ليلة أمس الأحد في الرياض أن الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف الزياني سيتوجه إلى العاصمة صنعاء في وقت لم يحدد لمواصلة الاتصالات مع الأطراف المعنية بالأزمة في محاولة لإقناعها بالتوصل إلى اتفاق حقيقي يسهم في أمن واستقرار ووحدة اليمن الشقيق. وأعرب البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء دول الخليج عن "رفضه التام واستهجانه لتلك التصريحات التي أدلى بها الرئيس صالح ضد قطر". وأوضح أن المجلس الوزاري "يؤكد أن المبادرة لمساعدة الأشقاء في اليمن على الخروج من الأزمة السياسية الحالية تمثل الإرادة الجماعية لكل دول مجلس التعاون". وكان من المقرر خلال هذا الاجتماع الاستثنائي المخصص لمواصلة بحث الأزمة في اليمن والذي رأسه وزير الخارجية الإماراتي رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، أن توقع الأطراف اليمنية المتنازعة ، اتفاقا لنزع فتيل الأزمة التي يعاني منها البلد منذ 3 أشهر. إلى ذلك، غادر وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الرياض مساء أمس، بعد المشاركة في الاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري لوزراء الخارجية بدول مجلس التعاون الخليجي. وكان الأمين العام للمجلس غادر أمس الأول العاصمة صنعاء دون الحصول على توقيع صالح. وقال مصدر بمجلس التعاون الخليجي - أمس الأحد لوكالة رويترز- أن احتفال التوقيع الرسمي في الرياض أرجئ ولم يذكر ما اذا كان موعد جديد تحدد أو متى قد يتحدد مثل هذا الموعد. دعوه لممارسة ضغوط ضد صالح ونقلت الوكالة عن "ثيودور كاراسيك" وهو محلل للشؤون الأمنية في دبي قوله:"هذا أمر يمكن توقعه من صالح. انه يحاول كسب مزيد من الوقت. يحاول تأجيل حدوث ما لا مفر من حدوثه. هذا جزء من شخصيته". وأضاف "أعتقد أن الحل التفاوضي يبتعد ببطء وسيتعين ممارسة نوع من الضغوط بدلا من الكلمات." ومن جانبها قالت أحزاب تكتل المشترك المعارضة أنها تدرس خيارات التصعيد ضد صالح ونظامه، مطالبة الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي باتخاذ مواقف واضحة إزاء تقلبات صالح وتهربه من المبادرة الخليجية، في حين قالت يوم أمس الأحد لا تزال تأمل في أن تنجح دول الخليج في الحصول على توقيع صالح. وكان صالح والمعارضة التي تضم الإسلاميين واليساريين قد وافقا على الاتفاق من حيث المبدأ. وفي وقت متأخر مساء السبت قال القيادي البارز في تحالف المشترك المعارض محمد باسندوة التي تصفه رويترز بالزعيم المعارض الذي من المعتقد انه يحتمل أن يتولى منصب رئيس الوزراء المؤقت أن الأمر بات الآن في ايدي دول مجلس التعاون وإذا تمكنت من إقناع صالح فان الأمور ستكون جيدة. وكان الرئيس علي عبد الله صالح قال في حديث لقناة "روسيا اليوم" إن "دولة قطر هي الآن التي تقوم بتمويل الفوضى في اليمن وفي مصر وفي سوريا في كل الوطن العربي". وأضاف "عندهم مال كثير وتعدادهم صغير، فعندهم مال لا يعرفون كيف يتصرفون به ويريدون أن يكونوا دولة عظمى في المنطقة، دولة عظمى من خلال قناة الجزيرة". ويتضمن الاتفاق المقترح أن يعين صالح رئيسا للوزراء من المعارضة يرأس حكومة انتقالية تحدد موعدا لإجراء انتخابات الرئاسة خلال 60 يوما من استقالة صالح مع منحه هو وأسرته ومساعديه الحصانة من الملاحقة القضائية، إلا أن مسألة الحصانة اعتبرت بمثابة إقرار بإدانة صالح في جرائم يخشى المساءلة القانونية عليها، في اليمن الذي سيضمن عدم اتخاذها غير أنه لن يضمن بالمقابل المساءلة القانونية الدولية- كمايرى محللين سياسيين يمنيين.