مجتمعنا اليمني هو مثال لغياب العدالة الكاملة فربما تكون هناك جزء منها ولكنها ليست مطلقة ولا كاملة ففيها خلل في الاجراءات وخلل في التنفيذ وخلل في تداخل السلطة والوجاهات. ان الحياة المدنية والعسكرية والتجارية والسياسية الحياة بكل اشكالها تحتاج الى العدل ولابد ان يكون العدل فريدا من نوعه لا يجامل ولا ينافق ولا يتدخل في شئونه بشر ويكون العدل مسنودا بقوة الدولة والقانون. امثله كثيرة لانتهاك العدالة في مجتمعنا اليمني فالمحاكم وقصص تروى كثيرة منها انيسة وحمدان الدرسي والجعاشن والقدسي وكثير من القضايا التى ينذهل لمسارها جدران المحاكم ودواليبها ولم يتحرك لها القضاة انصافا. محاكمنا مثل سفينه تتخبطها الامواج فالقضاة يمارس عليهم ضغوطات خارجية لتغيير مسار القضايا وخروجها عن المعقول قضاتنا يتم تعينهم بقرارات تخضع للمصلحة ورد المنفعه والمصالح المتبادلة ولهذا فان النتيجة هي غياب العدالة. محاكمنا مثلها مثل بقية المكاتب تمارس فيه الرشوة والمحسوبية والوساطة وهناك سماسرة للقضاة ومقائل بعد الدوام لمناقشة القضايا وهدايا من الخرفان والمواشي الى بيت كل قاضي. محاكمنا هي حلقات لا تنتهي فلا يوجد قضيه الا وعمرها الزمنى يتجاوز الزمن والاجراءات هي هكذا شئت ام ابيت ومحامينا يستفيدون من طول المحاكم ففي كل جلسة لهم منها فائده ودخل وكالمعتاد فان الضيحة هو المواطن المسكين. فهل هذة هي العدالة التى يلجئ اليها الضعيف والمسكين وهل هذا هو الباب الاخير وهل العدل صوت من لا صوت له اذا صلح العدل استقامت البلاد والبلد الكافر العادل خير من البلد المسلم الظالم. ما قيمة البلد المسلم اذا خلا من العدالة الحقيقية واصبح مجتمع الغاب كل ياكل على شاكلته!؟ فوجود العدل سيقود الى المواطنة المتساويه واخذ الحقوق بقوه القانون وسيعلم كل ظالم ان هناك عدالة لن ترحمه وان هناك قانون لن يتجاوز عنه وسيرد لكل مظلوم حقه وبغياب ذلك فنحن نعيش وسط وحوش ان لم تكن ذئب اكلتك الذئاب. هناك من هو مستفيد من غياب العدالة فهو يجول ويحوم دون رقيب ولا حسيب يمرح ويفرح دون حزن او دموع يظلم ويبطش دون وازع او قانون وهم يعرقلون مسارات الاصلاح في بلادنا فالعدل ليس مما يرغبون فيه لانه سوف يمنعهم من بطشهم وظلمهم للناس وسوف يحرمهم من الثروات الغير شرعيه ويحاسبهم من اين لك بهذا. هناك مساعي لحكومتنا الرشيدة لاصلاح الاوضاع نتمنى ان تكلل بالنجاح ليس وضعنا هو نهاية العالم وليس صعب الحل وانما ويحتاج الى خطوات متسارعة وبداية جاده وسوف يستقيم وضعنا ان شاء الله في كل اموره. "وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون".