قتل 15 شخصا واصيب عشرات اخرون يوم الاحد عندما فجر انتحاريون قنبلة واحدة على الاقل في مبنى البنك المركزي العراقي واشتبك مسلحون مع قوات الامن فيما قال مسؤولون انه قد يكون هجوما على خزائن البنك. وتسبب الهجوم الذي وقع لدى مغادرة موظفي البنك عملهم في تصاعد سحابة كثيفة من الدخان في سماء بغداد بعد اشتعال النيران في مولد الكهرباء بالبنك. وأعطت مصادر أمنية روايات متضاربة عما حدث بالفعل وقال البعض ان المهاجمين تنكروا في زي جنود وهو أسلوب غير شائع في العراق. واغلقت قوات الجيش والشرطة الشوارع الرئيسية في بغداد ووضعت العاصمة في حالة تأهب قصوى استعدادا لانعقاد أول جلسة للبرلمان العراقي الجديد يوم الاثنين بعد انتخابات مارس اذار التي لم تؤد بعد الى تشكيل حكومة. وقال المتحدث باسم قوات أمن بغداد اللواء قاسم الموسوي ان المسلحين اطلقوا النار على قوات الجيش والشرطة التي طوقت المكان خوفا من أن يكون الانفجار جزءا من خطة لسرقة ما في خزائن البنك من الدنانير العراقية والدولارات الامريكية. وأضاف انه لم يتضح بعد ما اذا كان الهجوم محاولة للسرقة أم للتخريب لكنه أكد في الوقت نفسه ان الهجوم كان يستهدف البنك المركزي. وقالت مصادر بوزارة الداخلية العراقية ان 15 شخصا قتلوا وأصيب 45 اخرون. وقال موسوي للتلفزيون الحكومي ان هناك أربعة مفجرين انتحاريين وثلاثة مسلحين جميعهم قتلوا في الاشتباك. وقال مصدر بوزارة الداخلية ان عشرات من المهاجمين يرتدون ملابس الجنود شاركوا في الهجوم وتمكن غالبيتهم من الهرب. وقال مسؤول بالبنك المركزي طلب عدم نشر اسمه ان قوات الامن أمرت جميع الموظفين والمدنيين بالبقاء في الداخل بينما حلقت طائرات هليكوبتر فوق الموقع. واضاف المسؤول "حذرتنا قوات الامن من انه اذا تحرك أي أحد فسوف يطلقون عليه الرصاص.. سمحوا لنا بالخروج بعد أن فتشوا حقائبنا." وتابع "كانت عملية سطو مسلح". وشهدت الاسابيع الاخيرة زيادة في السطو المسلح والهجمات المميتة على سوق للذهب يشتبه أن متمردين سنة قاموا بها في الوقت الذي يتزايد فيه التوتر بعد الانتخابات غير الحاسمة التي جرت في مارس اذار دون أن تسفر عن فائز واضح. وتحول العديد من الجماعات التي حملت السلاح بعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 للاطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين الى الجريمة مع انحسار الحرب الطائفية والتمرد الذي تقوده القاعدة. وقتل مسلحون 14 شخصا في 25 مايو ايار في هجوم على تجار ذهب في بغداد كما قتلوا ثلاثة أشخاص في التاسع من يونيو حزيران في هجوم على سوق للذهب في البصرة بجنوب العراق. وقال مصدر بالشرطة ان هجوم يوم الاحد على البنك المركزي الذي وقع قبل يوم من استعداد البرلمان العراقي الجديد لعقد أول جلسة له شهد انفجار نحو أربع قنابل. وقال الموسوي ان المهاجمين استخدموا قنبلة زرعت على الطريق. وقال مسؤول بالبنك ان المهاجمين لم يتمكنوا من دخول المبنى الرئيسي للبنك المركزي لكنهم اعتلوا أسطح بنايات مجاورة في مجمعه الحصين. وقالت قناة تلفزيونية محلية ان القوات العراقية قتلت جميع المهاجمين. وتراجع مستوى العنف اجمالا بشكل كبير منذ بلغ الاقتتال الطائفي ذروته في عامي 2006 و2007 لكن التفجيرات وأعمال القتل مازالت شائعة. وسعى المتمردون السنة الى استغلال هشاشة الوضع السياسي الذي أعقب انتخابات السابع من مارس اذار في تنفيذ تفجيرات وعمليات اغتيال. وتزايد عدد المدنيين الذين يقتلون في أعمال عنف شهريا منذ مارس اذار.