اتهم الدكتور قاسم سلاّم – أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي القومي- كلا من المعهد الديمقراطي الأمريكي(NDI) و منظمة آيفس (IFES) الأمريكية بالتآمر على اليمن والتحريض على نظامها السياسي وإثارة الفتن الطائفية والنزعات الانفصالية داخل الساحة اليمنية، معرباً عن استغرابه الشديد من الإبقاء على هذه المنظمات في اليمن رغم أنها "تحرض على الرئيس علي عبد الله صالح نفسه"، ومبدياً دهشته من علاقة بعض أحزاب اللقاء المشترك بهاتين المنظمتين والتورط في تمكينهما من اختراق الإرادة الوطنية، مرجعاً بعض الأسباب إلى العلاقة التاريخية بين الأصولية الإسلامية والإمبريالية، مذكراً ب"مرحلة التآمر على السلطان عبد الحميد الثاني عندما كانت حركة المعارضة التركية تلتقي بالقناصل ليلاً ونهاراً". وأكد الدكتور سلام ل"نبأ نيوز": أن حزبه رفض المشاركة في كل الورش التي أقامها المعهد الديمقراطي الأمريكي والآيفس، بل ويحضر على أعضائه حضورها، وسيفصل أي عضو يشارك فيها. وقال: لقد حيينا الخطوة البحرينية في طرد المعهد الديمقراطي الأمريكي لأن فيها حس وطني صادق إزاء ما يقوم به المعهد من إشعال فتيل حرب طائفية داخل البحرين "فيشتعل مع فريق معين ضد فريق آخر داخل شعب واحد" واصفاً القبول بهذه الممارسات ب"الجنان". وكشف أن : " المعهد الديمقراطي الأمريكي صار كأنه يشتعل في بيته ونحن غرباء.. والسفير الأمريكي يذهب الى عدن ويحرض أبناء عدن ويقول لهم احكموا أنفسكم بأنفسكم، يجب على كل محافظة أن تحكم نفسها وليس هناك داعي لأن يأتي موظف من صنعاء الى عدن، ومن صنعاء الى حضرموت، أو من تعز الى عدن" واصفاً ذلك بأنه "تدخل ليس فقط بالشئون الداخلية بل في جوهر حياة الشعب اليمني". وأعرب عن دهشته متسائلاً:" ما الحكمة وراء بقاء المعهد الديمقراطي الأمريكي يتحرك بحرية مطلقة ويحرض على الرئيس علي عبد الله صالح وكذلك تفعل منظمة الآيفس وتدفع ببعض العناصر الذين يسمون أنفسهم مثقفين أو مشقدفين يحرضوهم ضد النظام وضد البلد، وينعشوا ما في أعماقهم من النزعات المناطقية والطائفية.. وهذا خطر على البلد وعلى الوحدة اليمنية". وأرجع الدكتور قاسم سلام بعض أسباب خروج حزبه من حلف اللقاء المشترك الى علاقة بعض أحزاب اللقاء المشترك بالسفارات الغربية وبالمعهد الديمقراطي الأمريكي ، معتبراً ذلك "اختراق للساحة اليمنية واختراق للوطن والإرادة الوطنية والسيادة الوطنية والولاء للهوية العربية والإسلامية". كما قال عن قيام أحزاب اللقاء المشترك برفع التقارير الى المعهد الديمقراطي الأمريكي والآيفس للشكوى باللجنة العليا للانتخابات أو المؤتمر الشعبي العام أو الرئيس علي عبد الله صالح بأنها "ما صارت في تاريخ الحركات السياسية إلاّ في مرحلة التآمر على السلطان عبد الحميد عندما كانت حركة المعارضة في تركيا تلتقي بالقناصل ليلاً ونهاراً وكان القناصل الغربيين هم الذين يقولبون المعارضة ويدعمونها ويهيئوا ظروف الانقضاض على السلطان التي هي في حقيقتها انقضاض على العروبة والإسلام"، مشبهاً ذلك بما تعمله أحزاب اللقاء المشترك. كما تطرق سلام الى طبيعة العلاقة التاريخية بين الصهيونية والإمبريالية والحركات الإسلامية الأصولية، قائلاً أن "أن الدولة الأمريكية من مصلحتها أن يوصل التيار الأصولي الذي يسيء أحيانا للإسلام إلى السلطة لأنه أكثر ما يخدم مصالحها، لأنهم يستطيعون من خلاله إحياء الصراع بين العروبة والإسلام". وأكد :" أن من المصلحة للصهاينة والأمريكان أن ينعشوا الأصولية الإسلامية التي استخدموها ووظفوها في أفغانستان لضرب الاتحاد السوفيتي ووظفوها في باكستانوالهند لجعل المعارك دامية بين البلدين فتستطيع إسرائيل أن تتغلغل في أعماق الهند وأمريكا تتغلغل من خلال بعض الأنظمة العربية في أعماق باكستان" كما كشف الدكتور قاسم سلام الكثير من أسرار اللقاء المشترك ومرشحه فيصل بن شملان والتصورات القائمة والعديد من المحاور التي حاورته بها "نبأ نيوز" والتي سيتم نشر الحوار في وقت لاحق بإذن الله تعالى.