كشف استطلاع للرأي أجرته "نبأ نيوز" في أوساط الجالية العراقية في اليمن أن الغالبية العظمى تعتبر توقيت القرار سياسي مرتبط بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، فيما أيدت استحقاق القرار مقابل التهم المنسوبة لصدام في نفس الوقت الذي لم تكترث لترجمة مشاعر الفرح بالقرار في ظل اللعنة التي صبتها على الحاضر الفوضوي، الدموي الذي يعيشه العراق، والفتن المحدقة بالمستقبل العراقي. ورفض عدد كبير من العراقيين من الإدلاء بتصريحات صحافية كونهم من "البعثيين" اللاجئين إلى اليمن ويخافون كشف هوياتهم من أن تلاحقهم ميليشيات الانتقام.. بينما أستاذة جامعية وكاتبة مشهورة- تقيم في اليمن منذ سنوات- أكدت ابتهاجها بقرار الحكم إلى حد كبير، إلا إنها رفضت الإدلاء بتصريح "حتى تقوى الحكومة الحالية"، كونها تخاف من أنصار النظام العراقي السابق أن ينتقموا منها. وفيما يلي نستعرض بعض آراء العراقيين ممن تواصلت معهم "نبا نيوز": * فراس محمد رشيد – مهندس كمبيوتر- مقيم منذ ست سنوات نقول نعم صدام لديه أخطاء، ولديه جرائم، ولديه الكثير من العيوب ولكن السؤال: هل حدث في عهد صدام حسين هذه المجازر التي تشهدها المدن العراقية ليل نهار!؟ السنا نسمع بين فترة وأخرى أن أحد الذين في الحكم متورطين مع التنظيمات الإرهابية والفساد وغيرها.. فلماذا لا يحاكموهم ولا يحاسبوهم، ولا يحاسبون المتسببين بالفوضى في العراق..!؟ وبشأن فيما إذا كان صدام يستحق الإعدام، قال: نعم ربما صدام لديه ما يستحق الإعدام عليه ولكن اعتراضنا هو أما أن تتحقق العدالة على الجميع أو لا تطبق على صدام وحده من قبل خصومه الذين كانوا في الخارج والآن يتولون حكم العراق.. * صلاح حيدر – مصور- مقيم منذ (3) سنوات. صدام حسين بالنسبة لي قائد قومي كبير وأخذ مكانته ، والمحاكمة إهانة لكل الرموز القومية والحكام العرب ، فأمريكا تحاول أن تنتزع رموزهم الوطنية .. صدام كان صاحب فكر وعقيدة وإذا مات صدام سيأتون بعده المئات ممن يحملون فكره وعقيدته ومواقفه من مختلف القضايا. ويؤكد: أن المحاكمة كانت مسرحية هزيلة، وعملية ظهورهم في التلفزيون قللت من صدق نواياهم في الشعارات التي يرفعونها حول الديمقراطية والحرية.. فالناس تقتل اليوم بالآلاف ، والعراق في حالة فوضى ونتمنى أن يدخلوا الذين هم مسئولون عن ذلك إلى أقفاص الاتهام ويحاكموهم مثلما حاكموا صدام. ويشير إلى أن توقيت المحاكمة سياسي من أجل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأنه كان يتمنى محاكمة عادلة . * جوئن آزاد خوشيار- كردية، كوافيرة- مقيمة منذ سبع سنوات أهم ما في الحياة هو العدالة وصدام لم يكن يوما عادلا مع شعبه، بل كان طاغية، ودكتاتور، وسفاح ارتكب المجازر وحكم الإعدام شنقا قليل بحقه.. وحول توقيت المحاكمة تقول جوئن: لا يهمني أن كانت أمريكا لديها مصلحة أو لا – أو بوش يريدها من اجل الانتخابات الأمريكية ، فنحن العراقيين أيضا لدينا مصلحة أن يموت صدام حسين .. مصالحنا مشتركة في موته عاجلا وليس آجلا.. بعدين نصفّي حساباتنا مع أمريكا – بعد أن يموت صدام. * أحمد كاظم خضير- قطاع خاص- مقيم منذ (4) سنوات كيف نتحدث عن محاكمة تجري تحت مدافع ودبابات الاحتلال!؟ بالتأكيد لن تكون عادلة، ولن تخدم الحقيقة، ولا العدالة التي يرجوها العراقيين.. اليوم يجري الحديث عن موضوع الرئيس صدام حسين كما لو أنه كل القضية العراقية.. هذا جزء من خطاب المحتل ليضلل الشارع العراقي عن القضية الرئيسية وهي أن البلد محتل، وان قوات الاحتلال صادرت الكرامة العراقية مثلما صادرت الثروات والتاريخ والجغرافية وكل شيء. من يريد الحديث عن إنجازات فليحقق للعراقيين الأمن أولا.. وليقضي على الإرهاب ويحاكم من كانوا سبباً في الدمار والفتن التي صارت في العراق.. فليتكلم عن بلد كان في مصاف الدول المتقدمة وهو اليوم في الحضيض.. إذا أراد العراقيين أن يحسبوا التغيير الذي حصل فليقيسوه بمستوى الأمن والاستقرار والخدمات المقدمة لهم ... لقد تحولنا من بلد صناعي إلى "عراق الشوكولاته الأمريكية" هذا هو التغيير الإنجاز الوحيد الذين قدموه أنصار الاحتلال وعملائه.
* صلاح عباس الجبوري- مدرس – مقيم منذ أكثر من أربع سنوات حكم الإعدام يستحقه صدام حسين، ويستحق أن يعدم أكثر من مرة .. ولكن نقولها بصراحة حكم الإعدام يستحقه ناس كثيرين أيضا الآن هم في الحكم، وهم سبب كل الفوضى التي في العراق .. نحن الآن لا يهمنا صدام لأننا نعتبره ورقة احترقت وخلاص علينا إن ننساها نحن أبناء اليوم وعلينا أن نعيش زمننا.. بلدنا تحول إلى خراب، وفوضى، وثرواتنا نهبت، والقتل أصبح زادنا اليومي الذي يرافقنا مع كل وجبة طعام.. والبلد معرض اليوم للتجزئة والفتن تجتاحه طول بعرض .. ستقولون أن صدام هو السبب .. وأقول لكم البديل لم يكن أفضل منه، بل أسوء منه .. نحن في العراق مثل الذي يهرب من عضة الكلب إلى عرين وحش مفترس.. ويضيف: نحن ضائعون، كنا في الأول نريد الخلاص من ظلم صدام بس كان عندنا اقتصاد وتعليم وصحة وأمن .. أما الآن فقد تخلصنا من ظلم صدام ووقعنا بظلم أمريكا والإرهاب والمليشيات، وما عاد عندنا لا اقتصاد ولا صحة، ولا تعليم .. وخسرنا كل شيء بما في ذلك الكرامة. ويؤكد الجبوري أن التوقيت سياسي فعلا لأن الرئيس بوش ليس معه أوراق كثيرة يلعب بها غير ورقة الإرهاب والعراق ويريد أن يستغل خبر القضاء على صدام للترويج الانتخابي. * علية عبد الأمير- أستاذة جامعية- مقيمة منذ تسع سنوات كل الذي كان يجري في العراق من إرهاب سببه صدام والبعثيين ، فالبعثيين كانوا يعتقدون أن صدام يمكن أن يرجع للحكم ، ولكن الآن نقول لكل جماعة الدكتاتور: باي .. باي صدام .. خلاص صدام انتهى.. انسوه.. راح يعدم جزاءً للجرائم التي ارتكبها بحق شعبه، وجزاء للمقابر الجماعية في كل أنحاء العراق، ولضربه شعبه بالكيماوي وإبادة النساء والأطفال، ولتهجيره مئات آلاف الأسر العراقية خارج وطنهم وللاستهتار بالناس.. وتتوقع الدكتورة علية أن تبدأ الحالة الأمنية في العراق بالاستقرار بعد انقطاع أمل العناصر البعثية بعودة صدام ، مشيرة إلى أن أنصار صدام في كل مكان – بما في ذلك في اليمن- هم من كانوا يمولون التفجيرات والأعمال الإرهابية. وحول توقيت المحاكمة تقول: ما يهمني إذا كان أحد يريد ان يستغلها المهم قضيتنا نحن العراقيون.