(قال المولعي بن عوض × منضاقة ومتكدرة كلما قلت با تنفرج × زادت تدبر المدبرة بالخبرة حنبنا حنب × حنبة عظم بالحنجرة كملنا المعاذر لهم × ما باقي لهم معذرة) (ثابت عوض اليهري) تماما مثلما قال الشاعر الشعبي (ثابت عوض) بأبياته سالفة الذكر، فكلما قلنا لاحت تباشير الانفراج وأطل الصباح من وراء ديجور وسواد العتمة وأزفت الساعة التي يعلن فيها شركاء حرب عام 1994 م الظالمة على الجنوب وما تلاها من أشكال وصور الحرب التي مارسها شركاء وصناع تلك الحرب عن اسفهم لخطئهم حين استدرجوا الى حرب ظالمة على الجنوب، كلما قلنا وأملنا ذلك قالت الأيام هذا مبتداها. فالخبرة لم يبرحوا بعد ثقافة (هزمناكم) برغم كل ما جرى في النهر من مياه كثيرة خلال العام الفارط الذي شهد ثورة شعبية عارمة وإن لم تستطع أن تطيح بالفساد ومنظومته إلا أنها أطاحت ((...)) على الأقل حتى الآن واستبشر الجميع خيرا بان ذلك قد يغير من وضع الجنوب بنظر تلك القوى الثائرة بالشمال . وحتى القوى التي استهدفتها الثورة تجاه الجنوب بعد أن تكشفت كثير من الحقائق عما جرى بالجنوب خلال سنوات ما بعد عام 94 م ونشر شركاء حرب 94 م غسيل الحرب تلك على الملأ وكان من المؤمل أن يكون هناك انفتاح أكبر على القضية الجنوبية من كل القوى دون شروط مسبقة لأي حلول مفترضة وخالية من مسميات الخطوط الحمراء ومصطلحات الثوابت الوطنية، ولكن مثل هذا الاعتقاد المتفائل قد ذرته رياح التغيير وعواصف التثوير، ولم يتغير شيء بالتفكير والمعاملة يمكن ان يركن إليه بحلحلة الوضع بالجنوب، وبقيت القوى المنتصرة التي يقودها جنرالات ومشايخ حمر والمهزومة التي يتزعمها كبير الحمر المطرود على السواء تراوح مكانها بتفكيرها إزاء الجنوب ممسكة بساطور ذباح بدلا من مبضع جراح. وبقي إلى اللحظة هذه التجاهل صوتها والنهب سوطها، فحتى الحلول الافتراضية على دنو سقفها التي تقدم من قبل بعض الجنوبيين بين الحين والآخر تواجه بالتحامل والازدراء، وبالتجاهل في أحسن الأحوال، وهذا يشير إلى انسداد واضح للأفق السياسي يحتم على الجنوبيين الا يعولوا كثيرا على أن حلولا من هذه الجهة قد تأتيهم - فاليد المقبوضة لا يمكن مصافحتها - إن هم لم يلملموا شتاتهم ويوحدوا صفوفهم وينتصروا على ذواتهم أولا ويتخلصوا من أدران الماضي التي لا تزال تفترس حاضرهم وتضرب مستقبلهم في الصميم ان بقيت الحالة على ما هي عليه خصوصا مع هذا الاستهداف الواضح للجنوب وحراكه السلمي وان كان ثمة نجاحات قد تحققت من قبيل إرساء ثقافة تصالحية جنوبية أذابت ثلوجا كثيرة من طريق الانعتاق الجنوبي التحرري من هذه الربقة العصية التي صفدته بظهيرة يوم السابع من يوليو الأسود. - عاااااجل: وسائل إعلام الإصلاح بكل اسف تتهم الحراك الجنوبي بالتعاون مع القاعدة في أحد مواقعها الإليكترونية بنشره صوراً لمسلحين، مع أن الموقع لم يوضح هل مكتوب على جباه هؤلاء الشبان كلمة (قاعدة) حتى يجزم بانهم من تنظيم القاعدة، تخيلوا: الجنوبيون وحراكهم اصبحوا اليوم ارهابيين وقاعديين ضربة وحدة من شيوعيين كفار إلى مسلمين متشددين على الرغم من ان الناس ليسوا سذجا فهم يميزون بين (القاعدي والحمضي) وهل تتذكرون مصطلح (الحراك القاعدي) الذي ابتكره إعلام السلطة ها هو يعاد إنتاجه وإن بمواصفات حديثة؟ إنه لشيء مؤسف ان نبني بيننا الكثير من الجدران والقليل من الجسور، فحسبنا الله ونعم الوكيل.