العودة السياسية المشرفة للقيادة الرابطية إلى الوطن بعد اثني عشر عاما من النزوح القسري، وفي لحظة دقيقة وخطيرة كهذه التي تمر بها بلادنا ، لاشك في أنها – العودة- باذخة بالدلالات الرائعة والمعاني العظيمة ،ذلك أنها تجسد من جديد المتفردات المايزة لهذا الحزب العريق ،ونضج قراءات قيادته لمجمل مشاهد الحالة الوطنية ،واقتدارها على اتخاذ القرارات المدروسة والواعية والجريئة المنتصرة للوطن وقضاياه وحاجات أبنائه، بعيدا عن الحسابات الضيقة والمصالح الحزبية والشخصية المتقاطعة مع مصالح البلاد والعباد . نعم ،كان قرار عودة القيادة الرابطية ممثلة بالسيد عبد الرحمن علي الجفري رئيس حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) والأستاذ محسن محمد بن فريد الأمين العام للحزب، وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية والهيئة المركزية، كان قرارا تاريخيا بكل المقاييس، ذلك أنه يعبر عن وعي دافق بجدية المرحلة التي تقف على أعتابها بلادنا ،والحاجة الملحة لتظافر جهود الجميع باتجاه إنجاز مجمل الحاجات والضرورات الوطنية، ومن هنا ينبغي التأكيد على أن هذه العودة غير مقطوعة الصلة بكل ما حمله هذا الحزب الرائد من رؤى وتوجهات وفي المقدمة منها برنامج الإصلاح السياسي الوطني الشامل الذي أعلنه الحزب قبل بضعة شهور والذي أنطوي على قراءة واعية لمختلف جوانب الحالة الوطنية ،والذي تضمن الحلول الناجعة وآليات تنفيذها، وهذا ما عبر عنه السيد/ عبد الرحمن علي الجفري رئيس الحزب في أول تصريح صحفي له بعد عودته إلى الوطن،حيث أشار إلى أن عودته وزملائه إلى أرض الوطن( عودة سياسية في ظرف سياسي محدد ومن أجل عمل حوار سياسي حول مختلف مهام ومتطلبات المرحلة القادمة..)، منوها إلى أن هذه المرحلة (يجب أن يكون عنوانها تحقيق الوئام والوفاق الوطني بين الناس جميعا وكفانا صراعات في هذا البلد )،مؤكدا أن هذه العودة ( لم ترتبط بأي مصلحة لهم كأشخاص أو كحزب أو صفقة مع السلطة وإنما جاءت بناء على قناعة بأن أي خلاف بين القوى الوطنية ينتهي إلى الحوار البناء والوصول إلى وفاق ووئام وطني بين مختلف الرؤى والتوجهات لما فيه مصلحة اليمن ) ، ولعل في ذلك ما يكفي لإجلاء حقيقة أن قرار العودة مرتكز على منطلقات وطنية تتسق مع ما عرف عن هذا الحزب وقيادته الحكيمة من إدراك عميق بحاجة اليمن للانعتاق من ربقة الأزمات العاصفة والانعطاف إلى رحاب الاستقرار والنماء والانبعاث الحضاري المرجو، وهي الحاجة التي تتصدر أولويات عمل ونشاط الحزب،وفي سبيل إنجازها قدم الكثير من الرؤى والتصورات والبدائل..
إن اقتران العودة الكريمة للقيادة الرابطية بإعلان رئيس الحزب عن الموفق الرابطي الداعم لانتخاب فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح لولاية رئاسية جديدة، لم يكن إلا تأكيدا جديدا على الوعي الجدي بمتطلبات المرحلة المفصلية التي تجتازها بلادنا، ولعل ذلك ما عبر عنه رئيس الحزب السيد عبد الرحمن الجفري في الكلمة التي ألقاها في المهرجان الانتخابي بمحافظة عدن، عندما قال: ( ..ويشهد الله الذي يسمعنا ويعلم مافي صدورنا، أنه لو وجد في المرشحين من هو أكفأ وأقدر لاخترناه، واختيارنا للأخ الرئيس علي عبدالله صالح ليس إساءة لأحد من المرشحين الآخرين إنما هو عمل ديمقراطي.. قناعتنا أملت علينا هذا الخيار من أجل اليمن.. نحن كحزب ليس لنا مصلحة لاشخصية ولاحزبية فيه، وأسالوا الرئيس أو غيره.. ولكن في هذه المرحلة الدقيقة اليمن تحتاج إلى علي عبدالله صالح..)، ففي ذلك القول الصريح ما يتسق مع حقائق الواقع الوطني الناضحة بما يؤكد على أن مهام المرحلة المقبلة تستدعي مثل هذا الخيار الداعم لانتخاب فخامة الأخ علي عبدالله صالح لولاية جديدة بصفته الأقدر والأصلح لقيادة الوطن في ذلك الاتجاه، وهي حقيقة موضوعية لا يستطيع إنكارها إلا معاند أو مزايد، ونحسب أن الوطن في هذه اللحظات الحرجة لا يحتمل أي قدر من العناد والمزايدة، وخليق بأبنائه وفي الصدارة مختلف أطراف المنظومة السياسية الوعي التام بهذه الحقيقة الجلية.. نعم، إن قيادة حزب الرابطة( رأي) بعودتها الجريئة وبقرارها الوطني الخاص بالاستحقاق الانتخابي الرئاسي، قد أكدت بالملموس انتصارها للوطن، وانحازت انحيازاً تاماً وكاملاً إلى مصالح أبنائه، وهي في ذلك تتكئ على استشراف علمي لآفاق مستقبل منظور تتعاظم فيه الحاجة لإطلاق مبادرة تاريخية تتجسد في ثناياها مصفوفة الإصلاحات الوطنية الشاملة المفضية إلى إحداث نقلات تغييرية عظيمة الأثر في التأسيس لزمن يماني جديد.. إن حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) الذي ظل العنوان الوطني المتفرد للمعارضة الإيجابية على الرغم من كل ظروف الشتات التي فرضت على قيادته سنوات طويلة، سيظل على تميزه في الانتصار لضرورات الوطن وحاجات أبنائه، وهو إذ يكتسب زخما عظيما بعودة قيادته ، فإن اليمن – كل اليمن – تكسب بهذه العودة ما ستجود بدفقه الأيام المقبلة ،ذلك أن ما يحمله هذا الحزب الرائد من توجهات ورؤى ومشاريع وطنية ناضجة، يجعل من انتشاء فاعليته انهمار خير عميم لوطن تواق لانطلاقة نهضوية مجيدة. والله الموفق من قبل ومن بعد...