جسدت دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية للحوار من خلال دعوته لجميع أطياف العمل السياسي في السلطة والمعارضة وجميع أبناء الوطن من علماء ومشائخ وشخصيات اجتماعية وثقافية ومنظمات مجتمع مدني للجلوس على طاولة الحوار الوسيلة الحضارية السلمية التي ستخرج الوطن من أزماته. إن ما تحمله دعوة فخامته من دلالات وطنية وإدراك عميق لخطورة الأوضاع وما آلت إليه من احتقانات ودعوات هددت واقع اليمن ومستقبله، وبناء جدار للكراهية في ظل مرحلة لا تحتمل الإثارة فيها ونفوذ إلى درجة الغليان، لا تحتمل صب الزيت على النار، فبلادنا بحاجة ملحة إلى أن نقبل بعضنا البعض وألا نحكم على الآخرين بالنوايا وما يطرحون، وليكن ذلك، فالإنسان يطرح ما يطرح فإن اتفقنا معه أخذنا ما يطرح وإن اختلفنا حاورناه فيما يطرح، فوسيلة الرفض لبعضنا مرفوضة وإقصاء الآخر هو ما أوصلنا إلى ما نحن عليه. إن وضع آليات الحوار والاتفاق بين كل مكونات الوطن دون استثناء هو ما يجب أن يكون، فجميعنا شركاء في هذا الوطن، والكل حريص على مصلحة الوطن وعلى تجنيبه المزالق والأزمات، قد نختلف في قبول الرؤى أو بعض منها وهذا أمر طبيعي لكن أن نسعى إلى تصفير الثقة بين الناس فهذا ما لا يمكن قبوله، وعلينا جميعاً السعي لتصفير المشاكل وحلحلتها ولا نعتمد على ثقافة المرء التي لا يرى الإنسان فيها إلا نفسه. نحن مع دعوة الرئيس لنبذ العنف بشقيه العنف والعنف المضاد، نحن مع التصالح والتسامح، ونرفض المساس بالوحدة الوطنية و أي فعل أو عمل يؤدي إلى المساس بالوحدة وإثارة النعرات الطائفية والمناطقية بين أبناء الوطن الواحد، فالفرص أمام بلادنا سانحة، وعلينا أن نحول خلافاتنا من نقمة إلى نعمة، ومن محنة إلى منحة، لنؤهل بلادنا لأن تؤدي دورها الهام في المنطقة والاندماج في محيطها الإقليمي والاستيعاب للعملية الديمقراطية بأن لا تتوقف فقط عند حد القبول بالآخر بل والتعاطي مع أطروحاته ومبادراته، والسعي إلى تطبيع وتكريس طابع الشراكة الحقيقية، وإدراك حقيقة أن الجميع يبحر في سفينة واحدة، وعلينا حمايتها والحفاظ عليها، لنصل بها إلى بر الأمان والنجاة. والله الهادي إلى سواء السبيل