سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قال إن اجراء انتخابات غير تعديدية سيكون خطوة للوراء..تقرير انتخابي دولي:إجراء انتخابات ديمقراطية في اليمن اصبح تحديا بعد فشل السلطة والمشترك في التوصل لتوافق
قال تقرير دولي تقييمي عن الانتخابات إن«المعارضة لديها القليل لتكسبه من خلال المقاطعة،أما الحكومة فستقل مصداقيتها إذا ما فازت في انتخابات أقل تنافسا من الانتخابات البرلمانية الأخيرة في عام 2003،داعيا إلى ضرورة التوصل إلى اتفاقية حول إطار عام لانتخابات ابريل 2009م بين الحزب الحاكم واحزاب المعارضة. وأوضح تقريرالمنظمة الدولية لنشر التقارير حول الديمقراطية DRI ومركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان HRITC الذي أطلق في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء أن إجراء انتخابات ديمقراطية في اليمن أصبح يمثل تحديا بعد فشل المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك المعارضة في التوصل إلى اتفاق حول الإصلاحات الانتخابية مما يشكل خطرا يتمثل في مقاطعة المعارضة لانتخابات 2009.حسب تعبير التقرير. وأضاف:«أن إجراء انتخابات غير تعددية وغير شاملة من شأنه أن يكون خطوة كبيرة إلى الوراء،فالوقت آخذ في النفاد بالنسبة للحكومة والمعارضة في التوصل إلى اتفاق و ربما يكون الأوان قد فات بالفعل لتحسين بعض جوانب العملية، على سبيل المثال عملية تسجيل الناخبين». وقال التقرير إن اليمن «قد تبدو متناقضة في العديد من السمات فحزب المؤتمر الشعبي العام هو (حزب السلطة)، ولكنه مؤسسة سياسية غير قوية ويملك الحزب أغلبية برلمانية كبيرة، ولكن العديد من القرارات السياسية غالبا ما يتم اتخاذها خارج البرلمان على أساس اتفاقيات مبرمة بين الأحزاب. وتجرى الانتخابات بصورة روتينية ولكن من دون توقع تغيير سياسي فعلي». وأضاف إنه«بالرغم من أن أحزاب المعارضة تمكنت من مزاولة عملها وبحرية إلا انه ومنذ توحيد الجمهورية والرئيس علي عبد الله صالح هو رئيس الدولة، وتدور حوله كافة القوى السياسية تقريبا فالبرلمان مؤسسة ضعيفة نسبيا، حيث يعد منبر رعاية أكثر من كونه هيئة تشريعية أو محفلا لمساءلة السلطة التنفيذية». ودعا التقريرالذي يعد جزء من برنامج إقليمي لتقييم الأطر الانتخابية تقوم به المنظمة الدولية بدعم مالي من عدة جهات دولية مانحة إلى «القيام بإصلاحات شاملة للإطار القانوني والإداري للانتخابات حيث ينبغي أن يتضمن الإصلاح الإنتخابي وبشكل كامل المعايير الدولية للانتخابات الديمقراطية مثل المادة 25 للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية للأمم المتحدة بالإضافة إلى أفضل الممارسات. وقال «إن هذا من شأنه أن يحسن الانتخابات المقبلة ويساهم في الاستقرار السياسي و لا يزال هنالك متسع من الوقت لمعالجة بعض أوجه القصور القانونية قبل الانتخابات في ربيع عام 2009. * لجنة الانتخابات..والإتفاقات خارجا وانتقد التقرير الإطار القانوني للانتخابات قائلا:«في حين تمثل بعض الأحكام القانونية أفضل الممارسات الانتخابية، يتضمن البعض الآخر أوجه قصور كبيرة، ففي اليمن غالبا ما كانت تحل النزاعات بين الحكومة والمعارضة من خلال الاتفاقيات السياسية التي تتم في آخر لحظة، وليس من خلال التعديلات التشريعية وهذا يحبط تطوير إطار انتخابي مستقر يقوم على أساس الدروس المستفادة من العمليات السابقة». ووصف التقرير موضوع تشكيل لجان إدارة الانتخابات في اليمن بالمسيس والمثير للجدل، «ففي حين أن قانون الانتخابات ينص على بعض (معايير الأهلية) لأعضاء اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء إلا انه لم يأت على ذكر أي معايير لاختيار وتكوين اللجنة، لأن اللجان الانتخابية واللجنة العليا للانتخابات تتألف في الواقع من مرشحين عن الحزب ولا يوجد عائق قانوني لترشيح الحزب لغالبية أعضاء اللجنة . بإمكان الحزب السيطرة على صنع قرارات اللجنة العليا للانتخابات أو اللجان الفرعية». وأضاف التقرير:«من غير الواضح ما إذا كانت اللجنة العليا للانتخابات تملك السلطة على جميع مستويات إدارة الانتخابات. ففي الوقت الذي يبدو فيه أن القانون يعطي سلطات إشرافية للجنة ، قضت المحكمة العليا أن لجان الانتخابات الفرعية تعتبر كيانات منفصلة وفي السابق سمح هذا لبعض اللجان الانتخابية باتخاذ قرارات هامة بطريقة مرتجلة وربما منحازة» . *إعاقة ترشيح المرأة والمستقلين وذكر التقرير مصدر قلق «وهو الحقوق السياسية للمرأة ففي حين ينص قانون الانتخابات على تساوي الحقوق بين الرجل والمرأة إلا أن المرأة وبالممارسة تواجه عقبات كبيرة في الترشح للانتخابات حيث تواجه المرأة صعوبات في ضمان الترشيح الحزبي وفي إجراءات الترشيح كمستقلة وأيضا ينافي نظام الفوز بغالبية الأصوات تمثيل المرأة». وتحدث التقرير عن «مناقشة غير مجدية جرت لإقرار حصة قدرها 15 % للمرأة والمسموح بها بموجب القانون الدولي ومع ذلك فمن الصعب أن يتم تطبيق ذلك عمليا ما لم يتم تعديل النظام الانتخابي فما يقدرب 1.5 مليون امرأة غير مسجلة للتصويت». وانتقد التقرير فرض القانون على المرشحين للرئاسة جمع 5% من أصوات مجلس النواب ومجلس الشورى لكي تتم المصادقة عليهم كمرشحين، معتبرا ذلك تقييدا غير معقول لحق الترشح للانتخابات ويحول الانتخابات التي يفترض أن تكون مباشرة إلى انتخابات غير مباشرة على مرحلتين. وقال «لم يحدد الدستور ولا قانون الانتخاب معايير ينبغي للنواب من خلالها اختيار المرشحين للرئاسة،فالحاجة إلى دعم من قبل النواب يجعل من الانتماء السياسي للمرشح قضية». وتابع التقرير«إن عدم وضوح الأحكام القانونية الخاصة بتسجيل مرشحي الأحزاب والمرشحين المستقلين في الانتخابات البرلمانية يترك مجالا للتطبيق التعسفي للقانون ، وهذا يشمل أيضا الإجراءات القانونية لتقديم طعون رفض تسجيل المرشحين ،ويمكن لهذا أن يحرم المواطنين من حماية قانونية فعالة في ممارسة حقوقهم الأساسية. للإجراءات المرهقة لترشح المستقلين للنواب مثلا إشتراط تزكية خمسمئة نائب موقعة من العقال وقاضي المحكمة الإبتدائية الذين غالبا ما يخضعون لرغبات الحزب الحاكم. *أصوات غير متساوية وأخذ التقرير على قانون الانتخابات أنه«لا ينص على تفاصيل كافية بشأن ترسيم الدوائر الانتخابية ، بمعنى أن الأصوات في جميع أنحاء البلاد غير متساوية ،فالناخبون في صنعاء على سبيل المثال يمثلون تمثيلا ناقصا وبشكل كبير من حيث عدد الناخبين مقارنة بالمقاعد». وأضاف:«ليس هناك ما ينص على النشر الفوري لنتائج الانتخابات على كافة المستويات»،«ولا يشترط القانون وجود سجل مركزي للناخبين أو منح اللجنة العليا للانتخابات صلاحية تصحيح الأخطاء المعروفة في السجل ففي الماضي قامت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء و على نطاق واسع بتصويبات في سجل الناخبين بإذن من المدعي العام ولكن أفيد أن هذه العملية افتقرت إلى الشفافية». وتابع التقرير«بعض أحكام القانون الخاصة بالتغطية الإعلامية للانتخابات غير واضحة أو مقيدة فعلى سبيل المثال يحظر على المحطات الإذاعية المحلية الرسمية تغطية حملات المرشحين المعارضين في الانتخابات المحلية،كما أنه من غير الواضح ما اذا كان للمرشحين أو الأحزاب القيام بإعلانات مدفوعة الأجر في وسائل الإعلام». *الجرائم الانتخابية وأوضح أن «قانون الانتخاب غير واضح بشأن كيفية رفع القضايا ذات صلة بالانتخابات امام الحكمة مثل اعتراض قرار إدارة الانتخابات وايضا في تحديد المحاكم المختصة للقيام بذلك فإدارة الانتخابات ليس لها أي دور رسمي للنظر في الشكاوى أو في حل منازعات الانتخابات لان الدستور ينص على انه للمحاكم وحدها فقط حق النظر في جميع المنازعات والجرائم. فالحق بالطعن في نتائج الانتخابات امام المحكمة يقتصر فقط على المرشحين وهناك افتقار عام إلى الوضوح فيما يتعلق بدور كل من المحكمة العليا والبرلمان في الحكم على الاعتراضات التي تواجه نتائج الانتخابات» . وقال التقرير«هناك أيضا قلق إزاء تحديات إجراء انتخابات برلمانية ومحلية في وقت واحد ، وخصوصا أن 301 دائرة انتخابية و 333 وحدة إدارية(مديرية)لا تتطابق،ففي مثل هذه الحالة قد تكون هنالك حاجة إلى هيكلين إداريين متوازيين للانتخابات». *قانون الانتخابات وأوضح التقرير أ«ن هنالك حاجة إلى بذل جهد إضافي من اجل تعديل قانون الانتخابات لضمان حصول اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء على ما يكفي من الصلاحيات لفرض القرارات على اللجان الانتخابية الفرعية وتصحيح الأخطاء المعروفة في قائمة الناخبين و تحسين إجراءات تسجيل المرشحين والتقليل من الحواجز التي تعترض المرشحين المستقلين وتعزيز فرص المرشحين والأحزاب لإدارة الحملات الانتخابية في وسائل الإعلام وتأسيس آليات واضحة للشكاوى والطعون لحل النزاعات الانتخابية». *قيود على الصحافة والأحزاب قال التقرير «إن قانون الأحزاب السياسية يسمح بمزاولة الأحزاب لعملها، ولكنه يتضمن عددا من القيود المفروضة على أنشطتها ففي حين أن بعض هذه القيود معقولة، يعيق البعض الآخر التطوير والتنظيم الفعال للأحزاب وبالأخص فيما يتعلق بالتمويل والذي يقلل من قدرة الأحزاب بالقيام بحملات انتخابية» . وأكد أن«هناك قلق بشأن الموقف العام لوسائل الإعلام في اليمن..فلا يوجد نص واضح حول الرقابة على الإعلام. وبنود قانون الصحافة والمطبوعات متناقضة بطبيعتها، فمن ناحية يسعى القانون إلى ضمان حرية التعبير، ومن ناحية أخرى يمنح الصلاحيات للسلطات المختصة التي يمكن أن تستخدم لتقييد الصحافة. وهناك قانون صحافة جديد ظل قيد المناقشة لعدة سنوات ، ولكن حتى الآن ، لا يزال قانون 1990 ساريا و لا يوجد أي قانون ينظم الإعلام المرئي والمسموع وغيره من الوسائط الإلكترونية وفي اليمن لا توجد وسائل مرئية ومسموعة مملوكة للقطاع الخاص» . وفي هذا السياق ذكر التقرير إغلاق ومصادرة صحف و مواقع الكترونية في العام 2006 هي (نبراس ، الصحوة نت ، الشورى نت ) بالإضافة إلى صحيفة الشورى، كما ذكر الاعتداء على عدد من الصحفيين أو اعتقالهم، إضافة إلى تسجيل منظمة يمنية غير حكومية 112 حالة انتهاك ضد حرية الصحافة في عام 2007. أعد التقرير بول او.جريدي، وعمار عبود من المنظمة الدولية لنشر التقارير حول الديمقراطية في يوليو 2008 بالإضافة إلى الدكتور عبده على عثمان من مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان..شدد على«نشر نتائج انتخابات مفصلة وعاجلة على جميع مستويات إدارة الانتخابات، بدءا من مراكز الاقتراع وصولا إلى الدوائر الانتخابية مع نشر النتائج الوطنية في حالة الانتخابات الرئاسية».