ازلية الاخطاء تثبت ان لكل مهنة أخطاءها و تختبأ بين سطور التاريخ اخطاء سياسية وحربية وإنسانية وتربوية واجتماعية نبتعد عنها بحذر ونقترب من أخطاء طبية تعصف بآمال الكثير وتطيح بطموح البعض و تخفي بخجل موت خرين .. يمثل الخطاء والسهو والنسيان ثلاثية متلازمة للطبيعة البشرية تتأرجح بين الخطا العابر والقاتل والفاصل بينها مدى الاعتراف بالخطأ . غير خطأ طبي عابر مسارات طموح طالب الأول الثانوي هتان سالم محمد الذي كلف كسر ركبته والدة بيع كل ما يملك محاولامنع اعاقة ابنه بعد ان سارع الطبيب باعادة ركبة هتان الى مكانها والتي تصدت لطن من الزجاج سقط عليها.. وبعد انهاء العملية الاسعافيه اكتشف الطبيب ان سبب النزيف المستمر هو تمزق في عضلة الساق ووضعها متأخر وبعد خسارة أكثر من مائة ألف ريال ثمنا للعملية الأولى تفاقم الألم وأصبح هتان مهدد ببتر الساق او تكبد السفر الى الخارج لبقاءالساق مع توقف وظائفها .. الخطأ البسيط .والدفن المبكر ......؟؟ فيما التزم طبيب الأنف والأذن والحنجرة بإجراء عملية أخرى للشاب الذي ودع اصدقائة على امل اللقاء بهم بعد أسبوع يكفيه للنقاهة من عملية استئصال اللوزتين وفوجئ بعد خروجة من غرفة العمليات ان اللوزتان قابعتان مكانهما فيما هناك خرم في سقف الحلق منعة من الأكل والشرب وأصابه بتلعثم في النطق وعلل الدكتور النتيجة المفاجأة وغير المرضية بأنه عانى من دوخة بسيطة أثناء العملية نتج عنها الخطأ البسيط المقدور عليه كما اعتبره الطبيب .. وتمثل الاخطاء الطبية على لاطفال الأكثر إيلاما فحرصا على أطفالنا من تكبد الألم ومسارعتنا الى الطبيب قد يكلفنا انتاج الم جديد ملازم فبعد ان تكبدت ام آمال أنور القرشي عناء السفر من قريتها بالتربة بمحافظة تعز الى صنعاء اكتشفت انها داومت على إعطاء ابنتها علاج خاص بالصرع مع ان طفلتها ابنه الثلاثة اعوام تعاني من ضمور في الدماغ تسببت نوعية العلاج الذي تناولته طفلتها الى تفاقم الحالة . وانشغال الطبيب بمرضاه دفعه الى عدم مواصلة التنفس الإنعاشي للطفل الذي توقف قلبه فجأة ويحتاج إلى التنفس لمدة دقائق على الأقل فطلب الطبيب من الأهل تكفين الطفل وبعد لحظات من تكفينه فوجئ والده ان الطفل عاد الى التنفس من جديد .. فسارع الى إبعاد الكفن المستعجل وحمد الله انه انقذ الطفل من الدفن المبكر وفقا لإفادة الطبيب.. لا يوجد قانون ...؟؟ خطوات البحث تكشف انه لا يوجد قانون للمهن الطبية يوضح مبادئ الثواب والعقاب للطبيب المخطئ والمتفاني في عمله ومازال القانون ومواده يتنقل بين وزارة الصحة ونقابة الأطباء كما يقول الدكتور / زايد عاطف نائب مديرعام هيئة مستشفى الثورة العام للشئون الفنية مبينا ان الشكوى تصل الى الشئون الفنية في أي مستشفى وبالتالي يتم التحقيق والتعامل معها وفقا لكل مستشفى وأحيانا تصل الشكوى الى وزارة الصحة العامة والسكان وهي بدورها تقوم بإرسال استفسار للادراة المختصة وبالتالي يتحمل المستشفى الرد عن ملابسات الخطأ في حالة وجوده اوتاكيد سبب الوفاة بأنها طبيعية نتيجةمضاعفات مرضية او توضيح ظروف الحالة ..، مبينا ان الهيئة تعمل على التحقيق مع الطبيب المختص حتى في حالة عدم وجود شكوى عند ملاحظات زيادة عدد الوفيات ، وعلى الشئون الفنية تقييم الأداء والبحث عن وجود أي قصور او إهمال .. معرفا الخطأ الطبي بأنه اقتراف أذية او إساءة لحالة مرضية ناجمة عن الإهمال..او عدم التعامل معها بسبب اللون او الجنس والانتماء او تعامل الطبيب مع حاله دون اختصاصه او عمله في ظروف عمل غير ملائمة وغير صحية دون التحضير لمعالجتها أو إسعافها بالشكل الطبي المناسب أو إهمال الطبيب للمريض في متابعة حالته الصحية .. منوها ان العقوبات التي تتخذها اللجنه المشكلة من الهيئة تتلخص في الانذاراو احاله الى المجلس التاديبي في القضايا الكبرى والفصل و التوقيف عن العمل واسقاط الدرجة الوظيفية او التوقيف المؤقت وتوجيه اللوم او التوقيف عن مزاولة المهنة .. وما يخص حق المتضرر الذي ناله ضرر نتيجة إهمال او أساءه تترك المقترحات الملائمة والحلول التعويضية للنيابة المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة ..مبينا ان عدم وجود قانون يحدد التعامل مع الأخطاء الطبية وفقا لأنواعها يعيق عمل النيابة في التعامل مع نوع العقوبة اللازم إيقاعها على الطبيب والتعويض المناسب للمتضرر.. وعالميا تخطف الأخطاء الطبية حياة نحو 98 ألف شخص سنويا في الولاياتالمتحدة وحدها وتعتبر ثامن أسباب الوفيات وتعد أعلى من وفيات حوادث السيارات، وحوالي 40 الفاً يموتون سنويا في بريطانيا من هذه الأخطاء وتمثل ثالث سبب بعد وفيات السرطان وأمراض القلب، و 15 الف خطأ طبي وقع في 82 مستشفى باليابان خلال اقل من عامين، وتسببت هذه الأخطاء الطبية في وجود 387 حالة من الوفاة اوالتشوه الدائم او الشلل وفيما تعتبر هذه الأرقام مرتفعة للدول المتقدمة فما حجم تواجدها في الدول الاقل تقدما والنامية والأقل نموا .. ؟؟ وفيما يختلف تعريف الخطاء الطبي من بلد لاخر او من مستشفى لأخر يتفق الكثيرمن الأطباء ان أسباب الأخطاء الطبية تتلخص في الضغط على الطبيب الذي يعمل فوق طاقته حيث مقرر ان يكشف الطبيب يوميا من عشر الى 40 حاله وفي حالةزيادة العدد قد يحدث نوع من الخطأ ويبعد الدكتور / عاطف نقص الإمكانيات من الاخطاء الطبية كونها لا تغفي أي مستشفى من التقصير في توفير الطبيب الأخصائي والاستشاري للحالات الخطرة وأوليات الإسعاف وتوفر الصيدلية وبنك الدم للحالات الطارئة .. كما تمثل مخالفة الأصول العلمية الثابتة نقص المعرفة العلمية والجهل وعدم شرح خطورة العملية الجراحية ومضاعفاتها المحتملة للمريض وأقاربه وتوثيق ذلك و عدم الصدق مع المريض وإعطائه النسبة الصحيحة لنجاح العملية ، وعدم الاستعانة بذوي الخبرة في الحالات الصعبة أو الاستعانة المتأخرة دون جدوى والإهمال وخروج الطبيب عن تنفيذ التزاماته حيال مريضه مع عدم اخذ الحيطة والحذر في معالجة المريض والعمل لفترة طويلة متواصلة وعدم الكتابة وتوثيق المعلومات ونقص عدد التمريض وضعف الخبرة .. أسباب نجمعها لتبرير الخطأ الطبي رغم قناعتنا بانه غير مبرر.. جميعنا يراوده هاجس توقع المرض وانتظار الموت ونستبعد ان تكون نهاياتنا بخطأ طبي يقتحم هدوءنا بفشل التعامل مع بساطة المرض او مواجهة قوته ليستنسخ من المرض مرض جديد او أعاقة وأحيانا يعلن نهاية عاجلة للمريض وصاحبه .. تحقيقات سبأ