لم تتوقع الطالبة ريما حميد الغيل من مدرسة أسماء للبنات بأمانة العاصمة أن تحصد المركز الأول في الشهادة الثانوية القسم العلمي بنسبة 89ر98 بالمئة والتي ظهرت نتائجها السبت الماضي . الطالبة ريما التي تنحدر من أسرة ذات دخل محدود سخرت وقتها وطاقتها الإبداعية للوصول الى هذا المستوى منذ وقت مبكرا لتعلن للجميع أن الفقر لم يكن يوما من الأيام عائقا امام التحصيل والتفوق العلمي . وفيما عبرت عن سعادتها بدموع الفرحة لحصولها على المركز الأول في قائمة نتائج الثانوية العامة في القسم العلمي، بينت أن ثقتها في نفسها أعطاها أمل كبير في الحصول حتى على احدى المراكز العشرة الأولى . فيما توقعت الطالبة أعياد القدسي من مدرسة صفية بأمانة العاصمة حصولها على احدى المراكز الأولى في نتائج الثانوية العامة للقسم العلمي .. معبرة عن سعادتها في الحصول على المركز الرابع بنسبة 50ر98 بالمئة كون اجتهادها ومثابرتها في الدراسة افضى الى نتيجة ايجابية يساعدها في إتمام دراستها الجامعية وبناء مستقبلها وقالت القدسي:" إنها لم تكن تتوانى في سؤال زميلاتها ومدرساتها عن الأشياء الصعبة التي واجهتها أثناء دراستها حتى أداء الامتحانات " . الطالب محمد حامد البارد بدوره من مدرسة عقبة بن نافع بمحافظة ذمار اعتبر حصوله على المركز التاسع قسم علمي بنسبة 62ر97 فخر له وتشريفا لاساتذته ومدرسته التي لم تتوان في تقديم الدعم والتشجيع له منذ ولوجه للدراسة فيها " . وأشار البارد إلى أن توقعه كان يضمن تحقيق نسبة نجاح عالية إلا أنه تفاجأ بإعلان أسمه على قائمة أوائل الجمهورية أثناء قراءة نشرة الأخبار الرئيسية .. منوها بجهود أسرته ووالده وتشجيعهم له وتوفير الأجواء المناسبة لتفوقه إضافة الى جهود مدرسته والقائمين عليها إدارة وتعليما والتي كان لها فضل كبير في هذا التفوق. وعن طموحه القادم في الدراسة الجامعية قال :" أطمح أن احصل على منحة دراسية خارجية وأمثل بلدي وأدرس طب وجراحة العيون لأخدم بها مجتمعي ووطني . فيما قالت الطالبة رقية محمد مياس التي حققت المركز الثامن في القسم الأدبي على مستوى أوائل الجمهورية من مدرسة الوحدة للبنات بذمار بحصولها على نسبة 00ر94 بالمائة أنها تشعر بسعادة تغمرها وقد توج اجتهادها طيلة العام الدراسي بتحقيق هذا النجاح المميز لها . وأكدت أن ثقتها بنفسها وتوقعها الحصول على إحدى المراكز العشرة كان ولا يزال يراودها حتى إعلان النتائج خاصة وأنها سخرت وقتها منذ وقت مبكر للجد والمثابرة واستطاعت بحمدلله إثبات قدرتها والوصول الى مركز متقدم. واعتبرت تفوقها ضمن أوائل الجمهورية انجاز في حد ذاته كون الفتاة حرمت كثيرا من التعليم والوصول الى مراكز عليا وأن هذا التفوق يؤكد مدى قدرة الفتاة على تحدي الصعاب .. مؤكدة أنها تسعى إلى دراسة اللغة الإنجليزية والتخصص بها مستقبلا كونها ترغب لأن تصبح معلمة في مادة اللغة الإنجليزية ولا تمانع من الذهاب في منحة جامعية خارجية إذا أتيحت لها الفرصة . ويقول الطالب محمد دبوان الشرعبي الحاصل على المركز العاشر من الأوائل قسم علمي بنسبة 50ر97 من مدرسة الكويت بالأمانة : " انه كان يذاكر في أيام الدراسة اليومية 8 ساعات وفي أيام الخميس والجمع والعطل كان يذاكر 12 ساعة " .. موضحا ان افراد اسرته وفرت له كل الاجواء النفسية والمعنوية للمذاكرة ابتدءا بتفريغ غرفة خاصة له بالمذاكرة وتوفير كافة مستلزماته المدرسية . وأشار الشرعبي إلى انه متفوقا في دراسته وكان يحصل على المركز الأول على مستوى المدرسة بين زملائه .. مبينا انه تم تكريمه بجائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج العربية في الحفل السنوي الذي أقيم العام الماضي بدولة الإمارات العربية بعد أن تم اختياره مع اثنين آخرين ليمثل اليمن في حين اعتبر مدير المنطقة التعليمية بمديرية معين بأمانة العاصمة خالد الأشطب حصول الطالبة ريما حميد الغيل من مدرسة أسماء للبنات على المركز الأول تأكيدا على حضور الفتاة بقوة بمدراس التعليم ووجودها كمنافسة لا دارسة فحسب . وأشار الى أن توقعه كان يفوق تصوراته وأن يحصل على المراكز الأولى بمدارس المنطقة من أربعة الى خمسة طلاب وطالبات نتيجة للإهتمام التي تحضى بها منطقته التعليمية. وقال الأشطب:" من الطبيعي أن تفوق الفتاة على الطالب في قائمة أوائل الجمهورية في الشهادتان الاساسية والثانوية لاهتمامها المستمر بالتعليم وحبها للقراءة والكتابة ومطالعة دروسها ومتابعة واجباتها أولا بأول " مؤكدا أن مستوى إمتحانات الشهادتان الأساسية والثانوية كان طبيعيا خاصة بمواد اللغة العربية والمواد العلمية وأن المنطقة تحرص سنويا تقديم افضل المستويات التعليمية . من جانبها أشارت مديرة مدرسة صفية للبنات بأمانة العاصمة آسيا المشرقي الى أن لديها كادر تدريسي جيد شجع الطالبات لتقديم مستويات عالية ودرجات مرتفعة في الشهادتين الأساسية والثانوية .. مؤكدة أن حصول الطالبة أعياد القدسي للمركز الرابع لن يأتي من فراغ وإنما جاء نتيجة للجد والمثابرة التي بذلتها الطالبة خلال سنوات دراستها منذ مرحلة التعليم الأساسية . وبينت المشرقي أن إدارة المدرسة أخذت على عاتقها اتخاذ خطوات عملية تساهم في تعزيز قدرات الطالبات من خلال تأهيل كوادر التدريس وتهيئة الأجواء المناسبة للطالبات وتحسين مخرجات التعليم لديهن بما يمكنهن المنافسة والظهور بمستوى لائق في قائمة النسب على المستويين الأساسي والثانوي . فيما يقول مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة إب الدكتور احمد رزق الصرمي ان الطالبات بكل بساطة ووضوح اكثر اهتماما وجدية من الطلاب على مستوى المدرسة والمنزل من حيث الالتزام بالحضور للدراسة والاستيعاب للدروس والتحصيل العلمي والمذاكرة في المنزل وحل الواجبات وهذا هو السبب الذي جعل الطالبات يتفوقن على الطلاب . ووافقه الرأى مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة البيضاء ناجي الغيثي، موضحا انه ليس فقط هذا العام الذي يتفوقن فيه الطالبات بل الاعوام الماضية، واقرب الأسباب هو في مسألة الالتحاق فانخفاض التحاق الفتيات مؤشر على طلبهن للعلم بعكس الذكور الذين يلتحقون جمعيا غثهم وسمينهم . لافتا الى ان هناك اسباب اخرى تتعلق بمسألة الالتزام والانضباط لدى البنات اكثر من الولد وكذا الادارات المدرسية والمعلمين والمعلمات . المنسق الوطني للتعليم للجميع بوزارة التربية والتعليم الدكتورة انصاف قاسم بدورها أشارت الى ان تفوق البنات يعود ارتباطهن بالمنزل فيما يكون الشاب معظم أوقاته خارج المنزل وهذا يساعدهن على المذاكرة لفترة طويلة الى جانب اثبات قدرتهن على المنافسة في وسط مجتمع ذكوري خاصة بعد ان حصلن على حق التعليم بصعوبة، لذلك يحافظن على تصدر المراتب الاولى . من جانبه قال رئيس مركز البحوث والتطوير التربوي الدكتور صالح ناصر الصوفي ان سبب تفوق الطالبات يعود الى الفروق الفردية بين الطالبات انفسهن وبين الطالبات والطلاب، فلدى البنت القدرة السريعة على الحفظ وهذا ما اثبتته الدراسات والبحوث ان الحفظ سمة من سمات الطالبات بينما الولد يتميز بالفهم ، وان هذا ليس بغريب ان تحصل هذا العام 13 طالبة على الاوائل في القسم الادبي مقابل طالب واحد . كما ان من الاسباب التي ساعدت البنت في تربع اوائل الجمهورية هو جلوسها في المنزل والذي ساعدها على المذكرة لساعات طويلة بينما الولد خارج المنزل .. مبينا الى دور الاباء في توفير الاجواء النفسية الجيدة للبنت للمذكرة فضلا عن دور الدولة في تشحيع التحاق الفتاة بالتعليم باعتبارها نصف المجتمع .