يعقد عدد من كبار الدبلوماسيين من الولاياتالمتحدةوايران والاتحاد الاوروبي اجتماعا في فيينا الاسبوع القادم لتسريع وتيرة جهود التوصل لاتفاق طال انتظاره لانهاء نزاع بشأن برنامج ايران النووي قبل انقضاء مهلة غايتها 24 نوفمبر المقبل. وأوضح الاتحاد الاوروبي في بيان إن مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ستجتمع مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في 14 اكتوبر الجاري على ان ينضم اليهما في اليوم التالي وزير الخارجية الامريكي جون كيري. وتجري المحادثات قبل ستة اسابيع فقط من الموعد المستهدف في نوفمبر للتوصل لتسوية دبلوماسية لحل مواجهة مضى عليها عقد بشأن برنامج ايران النووي. ويقول دبلوماسيون ايرانيون وغربيون إنه لاتزال ثمة خلافات كبيرة بشأن مجال انشطة تخصيب اليورانيوم في ايران مستقبلا وان التوصل لنتيجة ايجابية امر غير مضمون رغم وجود التزام سياسي بالسعي للتوصل لاتفاق. وعقدت ايران والقوى العالمية -وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا والمانيا والصين وروسيا وبريطانيا- سلسلة من الاجتماعات منذ مطلع العام الحالي في محاولة لتضييق هوة الخلافات. وقال مكتب آشتون إن المحادثات التي ستجري الاسبوع القادم في العاصمة النمساوية "تجيء في اطار الجهود الدبلوماسية المكثفة" للتوصل الى حل شامل قبل انقضاء مهلة 24 نوفمبر. وتتولى آشتون رئاسة الاتصالات التي تجري مع طهران وذلك نيابة عن القوى العالمية الست. وكان مسؤولون إيرانيون كبار قالوا إن من المرجح أن تجري إيران محادثات ثنائية مع الولاياتالمتحدة في فيينا ثم تعقد جلسة موسعة مع شركائها الستة في نوفمبر. وقالت مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية في وقت سابق يوم أمس الأربعاء ردا على سؤال بشأن موعد ومكان اجتماع إيران وشركائها في المفاوضات "أعتقد أننا سنجري محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف قبل نهاية الأسبوع المقبل في فيينا." لكنها لم تذكر مزيدا من التفاصيل. وترفض إيران اتهام الغرب لها بالسعي لحيازة قدرات نووية عسكرية وتشدد على أن برنامجها النووي سلمي. وفشل الجانبان في التوصل لاتفاق في اطار المهلة التي اتفقا عليها وانتهت في 20 يوليو تموز من أجل عقد اتفاق نووي شامل وحددا موعدا نهائيا جديدا هو 24 نوفمبر المقبل. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الثلاثاء عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله "هناك توافق بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد على القضايا الأساسية وتدور الخلافات حول التفاصيل الدقيقة." وأضاف "ليس هناك خلاف حول ما إذا كان يجب بناء مفاعلات في أراك أو ما إذا كان من الواجب أن تتمتع إيران بتكنولوجيا التخصيب أو حول فوردو (كمركز نووي في إيران) أو نهاية ما يسمى الأنشطة العسكرية (النووية)...الخلافات أساسا حول التفاصيل والكميات." ورفضت إيران إغلاق محطة تحت الأرض لتخصيب اليورانيوم في فوردو كما رفضت الامتناع عن بناء مفاعل يعمل بالماء الثقيل في أراك يمكنه إنتاج البلوتونيوم. وعلى نحو منفصل قالت وسائل إعلام إيرانية إن وفدا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة سيجري محادثات في طهران هذا الأسبوع في محاولة لإحراز تقدم في تحقيق تجريه الوكالة منذ وقت طويل حول شكوك في أن إيران أجرت بحوثا لصناعة قنبلة نووية. وتنفي إيران هذا الزعم لكنها وعدت بالعمل مع الوكالة لتبديد هذه الشكوك وقال مسؤول إيراني في القطاع النووي الاثنين إن وفدا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور طهران الثلاثاء للحصول على توضيحات حول البرنامج النووي الإيراني. وأكد بهروز كمالوندي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية أن الوفد الذي يرأسه تورو فارجورانتا نائب المدير العام للوكالة سيصل ليل الاثنين الثلاثاء من فيينا. وأضاف أن "هذه الزيارة تهدف إلى مواصلة المحادثات لوضع اللمسات الأخيرة على النقطتين الأخيرتين" في سلسلة الأسئلة التي طرحت على إيران في إطار اتفاق للشفافية. ويتعلق أحد الأسئلة باحتمال أن تكون قد أجريت "تجربة واسعة لمتفجرات مدمرة". وكانت الوكالة تنتظر من إيران تقديم توضيحات حول آخر نقطتين بشأن برنامجها النووي قبل 25 أغسطس لكن إيران لم تقدم ردودا مرضية كما قالت هذه الهيئة التابعة للأمم المتحدة، على الرغم من زيارة قام بها مديرها العام يوكيو امانو لدفع المحادثات قدما. وفي إطار الاتفاق الذي أبرم بين الوكالة وطهران في نوفمبر 2013، ردت إيران على 16 من 18 سؤالا طرحتها الوكالة الدولية تهدف إلى توضيح طبيعة الأبحاث التي تجريها طهران في إطار برنامجها النووي. وتعتبر الوكالة هذه الأجوبة حاسمة لإبرام اتفاق نهائي مع القوى الكبرى الشهر المقبل.