العجز العربي المحزن تجاه مايتعرض له الشعبان اللبناني والفلسطيني من حرب وعدوان إسرائيلي غاشم وسافر فاق كل الحدود وتجاوز كل الخطوط الحمراء وآن الأوان أن يخرج من حالته خاصة بعد أن وصلت آلة الحرب الصهيونية في استهدافها للمدنيين حد ارتكاب المجازر الجماعية بدم بارد في لبنان وفلسطين وعلى ذلك النحو الذي شهدناه وشهده العالم في مجزرة «قانا» الثانية البشعة واعمال القتل التي ترتكبها في غزة والضفة الغربية مستفيدة من الصمت الدولي الذي -وان- تحرك على استيحاء من اجل اصدار بيان ادانة من رئاسة المجلس جوبه بالرفض الامريكي الذي ذهب ابعد من مجرد توفير الغطاء لإسرائيل لتستمر في العدوان والتمادي فيه ليكون معظم الضحايا من النساء والاطفال الذين عددهم في مجزرة «قانا» شاهد على طبيعة هذه الحرب الوحشية واللاإنسانية كاشفة عن دوافعها الحقيقية داحضة كل الذرائع التي تحاول اسرائيل تبريرها وتقمص دور الضحية أمام الرأي العام العالمي، مع أنها بماترتكبه من جرائم ضد الانسانية جلاد لايتوانى عن استخدام كل وسائل الحرب بمافيها اسلحة محرمة دولياً تتصاعد مع كل يوم جديد ليبدي فيها الشعبان اللبناني والفلسطيني ومقاومتهما صموداً لاينبغي ان يبقى منفرداً وعلى العرب الخروج من وضع العاجز المتراخي بتقديم الدعم لاخوانهم اللبنانيين والفلسطينيين وليس شرطاً الدخول في الحرب والمواجهة بصورة مباشرة وانما عليهم البحث عن اشكال اخرى لمساندة حقيقة ولن يعدموا الوسيلة لذلك.. فاذا كانت اتفاقية الدفاع العربي المشترك وكما قال فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في أكثر من مناسبة غير قابلة للتفعيل فعلى الأقل اتباع الوسائل التي بها دعمت افغانستان ضد الشيوعية إبّان الاحتلال السوفيتي لها وترك البقية لقوى المقاومة ولأبناء الأمة الذين هم على أهبة الاستعداد لنصرة اخوانهم في فلسطين ولبنان وبالمال والعتاد من خلال فتح ابواب التطوع والحدود امامهم كما كان مع قضية الجهاد في افغانستان وهذا اضعف الإيمان بالنظر الى طبيعة المعركة ومايمكن أن تفرزه تداعياتها من تحديات ومخاطر لاتتوقف أبعادها عمّا يمكن أن تسفر عنه نتائجها -لا قدر الله- في فلسطين ولبنان بل سوف تمتد للمنطقة كلها وهذا بكل تأكيد ما لانريده -عرباً ومسلمين- أن نصل اليه ولكن تبقى الخيارات محدودة اذا أخذنا في الاعتبار غياب ارادة المجتمع الدولي التي تتحداها اسرائيل وتضرب عرض الحائط بكل قرارات الشرعية الدولية مستندة بذلك الى الحماية الموفرة لها من الولاياتالمتحدةالامريكية والتي للأسف توفر لها غطاءً لعدوانها الوحشي الذي تشنه على الشعبين الفلسطيني واللبناني غير مدركة -على مايبدو- للتبعات التي يمكن ان تنتج عن هذه المواقف الامريكية غير المبررة من دولة تقف على قمة النظام العالمي وتقود حربه على الارهاب- حسب زعمها- في الوقت الذي وقوفها الى جانب اسرائيل في حربها العدوانية على شعبين لايريدان ولايسعيان الى اكثر من نيل حقوقهما المشروعة في تحرير الارض والانسان من الاحتلال الاسرائيلي ليعيشا مستقلين بسلام لايتهددهما عدوان في الحاضر والمستقبل. هذه هي رؤية اليمن التي جسدها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في المقابلة التي أجرتها معه «قناة الجزيرة» معبراً بنظرته الثاقبة عن حرص مسؤول تجاه مايمكن أن يتمخض عن مواصلة العدوان والحرب الاسرائيلية على الشعبين اللبناني والفلسطيني بهذه الصورة الهمجية واستمرار العجز العربي والدولي عن وقف آلة الدمار الاسرائيلية من الفتك باللبنانيين والفلسطينيين ليؤدي ذلك الى اعطاء العناصر المتطرفة الذرائع والمبررات التي تخلفها بشاعة مايرتكب من دمار وخراب طال كل شيء على أرض لبنان وفلسطين موجدة بذلك البيئة الملائمة في أوساط الشباب لتنامي ثقافة العنف والتطرف كرد فعل لمشاعر الحقد والكراهية تجاه مايجري ويتحول الى ارتكاب اعمال ارهابية وهذا مايجب ان تدركه الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي وقبل هؤلاء جميعاً الدول العربية والاسلامية -ان لم يكن مدركاً- لتغيَّير مواقفها والانتقال من حالة تغطية ودعم العدوان الاسرائيلي والصمت والعجز تجاهه والعمل كمنظومة متكاملة لوقفه والعودة الى طاولة المفاوضات من خلال استعادة الولاياتالمتحدةالامريكية للدور الذي يجعل منها راعياً وشريكاً نزيهاً لتحقيق السلام العادل والشامل في هذه المنطقة قبل ان تذهب هذه الحرب في مسارات تجعل السيطرة عليها صعباً ان لم يكن غير ممكن.. وتبقى الدول العربية والاسلامية انظمة وشعوب هي المسؤولة الأولى بتقاعسها عن نصرة الشعبين اللبنانيين والفلسطينيين عمّا يمكن ان يحدث من تداعيات لهذه الحرب التي سيكونون هم اول من يكتوي بنارها والاكثر تضرراً من تداعيات نتائجها.