تعهدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) بمواصلة محاربة اسرائيل في الوقت الذي بدأت فيه حكومتها العمل يوم الخميس متجاهلة العزلة التي يفرضها الغرب والتي جعلت السلطة الفلسطينية على شفا الانهيار المالي. وقالت اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في الشرق الاوسط ان الحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حماس لم تلتزم بالسلام وحذرت من أن المعونات المالية ستتأثر بهذا الموقف. وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في الخارج ان الحركة لم تغير موقفها بعد توليها السلطة في قطاع غزةوالضفة الغربيةالمحتلة. وقال لقناة الجزيرة من بيروت "نحن لا نعد شعبنا ان نحول غزة الى هونج كونج أو تايوان ولكن نعده لقمة عيش كريمة دون استجداء من أحد.. ونعده رأسا مرفوعا خلف المقاومة وما يدافع عن شرفه وأرضه وعزته." وقطعت اسرائيل بالفعل تحويلات الضرائب الشهرية المستحقة للسلطة الفلسطينية والتي تتراوح بين 50 و55 مليون دولار. ويعكف رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت على تشكيل ائتلاف بعد أن فاز حزبه كديما في الانتخابات التي أجريت هذا الاسبوع وحصل فيها على أقل من ربع مقاعد الكنيست. وقالت اللجنة المكونة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة في بيان انها "لاحظت بقلق بالغ أن الحكومة الجديدة لم تلتزم بالمباديء التي تم تحديدها في 30 يناير (كانون الثاني)." وكان البيان يشير بهذا الى مطالب بأن تعترف الحكومة الجديدة باسرائيل وتنبذ العنف وتقبل اتفاقات السلام السابق ابرامها. وقال البيان "سيحدث لا محالة أثر على المساعدات المباشرة لتلك الحكومة ووزاراتها." وأضاف أنه ينبغي استمرار المساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني. وتعهدت حماس بتدمير اسرائيل ورفضت مطالب اللجنة الرباعية. وقال سمير أبو عيشة وزير التخطيط في حكومة حماس لرويترز ان حكومته تأمل في أن تراجع اللجنة الرباعية موقفها. وأضاف أن الاوروبيين وغيرهم أيدوا إجراء الانتخابات وانه لذلك ينبغي عليهم أن يقبلوا ويحترموا خيار الشعب الفلسطيني. وقال أبو عيشة ان تخفيض المساعدات ستكون له عواقب سيئة على الشعب الفلسطيني وسيضغط على قطاعات التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية. وأضاف أن معدل البطالة سيزداد. وأمرت الولاياتالمتحدة يوم الاربعاء دبلوماسييها والمتعاقدين مع واشنطن عدم اقامة أي اتصالات مع الوزارات الفلسطينية وعلقت كندا المساعدات المقدمة الى السطلة الفلسطينية. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ان حماس التي "لم تصلح" مواقفها ليست طرفا يمكن إقامة حوار معه. وأضاف ريجيف "يجب ألا يلوموا الا أنفسهم اذا ما عزلوا الحكومة الفلسطينية من خلال عنادهم وقصر نظرهم وتطرفهم وحولوها الى كيان منبوذ في المجتمع الدولي." ومن أول التحديات التي يواجهها رئيس الوزراء اسماعيل هنية وحكومته التي أدت اليمين يوم الأربعاء دفع رواتب مارس اذار لنحو 140 ألف موظف في السلطة الفلسطينية والتي سيحل موعدها بعد يومين. ودفعت رواتب فبراير شباط للعاملين في السلطة الفلسطينية ومن بينهم العاملون في قوات الأمن متأخرة عن الموعد المفترض بأسابيع. وفي مدينة رام اللهبالضفة الغربية قال المسؤول الكبير بوزارة المالية جهاد الوزير ان العاملين في السلطة سيتقاضون رواتبهم عن شهر مارس اذار بحلول منتصف ابريل نيسان. وأضاف أن الجزائر أودعت شيكا قيمته 34.5 مليون دولار في حساب السلطة يوم الخميس. وأضاف أن من المتوقع وصول المزيد من الاموال من السعودية وروسيا والكويت والامارات العربية المتحدة. وتعتمد السلطة الفلسطينية على المساعدات الخارجية التي تبلغ نحو مليار دولار سنويا. ومع توليه وزارة الخارجية طلب محمود الزهار العضو المتشدد بحماس في غزة من العاملين بالوزارة عدم اجراء اي اتصالات بدول معادية وتلك الدول التي تقطع المساعدات. وفاز حزب كديما الذي يتزعمه أولمرت في الانتخابات التي أجريت يوم الثلاثاء استنادا الى خطط لوضع الحدود النهائية لدولة اسرائيل خلال أربع سنوات سواء بالاتفاق مع الفلسطينيين أو دون ذلك. واجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالا هاتفيا يوم الخميس بأولمرت لتهنئته على فوزه بالانتخابات في الوقت الذي انتقد فيه خططه أحادية الجانب. وتعهد أولمرت بترسيم حدود اسرائيل بحلول عام 2010 من خلال ازالة المستوطنات المعزولة في الضفة الغربيةالمحتلة وتوسيع الكتل الاستيطانية الاكبر وذلك في حال عدم إجراء مفاوضات. ومن شأن الاجراءات المقترحة في الضفة الغربية إجلاء عشرات الالاف من المستوطنين. ويقول الفلسطينيون ان مثل هذه الخطوة من شأنها ضم المزيد من الاراضي وحرمانهم من إقامة الدولة التي تحمل مقومات البقاء والتي يسعون لإقامتها في الضفة الغريبة وقطاع غزة