نظمت وزارة الثقافة يوم السبت على خشبة المركز الثقافي بصنعاء حفلا خطابيا وفنيا بمناسبة العيد الخامس والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة. وفي الحفل، الذي حضره عدد من أعضاء المجلس السياسي الأعلى والقائم بأعمال رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس ونائبا رئيس الوزراء جلال الرويشان ومحمود الجنيد وعدد من الوزراء والنواب والمسؤولين.. من جانبه ألقى رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام كلمة قال فيها إن المجلس يمنح بهذه المناسبة درع القبيلة لكل من: الشهداء راجح غالب لبوزة وقحطان الشعبي وسالم ربيع علي وإبراهيم محمد الحمدي والسيد حسين بن بدر الدين الحوثي. وترحم على أرواح الشهداء الذين سقطوا في ثورات اليمن والذين ضحوا في سبيل هذا الوطن وحريته واستقلاله حتى اليوم. استطلاع: هلال جزيلان وتحدث عن دور القبيلة اليمنية الصامدة في كل المراحل في مواجهة كل التحديات والمؤامرات وفي مؤازرة كل الحركات الوطنية على امتداد التاريخ اليمني وما قدمته من تضحيات لخدمة هذا الوطن الطاهر. وأعلن عن مبادرة لإنشاء مركز لتوثيق وتدوين تاريخ وسجايا ومناقب القبيلة اليمنية على امتداد التاريخ. كما القى كلمة أسر الشهداء مشعل بن محمد عبدالله الداعري أشار فيها إلى خصوصية المناسبة الاحتفالية بثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة والتي انطلقت شرارتها الأولى من على قمم جبال ردفان بقيادة شهيدها الأول الثائر راجح بن غالب لبوزة- رحمه الله- بعد أن عادت تلك الكوكبة من الثوار الأبطال من أبناء المحافظاتالجنوبية والشرقية من شمال الوطن بعد أن شاركوا وبكل قوة في الدفاع عن عاصمتنا الأبدية صنعاء التاريخ. وقال: لقد مثل يوم 14 أكتوبر 1963م انطلاقاً لشرارة الثورة وشرارة الحرية في جنوب الوطن ضد الاستعمار البريطاني والتي دامت أربع سنوات خاض خلالها الثوار الأبطال مواجهات وبطولات سطروا خلالها أروع الملاحم ضد القوات البريطانية حتى طرد آخر جندي بريطاني في 30نوفمبر 1967. فيما ألقى كلمة مناضلي 14 أكتوبر اللواء خالد باراس وكلمة المحافظاتالجنوبية والشرقية طارق سلام محافظ عدن أشارا فيهما إلى ما قدمه مناضلو ثورة 14 أكتوبر من تضحيات وما حققته هذه الثورة من نجاحات في مواجهة المستعمر البريطاني حتى غادر اخر جندي بريطاني عن ارض الجنوباليمني الحر. كما أشارا إلى ما تعيشه المحافظاتالجنوبية والشرقية في الوقت الراهن من محنة عصيبة تحت نير المحتل الجديد السعودي الاماراتي وما يعتمل هناك من حراك وطني سيؤدي إلى تحرير هذه الجزء من الوطن اليمني الحبيب. تخلل الحفل الخطابي القاء عدد من القصائد الشعرية. واشتمل الحفل الفني على أوبريت «أهلا يا عيد أكتوبر» أداء الفرقة الوطنية لوزارة الثقافة من كلمات الشاعر أمين أبو حيدر والحان عبدالباسط الحارثي ونجيب سعيد ثابت وإبراهيم الروضي وآخرين وإعداد وإخراج محمد الحرازي. وكان الحفل قد افتتح بكرنفال فني بساحة المركز الثقافي من أداء الفرقة النحاسية للموسيقى العسكرية لدائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع. 14 اكتوبر العيد والذكرى عن الآمال العظيمة لثورة عظيمة وكفاح شعب ضد المستعمر الغاصب.. جاء حديث عدد من السياسيين والاعلاميين عن العيد ال55 لثورة ال14 من اكتوبر في هذا الاستطلاع الصحفي على هامش الفعالية: ومن كلمة القاها في الفعالية وزير الثقافة عبدالله أحمد الكبسي، رفع من خلالها باسم الوزارة ومنتسبيها أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي وإلى رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ مهدي المشاط وإلى كافة أعضاء المجلس السياسي وإلى رئيس وأعضاء مجلس الوزراء بمناسبة العيد الخامس والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة. وأشار إلى خصوصية واستثنائية المرحلة التي يحتفل فيها اليمنيون بأعياد ثوراتهم وهو وقت استثنائي من تاريخ الشعب اليمني العظيم والصامد وهو يواجه أقوى وأبشع آلة عسكرية استعمارية قمعية وحشية توسعية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً في بطشها وإجرامها ووقاحة الأعذار التي تروج لها وتحاول تبرير مخططاتها وعدوانها الظالم وحصارها الجائر لشعب كل ذنبه أنه حر لا يقبل الضيم ولا الخضوع ولا الذل ولا القهر ولا الاستعمار ولا الوصاية. وقال: هذه الثورة التي زلزلت عرش المستعمر البريطاني وأجبرته على مغادرة جزء غال من وطننا الحبيب وهي محافظاتنا الجنوبية والشرقية وهو يجر أذيال الهزيمة والعار بعد أن اختبر استبسال وقوة وشجاعة ثوار لم تعرف الثورات في العالم لهم شبيها ولا قرينا؛ فتأكد له أن اليمن فعلا مقبرة الغزاة والمستعمرين مهما كانت قوتهم أو بطشهم أو جبروتهم. وأضاف: إن احتفالنا بالذكرى ال55 لهذه الثورة العظيمة لم يعد كما كان بأسلوبه التقليدي الذي كان يمر علينا من قبل بمجرد القاء خطاب هنا أو هناك ثم تتحول الفعاليات إلى أرشيف المناسبات الوطنية حتى يحول عليها الحول.. فالوضع الحالي وأبطال جيشنا المغوار ولجاننا الشعبية وكل المخلصين من أبناء هذا الشعب يخوضون ملحمة أسطورية وطنية كبيرة ضد مستعمر وغاز أمريكي صهيوني بريطاني فرنسي يتقمص العباءة السعودية والاماراتية ليحتم علينا تجاوز التقليد المتبع في الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة وتحويلها إلى شرارة من نار تلهب حماس الشباب المتوقد إخلاصاً وغيرة على الوطن لإعلانها ثورة شاملة في كل المحافظات والمناطق الجنوبية والشرقية التي يدنس أرضها الطاهرة الغزاة المحتلون. وقال وزير الثقافة: ان مؤشرات اندلاع ثورة 14 أكتوبر العظيمة ضد المستعمر الجديد في المحافظاتالجنوبية والشرقية لتلوح في الأفق وإن حراكا وطنياً رائعا ليتشكل أمامنا بشكل واضح رافضا كل الممارسات التي يقوم بها المحتل السعودي والاماراتي سواء كان ذلك في سقطرى أو في عدن او المهرة وفي كل المناطق اليمنيةالمحتلة. محطة تاريخية الدكتور خالد الحوالي- نائب وزير التعليم الفني والتدريب المهني قال: 14 اكتوبر محطة تاريخية عادت علينا هذا العام ووطننا الحبيب يقبع تحت احتلال قديم جديد احتلال سعودي اماراتي بدعم صهيوني امريكي.. لذا يجب علينا في هذه المحطة وهذه الذكرى جميعاً شمالاً وجنوباً العمل على اخراج المحتل اليوم من الجنوب والساحل الغربي وقال: لقد اتضحت الاهداف الحقيقية لهذا المحتل وقد أصبحت هناك الإجابة لجميع التساؤلات عما يجري في سقطرى والمهرة وعدن اليوم، وأوضح ان النظام السعودي يريد ان يحرر جنوبنا من نفط المهرة يريدون استغلال اليمن لمصالحهم.. خالدة في وجدان الشعب اما الدكتور مشعل الريفي- عميد كلية التجارة والاقتصاد فقد قال: هذه الثورة خالدة في وجدان الشعب اليمني ومهما ظهرت من القوى العميلة التي تستدعي التدخل الخارجي وتشرعن للاستعمار الجديد الا ان هذه الثورة ستظل المرتكز والمنطلق لابناء شعبنا في مواجهة الاحتلال اليوم ونحن نستلهم من ثوراتنا رفض اي تدخل خارجي ونستلهم منها التضحية من اجل السيادة الوطنية ونستلهم من ثورة 14 اكتوبر مواجهة المحتل. المهد الأول الاستاذ فهمي اليوسفي- نائب وزير الاعلام تحدث الينا قائلاً: اعتبر ثورة ال14 من اكتوبر هي المهد الاول لثورة ال21 من سبتمبر على اعتبار ان القوى التي شاركت بضرب المستعمر هي اليوم حاضرة للدفاع عن اليمن، وتبقى هي القوى التي تقف ضد مشروع الاحتلال القديم الجديد، وبالتالي هناك ترابط كبير ما بين 14 اكتوبر وثورة 21 من سبتمبر كون ال14 من اكتوبر كانت في الجنوب واليوم اصبحت تلك القوى الامبريالية الرجعية تستهدف اليمن بشكل عام، اذاً ثورتنا مستمرة ونستمد من اكتوبر كل تلك الارادة القوية لمواجهة الاحتلال الجديد او الاستعمار.. ثورة الأحرار الدكتور عبدالعزيز الحاج- المدير العام التنفيذي لصندوق تنمية المهارات تحدث قائلاً: اليوم نحتفي بالعيد ال55 لثورة ال14 من اكتوبر المجيدة، ثورة الاحرار في المحافظاتالجنوبية من ارض الوطن التي هي اليوم تعيش الاحتلال الذي مر عليه عقود او ما يقارب قرن قبل العام 1963م ومن ذلك يمكننا القول هيهات لهؤلاء الغزاة ان يستعمروا هذا الوطن فهناك رجال وابناء هذا البلد وكل الشرفاء من المناطق تلك لن يجعلوا هذا الاحتلال ان يستمر كما عمل اجدادهم بالمستعمر القديم، لكي لا يتسنى لهم نهب هذا الوطن ولذلك يجب ان تتحرك الثورة من جديد ويتحرك الاحرار من جديد من تلك المناطق لكي يخرج المحتل السعودي الاماراتي الامريكي، واضاف: لن تقبل اليمن اي غازٍ او محتل في اراضيها مهما كان واينما كان بإذن الله.. وما يحدث في المحافظاتالجنوبية من الوطن اليوم من احداث يتضح منها ان الشعب اليمني يرفض الاحتلال.. منطلقا المهندس عبدالناصر الصيادي التقيناه وتحدث الينا حول العيد ال55 لثورة 14 اكتوبر قائلاً: العيد ال55 لثورة ال14 من اكتوبر يأتي واليمن تواجه تحديات كبيرة لعل ابرزها العدوان السعودي الاماراتي الامريكي والحصار الجائر والاحتلال الاماراتي لجنوب الوطن، واضاف: علينا ان نأخذ من هذه الثورة التي كانت في 1963م وتحرروا من المستعمر البريطاني وان تكون هذه الثورة لنا انطلاقاً لتحرير الوطن من الهيمنة والاحتلال القديم الجديد.. عهد جديد الدكتور محمد عبدالله تقي- استاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية- جامعة صنعاء تحدث حول المناسبة قائلاً: تمثل ثورة ال14 من اكتوبر انطلاق عهد جديد للشعب اليمني آنذاك، حيث قام أبناء شعبنا اليمني العظيم بمواجهة وطرد المستعمر البريطاني البغيض وهم يحملون أسلحة خفيفة امام اعتى الأسلحة وما نراه اليوم شبه ترابط كبير بين ما يواجهه وطننا من عدوان امريكي سعودي اماراتي باعتى انواع الأسلحة ونحن نواجه باسلحة بسيطة ولا وجه للمقارنة، وبالتالي فثورة ال14 من اكتوبر نستلهم منها الصمود والاباء ضد الاحتلال اليوم وتذكرنا ان الشعب اليمني شعب أبي ومناضل متحرر.. محطة مهمة الدكتور عبدالله الشامي- رئيس المجلس التنفيذي لانصار الله قال: يأتي عيد 14 أكتوبر واليمن وخاصة جنوب الوطن يمر بمرحلة حساسة ودقيقة، احتلال، تمزيق، امتهان، واضاف: العيد ال55 لثورة ال14 من أكتوبر محطة مهمة للمراجعة والتقييم واعادة التنظيم لمواجهة الاحتلال القديم الجديد.. أدوات الاستعمار وقال الأستاذ عبدالله الحنبصي- نائب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية: إن ثورة 14 أكتوبر في عيدها ال55 نتمنى أن تكون انطلاقة لليمنيين هذه الأيام للتحرر من الاحتلال والعدوان السعودي الإماراتي ،أدوات المستعمر القديم الذين يعملون بتوجيهاته وتعليماته أمريكا وإسرائيل، ونرجو أن يكون هذا العيد الوطني ضد المستعمر البريطاني يوما ثوريا وتحرريا ضد الاحتلال الإماراتي في الجنوب، ولذا ادعوا أخوتنا في الجنوب أن يحذوا حذو أبائهم وأجدادهم. ثورة أكتوبر وليدة لثورة سبتمبر من جهته تحدثت الكاتبة منى الزيادي قائلة : سيطر البريطانيون على عدن عام 1839 عندما قامت شركة الهند الشرقية بإرسال مشاة البحرية الملكية إلى شواطئ المدينة، كانت عدن أكثر تقدما واعمارا ونسبة التعليم كانت مرتفعة بين سكانها نتاج الإدارة الإنجليزية للمدينة، أما المناطق القبيلية المحيطة بها حضرموت وشبوة وأبين وغيرها لم تختلف كثيراً عن المناطق الشمالية، عقد الإنجليز معاهدات صداقة مع سلاطين القبائل المحيطة بعدن وكعادتهم كانوا يدعمون من تبدو فيه بوادر التعاون معهم ضد الآخرين، وكانوا يرصدون النزاعات بين السلاطين دون تدخل مباشر في خمسينات القرن العشرين تأثر أهالي المستعمرة من العرب بخطابات جمال عبدالناصر والأغاني الثورية الصادرة عن إذاعة القاهرة، وكان لسياسات الإنجليز التعسفية والمتجاهلة لمطالب العرب في عدن دور رئيسي في تنامي تلك المشاعر، وكان لوجود هيئات مجتمع مدني أثر كبير على المطالبين بإسقاط حكم الإمامة في شمال البلاد، فتزايدت اعداد النازحين من الشمال مما سبب قلقاً للمستعمر البريطاني فعرض إقامة ما عُرف بإتحاد الجنوب العربي وهو إتحاد فدرالي يجمع خمسة عشر سلطنة منتشرة في ارجاء المستعمرة، أملا في تخفيف حدة المطالب الداعية للاستقلال حركات المقاومة مثل جبهة التحرير القومية المدعومة من المصريين.. وجبهة تحرير جنوباليمن المحتل المختلفة عن التوجهات السابقة وأعلنت حالة الطوارئ، في 10 ديسمبر 1963 عندما ألقى عناصر من جبهة التحرير القومية قنبلة أدت إلى مقتل المندوب البريطاني السامي،واستمرت هجمات الفصائل حتى انسحبت القوات البريطانية عن عدن في 30 نوفمبر1967 قبل الموعد المقرر من قبل رئيس الوزراء البريطاني ويلسون. قبل ذلك توالت الأحداث الكبيرة ففي يوم 23 أكتوبر زحف ما يقارب 1000 جندي بريطاني متجهاً نحو جبل ردفان مصاحبة له الطائرات الحديثة، ودارت معارك ضارية غير متكافئة. تمكن لبوزة ورفاقه من وقف تقدم الجيش إلا أن الطيران والمدفعية كان لها دور كبير في حسم المعركة واستشهد لبوزة بشظية مدفع في 14 أكتوبر 1963عن عمر ناهز 46عاماً.. واعتبر ذلك اليوم هو يوم انطلاق الثورة في جنوباليمن ضد الاستعمار وحكومته. رحم الله جميع الشهداء الأبرار الذين قدموا حياتهم رخيصة من أجل حرية أوطانهم وشعوبهم. ولكن وبكل أسف هاهو المشهد يتكرر بعد خمس وخمسين عاماً.. هاهي قوات الجنوب العربي التي هاجمتكم تتشكل من جديد تحت مسمى أحزمة ونخب الجنوب العربي، وهاهو الضابط السياسي العسكري الإماراتي بدلاً عن البريطاني، وكما كانوا دعاة الجنوب العربي في الأمس يستلمون بالشلن وبالجنيه الإسترليني، هاهم دعاته اليوم يستلمون بالريال السعودي والدرهم الإماراتي.. هي نفس الأساليب ونفس الوجوه ونفس المسميات التي رفضتموها وقاتلتم ضدها هاهي تعود من جديد متلبسة قناع الدفاع عن الوطن وتحريره من أبنائه..! وهاهي اليوم عدن تشتكي من وطأه اقدام تستنكرها بشدة، اقدام مرتزقة اقبلوا من بلدان دخيلة على الوطن العربي دخلوا إلى عدن ليحتلوها من جديد، وهاهم يمارسون اسوأ انواع الظلم والاضطهاد لأبناء الجنوب! هاهي المعاناة تعود من جديد، وهاهم الأحرار بدأوا يستيقظون من غفلتهم ليعلنوها حرباً ضروس على من فرضوا انفسهم على وطننا وجعلوا لهم حق الوصاية فيه..! وهاهو التاريخ يعيد عجلة نفسه والغائب الوحيد هو غالب بن راجح لبوزة.. فهل من لبوزة في هذا الزمان؟!