يسود اعتقاد شعبي أن الرجال في منتصف العمر الذين يعانون من الوزن الزائد ويفرطون في تناول الطعام وشرب الكحول هم أول من يعاني من النقرس, ولكن هذه مجرد أسطورة , فالنقرس قد يصب شاباً في العشرينات من العمر والنساء أيضاً , على الرغم من أن المرض نادر عند النساء, ولا يسجل إلا في فترة ما بعد انقطاع الطمث . وأظهرت دراسات أجرت في المملكة المتحدة أن النقرس يصيب ستة من أصل ألف رجل وسبعة من أصل ألف امرأة في البلاد. ما الذي يحدث؟ تنتج أزمة النقرس عند تشكيل حمض البول بشكل مفاجئ بلورات داخل المفصل ما يسبب التهاباً شديداً مع الألم والاحمرار والانتفاخ وينتج حمض البول عند تكيس مادة البورين وهي مادة كيمائية موجودة في جميع الخلايا الحية وينتج الجسم مادة البورين بنفسه وهي توجد في العديد من أنواع الأطعمة أيضاً والأشخاص المعرضون للإصابة بالنقرس ورثوا النزعة إلى إنتاج الكثير من حمض البول , إذ يتجمع بكميات كبيرة في مجرى الدم ويخزن في أنسجة الجسم , ومن المواقع الشائعة الأخرى الكليتان والجلد فوق الأذنين واليدان والمرفقان وفي حال أصيبت الكليتان ستتوقفان عن العمل بالشكل الملائم للتخلص من الحمض البولي في البول فترتفع مستوياته أكثر في الجسم. يظهر مخزون حمض البول تحت الجلد على شكل كتل مائلة للون الأبيض تعرف ب» التوقة» وقد تتقرح وتفرز مادة تشبه معجون الأسنان ولا يعرف السبب الذي يدفع حمض البول إلى تشكيل بلورات فجأة في المفاصل ليسبب الالتهاب ولكن من الشائع أنها تسبب إطالة بسيطة في المفصل بذلك. الأعراض: يمكن التعرف على أزمة النقرس النمطية ببساطة من خلال التالي: في البدء تشعر بانزعاج بسيط ولكن في خلال ساعات يتورم المفصل ويصبح ساخناً ومؤلماً ولونه أحمر. يشتد الألم كثيراً لدرجة تعجز حتى عن انتعال الحذاء, وقد لا تتحمل حتى الإمساك بغطاء السرير. تتكرر الأزمات على الرغم من أن تكررها قد يكون بعد أشهر أو سنوات. لدى 70% من الأشخاص يكون مفصل إبهام القدم المفصل الأول أو المفصل الوحيد المصاب على الرغم من أن الأعراض قد تظهر في أي مفصل. التشخيص: غالبً ما يكشف الطبيب أنك مصاب بالنقرس من الأعراض التي تعاني منها ومظهر المفصل المصاب, وسيتعين عليك الخضوع لفحص دم لقياس مستوى حمض البول في مجرى الدم والتحقق مما إذا كانت كليتاك قد أصيبتا وأحياناً قد يتم استخراج عينة من السائل من مفصل يعاني من التهاب شديد باستخدام إبرة دقيقة وحقنة. ويظهر فحص السائل تحت المجهر المتخصص بلورات في حمض البول, ما يساهم في التمييز بين النقرس وحالة تعرف ب» النقرس الكاذب» إذ تكون أعراض الأزمة متشابهة غير أن البلورات المسؤولة عنه هي بيروفوسفات الكالسيوم. ويصيب النقرس الكاذب الأشخاص المتقدمين في السن الذين يعانون من العضال ولا تعتبر هذه الحالة وراثية عادة. العلاج: إن العقاقير المضادة للالتهابات التي تحتوي على الستيرويد فعالة جداً وقد تقصر مدة استمرار الأزمة إن تم تناولها في البداية وقبل أن تتوافر هذه العقارقير, كانت أزمة النقرس تعالج تقليدياً بتناول عقار الكولوشيسين. وفي الواقع أن العناصر المضادة للالتهاب والكولوشيسين فعالة جداً في حال تناولها في وقت مبكر إلى درجة أن الأشخاص الذين يتعرضون لأزمة متكررة ينصحون بالاحتفاظ بهذه الأدوية في منازلهم لتناولها فور الشعور بأول إشارة على بدء حدوث أزمة. ساعد نفسك على تفادي النقرس: اشرب الكثير من السوائل أي حوالي 2 ليترات في اليوم خصوصاً في الطقس الحار. أنقص وزنك ليصبح متلائماً مع طولك. تجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على كميات كبيرة من البورمين ويشمل ذلك الأطعمة الغنية بالبروتينات مثل اللحم الأحمر والنبات التي تعطي حبوباً وقطع اللحم مثل الكبد والكليتين ومن الأفضل تناول وجبات من كربوهيدرات معقدة مثل المعكرونة ويستحسن أن تستشير اختصاصي التغذية للمزيد من المعلومات حول ما يجب أن تأكله. تفادي تناول الأسبرين لأنه يوقف الكليتين عن تصريف حمض البول، تناول الباراسيتامول بدلاً منه لعلاج الآلام والأوجاع الخفيفة. * كلية الطب والعلوم الصحية