تظل السواحل والجزر و المياه الاقليمية اليمنية بما تمتلكه من موقع استراتيجي يشرف على شريان الاقتصاد العالمي موضع اطماع مستمرة للقوى العالمية وادواتها الاقليمية. ومع تكشف الحقائق وتساقط الاقنعة للعدوان الوحشي والحرب المستمرة على اليمن للعام الخامس على التوالي , كانت احدى الحقائق هو محاولة قوى الاستعمار القديمة العودة بثوب ادواتها الاقليمية الى السواحل اليمنية التي تتحكم بممر الملاحة الدولية. ولم يكن تسابق السعودية والإمارات للسيطرة على السواحل والموانئ عبثيا , بل هو مخطط ممنهج ومدروس تقف خلفه بريطانيا وامريكا وان كان لكل طرف مشروع يتقاطع ويتصادم مع بعضهما. وتشير المعلومات الجديدة الى ان السعودية بدأت بإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة زقر اليمنيةجنوبالبحر الاحمر قرب مضيق باب المندب. وقال مصدر عسكري ان السعودية ارسلت العشرات من العسكريين إلى جزيرة زقر كبرى جزر أرخبيل حنيش اليمنية. وذكر المصدر ان اكثر من 50 عسكرياً سعودياً وصلوا الى الجزيرة الاستراتيجية التي تسيطر عليها قوات محلية شكلتها الإمارات. واضاف المصدر ان القوات السعودية بدأت بتشييد مبان بينها مركز للقيادة في مؤشر على رغبة سعودية بإقامة قاعدة عسكرية في الجزيرة. وتزامن ذلك مع تكثيف اسرائيل لنشاطها العسكري في مناطق جنوبالبحر الاحمر. وكشف مصدر مطلع أن الطيران الاستطلاعي والمسير الإسرائيلي ينفذ العديد من الطلعات الجوية فوق الجزر اليمنية في البحر الأحمر وقرب سواحل الحديدة. وقال المصدر ان الطيران الاستطلاعي والطائرات المسيرة الاسرائيلية نفذت مؤخرا العديد من الطلعات في منطقة جنوبالبحر الأحمر وتحديدا فوق اجواء مضيق باب المندب وجزيرتي زقر وحنيش الكبرى وقرب سواحل الحديدة. واشار المصدر ان اسرائيل قد تخطط لتنفيذ هجمات في الأراضي اليمنية بواسطة الطيران المسير. وتشير المعلومات الى ان القوات الإسرائيلية نصبت في الآونة الأخيرة اجهزة مراقبة وتجسس في اعلى قمة جبلية بجزيرة دهلك, وتقوم بانشطة تدريبية استخبارية في قاعدته العسكرية في مصوع وجزيرة "دهلك" بأريتريا بمشاركة عدد من ضباط استخبارات القاعدة العسكرية الإماراتية الواقعة بميناء عصب. وكان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي قد حذر إسرائيل من أي عمل عدواني او ارتكاب أي حماقة ضد الشعب اليمني, واكد ان الرد سيكون بضرب اهداف حساسة في عمق كيان العدو الإسرائيلي. في حين اكد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي ان قواتهم تمتلك بنكاً من الأهداف الاسرائيلية وقادرة على ضربها في حال صدرت اوامر القيادة بذلك. وكان الموقع العسكري البريطاني “جاينز” قد قال في تقرير سابق أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في بناء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون. وقال الموقع البريطاني إن صور الأقمار الصناعية تظهر عمليات بناء المدارج وتشير إلى أن تلك الأعمال لم تبدأ قبل أكتوبر من العام الماضي؛ لأن الصور التي تسبق ذلك الشهر لم تكن تظهر وجود عمليات بناء. ولا يمكن فصل النشاط العسكري السعودي والاسرائيلي جنوبالبحر الاحمر عن بعض في ظل تناغم المواقف, وخروج التصريحات لقيادات كيان العدو الاسرائيلي القلقلة من تطور الاسلحة الاستراتيجية للقوات اليمنية. وفي حين تواصل الامارات سياساتها لبسط سيطرتها على جزيرة سقطرى عبر سلسلة من الاجراءات, منها منح الجنسية لمواطني الجزيرة واقامة التشكيلات العسكرية الموالية لها, وتحويل الجزيرة الى ساحة للعمل التجسسي والاستخباراتي تحت يافطة العمل الخيري. وباتت كافة القوى تلعب على المكشوف مستغلة هلامية حكومة الفار هادي المرتهن للقرار السعودي, وهي حالة لن تطول كثيرا, في ظل تشكل الوعي الوطني في مناطق جنوباليمن المحتل بما فيها جزيرة سقطرى. ولاشك ان هذا الوعي سيشكل سيلا يمنيا كبيرا تتوحد فيه طاقات كل القوى الوطنية لطرد الاحتلال وحماية اليمن وسيادته واستقلاله.