بعد اكثر من شهرين على العدوان الهمجي الوحشي الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة، وبعد عجزه عن تحقيق اي هدف من اهدافه المعلنة بتهجير المواطنين الغزاوين الى حدود مصر والاردن، وعدم تحقيق اهدافه بتدمير قوات حماس الاسلامية، وعجزه عن تحرير أسير واحد دون مفاوضات لتبادل الاسرى، وعجزه عن استعادة هيبة جنوده المهزومين رغم استخدامه كل انواع الوحشية والدمار الشامل والتطهير العرقي والابادة الجماعية ضمن الفترة الزمنية التي منحها له رأس الارهاب العالمي الادارة الشيطانية العالمية المتمثلة بالولايات المتحدةالأمريكية ورئيسها الصهيوني، الرئيس الذي يعرف عن نفسه ويفتخر بانتمائه للصهيونية العالمية. يقوم الرئيس الامريكي بايدن وعدد من المسؤولين في ادارته بإطلاق تصريحات يعبرون بها عن أسف الادارة الامريكية لسقوط عدد كبير من المدنيين في قطاع غزة جراء ما يسمونها العمليات العسكرية، ويدعون الكيان الصهيوني للتقليل من استهداف المدنيين، لأن أرقام الضحايا كبير جدا، وبات الأمر يشكل حرجا للإدارة الامريكية أمام العالم، هذا الأسف قمة النفاق السياسي بتاريخ البشرية، وهي التي تزود الكيان الصهيوني بكل الطائرات والصواريخ والقذائف القاتلة التي يستخدمها هذا العدو الغاصب لإبادة الشعب الفلسطيني، وهي التي انشأت جسرا جويا لنقل الصواريخ الفتاكة، وارسلت الاساطيل والبوارج الحربية الى البحر الأبيض المتوسط لحمايته، وهي التي ما زالت مصرة على عدم الموافقة على وقف اطلاق النار، واستخدام الفيتو بمجلس الامن الداعي الى وقف العدوان على غزة، هذه الادارة التي ضربت بعرض الحائط كل القرارات الاممية والرغبات الدولية بوقف العدوان هي نفسها التي تعبر عن اسفها لسقوط اعداد كبيرة من الضحايا الابرياء في غزة وغالبيتهم من الاطفال والنساء. هذا للأسف لن يعيد الحياة لألاف الشهداء من الاطفال والنساء والرجال المدنيين، ولن يعيد المدفونين تحت الركام إحياء، هذا للأسف لن يعيد الطعام والشراب والكهرباء لأهالي غزة، هذا للأسف لن يفك الحصار عن غزة. هذا للأسف الأمريكي له تفسير واحد، وهو الاسف على هزيمة الكيان الصهيوني امام صمود وتضحيات وصبر الشعب الفلسطيني، الأسف على انهيار الجيش الصهيوني وفراره من ساحات القتال والمواجهة مع رجال المقاومة، الأسف على هزيمة المشروع الامريكي في تحقيق الانتصار على محور المقاومة والدول الداعمة له، الأسف عن عجزه وخوفه من توسعة رقعة الحرب ومواجهة دول المحور وهو القادم على انتخابات رئاسية، والخارج من هزيمة في أفغانستان، والغارق في وحل اوكرانيا. بعد كل الاخفاقات العسكرية الصهيونية في الميدان، وعدم تحقيق اهداف ورغبات الادارة الامريكية ضمن المهلة المحددة لها تقوم الادارة الامريكية بالتنصل من مسؤوليتها المباشرة عن اراقة كل هذه الدماء الطاهرة والخسائر الهائلة، بتحميل كامل المسؤولية لرئيس الكيان الصهيوني الارهابي المتوحش نتنياهو وبن غفير لتظهر امام العالم بأنها تعمل جادة لوقف اطلاق النار، ونشر السلام في العالم!!! لكن بات العالم كله يعرف بأن الادارة الامريكية هي وجه الشر والقبح والاجرام العالمي، وهي التي تتغذى على الحروب العدوانية التي تشنها على الدول التي ترفض هيمنتها وتسلطها واستكبارها، وما الكيان الصهيوني الا قاعدة عسكرية متقدمة وثابتة للهيمنة الامريكية على المنطقة، ولهذا السبب يؤكد الرئيس الخرف بايدن للمرة الثانية انه لو لم تكن اسرائيل موجودة لعملنا على ايجادها في المنطقة، وهم ليسوا بحاجة لإيجادها على الاراضي الامريكية بل يريدونها قائمة على اغتصاب واحتلال الاراضي العربية والاسلامية، هذه هي اسرائيل التي تنفع في الهيمنة على المنطقة، ولهذا السبب تجد اغلبية الحكام العرب والمسلمين خانعين مستسلمين طائعين لأوامر ونواهي الادارة الامريكية الشيطانية. قال تعالى : " إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ." صدق الله العلي العظيم.