أدت30 مصرية أمس الثلاثاء اليمين للعمل قاضيات وهن أكبر عدد يصدر قرار بتعيينهن منذ عين الرئيس حسني مبارك أول قاضية عام 2003 برغم اعتراضات على عمل المرأة بالقضاء. وكان تعيين المحامية تهاني الجبالي قاضية في المحكمة الدستورية العليا أثار جدلا اعلاميا في مجتمع يهيمن عليه الرجال. وشن قضاة محافظون حملة استهدفت وقف ما اعتبروه استثناء من القاعدة. وقال البعض ان الشريعة الاسلامية لا تسمح بوجود نساء في مناصب القضاء بينما قال اخرون ان اشتغال المرأة بالقضاء سيتسبب في مشاكل أسرية. وأدت مجموعة القاضيات اللاتي كانت الغالبية منهن محجبات اليمين في مبنى محكمة النقض بوسط القاهرة أمام عدسات مصوري الصحف والقنوات التلفزيونية. وقالت كل واحدة منهن وهي تقف في قرب علم مصر وأمام رئيس وأعضاء مجلس القضاء الاعلى "أقسم بالله العظيم أن أحكم بين الناس بالعدل وأن أحترم القوانين." وقال مقبل شاكر رئيس المجلس ورئيس محكمة النقض لكل واحدة منهن بعد أن أدت اليمين "مبروك." وقال في كلمة "في تاريخ كل أمة هناك لحظات فارقة وهذه لحظة فارقة في تاريخ مصر." وأضاف "لقد كانت رحلة طويلة وشاقة ولكن نحمد الله على أننا وصلنا الى هذه اللحظة." وهناك عدة دول عربية تعمل فيها النساء بالقضاء وهو ما يعد انجازا في مجال حقوق المرأة في الشرق الاوسط. ويقول منتقدو التعيينات ان شهادة الرجل أمام القضاء تعادلها شهادة امرأتين ولذلك لا يمكن أن تجلس المرأة على مقعد القاضي بحسب رأيهم. وقال القاضي البارز محمود الخضيري الذي يرأس نادي القضاة في مدينة الاسكندرية الساحلية والذي يشغل منصب نائب رئيس محكمة النقض ان حفل أداء اليمين هو مجرد استعراض حكومي الغرض منه القول للغرب ان مصر تنتهج سياسات تحررية. ومضى قائلا "هذه المشكلة ستثير مشكلات أكثر. مشكلات في الاقامة في المدن التي توجد بها المحاكم ومشكلات في الاختلاط ومشكلات في نوعية القضايا التي ستشرف عليها... كان من الافضل لو كان المعينون رجالا." وقال جمال عزمي وهو عامل في مقهى بوسط القاهرة "القضاء مهنة صعبة على الرجال فما بالك بالمرأة." لكن ايمان الامام (35 عاما) التي كانت من بين من أدين اليمين والتي كانت ترتدي بذلة داكنة وغطاء رأس أبيض وقرنفلي قالت ان القاضيات صرن "حقيقة ثابتة" يجب على المنتقدين التسليم بها. وأضافت "أشعر بالسعادة والفخر. ان شاء الله المرأة ستبرهن على أنها تستحق هذا." العربية نت