حضر فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومعه الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثالث للمجالس المحلية المنعقد بقاعة الرابع عشر من أكتوبر بصنعاء، تحت شعار (اللامركزية خيار المستقبل) ، وبمشاركة أعضاء مجلس الوزراء، ورؤساء المصالح والهيئات والمؤسسات المركزية، ومحافظو المحافظات، وأمناء عموم المجالس المحلية للمحافظات وأعضاء الهيئات الإدارية لمجالس المحافظات، ومدير عموم ورؤساء المجالس المحلية بالمديريات. وخلال الجلسة الافتتاحية، التي بدأت بآي من الذكر الحكيم ألقى فخامة الأخ رئيس الجمهورية كلمة قال فيها : يسعدني ان احضر فعاليات انعقاد هذا المؤتمر التقييمي للأعوام الماضية للسلطة المحلية والتي حققت النجاحات المطلوبة من خلال متابعتنا للأداء في عواصم المحافظات وفي مراكز المديريات، أي الوحدات الإدارية، إنها نجاحات باهرة وهذا مما يساعد ويشجع على مزيد من الصلاحيات للسلطة المحلية على طريق انتخاب المحافظين ومدراء المديريات وبحيث يعتبر ذلك نقلة نوعية من المركزية الى اللامركزية . وأضاف فخامته: ان الشيئ المهم في هذا الأمر انه وكلنا سعادة ان كل القوى السياسية مشاركة في السلطة المحلية كون بلدنا يقوم على النظام السياسي التعددي، وهناك مشاركة كبيرة لكل الأحزاب الفاعلة في المجتمع منها المؤتمر الشعبي العام الذي حصل في الانتخابات على نسبة تسعة وأربعين في المئة والتجمع اليمني للإصلاح بنسبة أربعة وعشرين بالمئة والحزب الاشتراكي ثلاثة فاصل ستة في المئة، وكثير من الأحزاب مشاركة وكثير من القوى المستقلة مشاركة في صنع القرار. وأشار الأخ الرئيس الى انه عندما نأتي لنترجم مبادىء وأهداف الثورة اليمنية ونقول حكم الشعب نفسه بنفسه، فإننا هنا نطبقها بالفعل ان الشعب هو صاحب القرار وهو مصدر القرار وصانع القرار.. لم يعد هناك ما يتغنى به الحاكم أو المسؤول أو يزيف على الشعب، ولكن فعلا ان الشعب مصدر السلطة ومالكها وصاحبها، وهذه الترجمة لاحد مبادئ وأهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة .. وما من شك في أن هذه المشاركة الواسعة والكبيرة تدل على الثقة بالنفس وان الشعب هو مصدر السلطة يتحمل مسؤولياته. وأضاف الاخ الرئيس قائلا: لقد كانت هناك مخاوف كثيرة حول قيام السلطة المحلية، وهناك من ظل يقول كيف اننا عملنا منذ فترة طويلة على إعادة وحدة الوطن في الثاني والعشرين من مايو ولم شمل الاسرة اليمنية في كيان واحد وتوحدت اليمن، والآن نحن نعمل على إقامة سلطة محلية، وهذا معناه تجزئة مرة أخرى.. إنها نظرية خاطئة ومفاهيم خاطئة,, نحن أقمنا السلطة المحلية وزادت مكانة السلطة والدولة وارتفعت مكانة الشعب اليمني على مستوى الداخل والخارج . وقال فخامته : انه عندما رفع برنامج او إشعار الإصلاحات السياسية والإصلاحات الديمقراطية فان وطننا كان سباقا عندما أعلن وحدته المباركة في اثنين وعشرين مايو وأخذ في نظامه السياسي بالتعددية الحزبية والتداول السلمي للسلطة ومشاركة كل القوى السياسية ومشاركة المرأة واحترام حقوق الإنسان . وأوضح الأخ الرئيس : هذه هي الشعارات التي رفعوها في العالم اليوم.. اليمن كان سباقا فيها.. لقد رفعوا شعار مكافحة الارهاب وكان اليمن سباقا في مكافحة الارهاب، وكل هذه الشعارات التي ترفع على مستوى العالم، لأن شعبنا مضى فيها قدما وحقق نتائج باهرة. وأضاف: كثير من الشعوب تطلب من حكامها مزيداً من الحرية لحرية الصحافة للرأي والرأي الآخر, مجرد صحيفة فقط، صحيفة واحدة يتكلموا ويعبروا فيها عن أنفسهم.. عندكم مائتين وأربعين مطبوعة كل واحد بيتكلم الباطل باطل والصح صح.. وكما قال ابو عمار ياجبل ما يهزك ريح قول الذي تريد، المهم كيف نقيم المسيرة هل نحن على حق أم نحن على باطل. واستطرد فخامته: عندنا سبعة الاف وخمسمائة عضو مشاركين في صنع القرار يمثلون مختلف القوى السياسية في كل المحافظات هذه قمة الديمقراطية اي ديمقراطية غير هذه الديمقراطية أخاف ان يأتي لنا في فترة من الفترات في إطار الديمقراطية وهذه مشكلة الديمقراطية، لأنه في بعض الأحيان تكون نكبة أن يأتي لنا أشباه قساوسة ويفتونا ويقولون لماذا الانتخابات؟ لماذا الخسارة؟؟ ولماذا ولماذا؟؟ خلونا نمددها للحاكم عشرين سنة ثلاثين سنة.. من تزوج بأمنا كان عمنا.. هكذا الشعوب عواطف وطِيبة أبدا. نحن في نظامنا السياسي هناك فترة محددة للبرلمان وفترة للمجالس المحلية وفترة لرئاسة الدولة، يجب ان نلتزم بما تم الاتفاق عليه في دستور الجمهورية اليمنية وينفذ. وأضاف الأخ الرئيس : لي طلب آخر من الحكومة والسلطة التشريعية.. أنتم الأن تصرفون ملايين في الانتخابات التكميلية للمجالس المحلية، لماذا لا يعالج هذا الأمر بمادة في القانون، بحيث يكون صاحب أكثر الأصوات هو الذي يصعد محل الشخص الذي رحل بدلاً من هذه الهوكة.. فقرة واحدة تأتي في القانون أن صاحب أغلبية الأصوات يصعد بدل الذي توفى أو رحل، ونوفر كثيرا من المال، فثقتي كبيرة من قبل إخواننا في السلطة التشريعية أن ينظروا الى هذا الأمر بعين الاعتبار.. وقال: السلطة المحلية في اليمن محل اعتزاز وفخر كل إخوانكم في الوطن العربي والعالم الإسلامي وفي مختلف بلدان العالم الصديقة ، لانها تشكل نموذجا جيدا، وأصبحت تبدد المخاوف عند من لم يسر في هذه التجربة.. فمن الممكن ان تستفيد منها أقطار كثيرة، والدنيا في خير وفي سلام ما تشكل أي مخاطر على أي نظام سياسي أياً كان شكل، ولا تشكل أي خطورة، بل بالعكس هي صمام امان للوحدة الوطنية في أي قطر آخر. وأضاف قائلاً تتباين الآراء، نختلف في الرؤى، نختلف في البرامج، ولكن هناك ثوابت وقواسم مشتركة داخل الشعوب يلتزم الناس بها، يعني نحن قد نختلف ونتباين ولكن لدينا وثيقة وطنية أسمها دستور الجمهورية اليمنية، وما أحد يقدر يحيد عنه، وما أحد يقدر يتجاوزه، وبدل ما يعلمنا الأجنبي نتعلم من انفسنا بدل ما ننتظر أن الأجنبي يأتي ويقول لنا غيروا المناهج التعليمية غيروا خطبة الجمعة، غيروها أنتم بأنفسكم أصلحوا أنفسكم من خلال مكاتب الأوقاف والإرشاد، بالخطاب المتوازن والخطاب المعتدل الذي يدعو إلي لم الصف والحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم إيجاد شق او خلافات داخل وطننا باسم المذهبية والطائفية والعنصرية، باسم التشدد باسم اليمين باسم اليسار.. يجب أن يكون الخطاب معتدلا.. وأستطرد فخامة رئيس الجمهورية: نحن مع حوار الحضارات، ونحن في اليمن مؤسسات وسلطة لسنا ضد الأديان السماوية المسيحية اليهودية، نحن ضد المحتل أياً كان، كلنا نتعايش كأديان سماوية معترف بها، نحن لا نطلب من اليهود إلا أن يرحلوامن أرض فلسطين، وينفذوا قرارات الشرعية الدولية ليس إلا.. ولا نطلب من قوى التحالف إلا أن توجد الامن والاستقرار وتحافظ على الوحدة الوطنية للشعب العراقي وترحل.. العصر ليس عصر الاستعمار، العصر عصر الحوار، وليس عصر القوة، عصر الحوار والتفاهم والشراكة وتبادل المصالح.. اللي يجعلني احترمك وتحترمني هو ما معك من مصلحة لدي وما لي من مصلحة لديك.. العصر عصر الشراكة والتفاهم تبادل المصالح.. وبلدنا لا يكن أي عداء لجيرانه أو أشقاءه في العالم العربي والاسلامي وكذلك العالم الاجنبي.. نحن تربطنا مصالح جيدة بالعالم الاجنبي وما شاء الله الأجنبي يمد الحكومة اليمنية بمساعدات ممتازة تساعدنا في عملية التنمية، ونتمنى ان يوجد صندوق دولي للعالم الثالث، وذلك من أجل مكافحة الفقر.. مثل ما تجمعوا الآن بهذه الضجة الإعلامية الكبيرة لمكافحة الإرهاب نتمنى ان يكون هناك صندوقا دوليا لمكافحة الفقر، وهو الذي سوف يقضي على الإرهاب، لكن اذا استمر الفقر في العالم الثالث فسوف يتنامى من وقت لآخر الإرهاب حتى لو ضربنا خلية ونامت الخلية الأخرى سوف تصحو من وقت لآخر.. نأمل ان يتظافر المجتمع الدولي في مثل هذا الأمر وان ندخل في شراكة حقيقية ومصالح متبادلة مثلما نحن الآن متفقين كأسرة دولية على مكافحة الإرهاب، نتفق على مكافحة الفقر.. الارهاب، لا أحد يسند الارهاب، ولا أحد يقف مع الارهاب أيا كان.. الإرهاب آفة على التنمية وعلى الشعوب، ولكن نتمنى ايضا أن توجد عدالة في المؤسسات الدولية ممثلة في مجلس الأمن الدولي.. مجلس الامن هو المظلة للعالم وعليه أن ينفذ قراراته بمعيار واحد، وليس بمعايير مختلفة. وقال الأخ الرئيس: نحن نتطلع إلى إصلاح مجلس الأمن.. مجلس الأمن أصبح مؤسسة من الخمسينات ، مؤسسة قديمة وعقليات قديمة وبصياغات قديمة، كل شئ فيه قديم.. لماذا لا يتحرك مجلس الأمن في إصلاح نفسه ويتعامل مع المعطيات والمتغيرات الجديدة في العالم.. الآن نتحدث عن مجلس الأمن وقد تحدثنا منقبل عن الجامعة العربية وهي بيت العرب جميعا، وتقدمت اليمن بمشروع إلى الجامعة العربية بإصلاح الجامعة، وقالوا لا.. خلونا على ما نحن عليه ولا تتكلموا سوف يزعلوا مننا الكبار، ويا الله وماشي الحال كلها قرارات خريط ، نحن سنحضر مؤتمر الجزائر وسنحضر مؤتمر تونس وسنحضر مؤتمر بيروت وستجدوا نفس القرارات ولا شيء جديد ولن تطلعوا بشيئ جديد.. صيغ توفيقية ليس إلا.. والذي ليس لديه زاجر داخلي ونزعة عربية قوية ما ينفع الآخرين,, أصلحوا الجامعة العربية يحترمكم الآخرون والولايات المتحدةالامريكية سوف تقدر لكم كعرب وكمجتمع أو كمؤسسات أو كدولة عندما يكون عندكم قرار، وتكونوا عصبة واحدة وعندكم منطق واحد سوف تحترمكم.. لكن اذا كنتم كل واحد يروح للبيت الابيض لوحده ويشتكي بجاره كيف يحترمك البيت الابيض وانتم أعداء لبعضكم البعض.. أتمنى على الاشقاء العرب في مؤتمر قمة الجزائر القادم، أن يغيروا صياغة القرارات التقليدية المعتادة، وأن ينتقلوا بالجامعة العربية نقلة نوعية تتلاءم وتنسجم مع كل المتغيرات الدولية، سواء من حيث الشراكة أو من حيث مكافحة الارهاب أو من حيث احترام الحدود الدولية أو.. أو.. الى آخره.. أو حرية التجارة.. ونحن لما نقول حرية التجارة.. لقد قلنا أن اليمن فتحت اسواقها وهي تعتمد في حقيقة الأمر على الجمارك، طيب لماذا دول الجوار ما يعملوا صندوق يحل محل الجمارك ويرفعوا من مستوى شأن اليمن حتى يرقى اليمن الى مستوى جيرانه.. ماهي المشكلة؟؟ عملت أوربا وفرنسا وبقية دول الاتحاد الأوربي على رفع مستوى الدول الأوروبية الفقيرة مثل اسبانيا والبرتغال، بل وبعض الدول عندما شجعتهم لم تنقل المصانع الألمانية إلى أسبانيا فتحت للعمالة وشغلت الأيدي العاطلة ورفعت من مستوى الاقتصاد في اسبانيا ، حتى لحق العالم الأوروبي المتخلف بالعالم الأوروبي المتحضر.. هكذا لو كنا في عالمنا العربي نحن فلوس تحطوها لدينا في الخزينة ولا تحطوها في جيوب المسؤولين.. بل افتحوا اسواقكم للمنتجات الزراعية للمنتجات المحلية.. أعملوا صندوق تنمية اليمن حتى يلحق بإخوانه ويصبح جزءا من جيرانه واخوانه.. كيف نقول أشقاء، وكيف نقول شركاء، وكيف نقول إخوة والأجنبي يعطيني مساعدات في عملية التنمية وجيراننا عاملين في آذانهم قطن.. ما معنى الاخوة ما معنى الأشقاء اذا لا تعينني على فقري وعلى الحالة والبؤس الذي أعيشه.. أنا عندي كم يد عاطلة.. خذ بيد اخيك إلى أن يقف على أقدامه. وأضاف الأخ الرئيس.. هناك نقطة أخرى الفت من خلالها إنتباه رؤساء السلطة المحلية في المحافظات والمديريات أن يلتزموا بالقانون واللوائح وكذلك الأمناء العامين، لا يتطاولوا على رؤساء السلطة المحلية، بل يحترموا القانون ويظل الأمين العام مساعدا لرئيس السلطة المحلية، وليس فوق رئيس السلطة المحلية.. عندما نعدل القانون وتنتخب رئيس السلطة المحلية تصبح انت رئيس السلطة المحلية، أما والمحافظ لايزال هو رئيس السلطة المحلية وكذلك مدير الوحدة الإدارية هو مدير الوحدة الإدارية، لأن بعض الأمناء العامين يتجاوزوا الحدود ويتجاوزوا القانون رؤساء المجالس.. هذا رأي برلماني وليس رأيي.. أيضاً رؤساء السلطة المحلية في عواصم المحافظات لا يظلوا متوترين مثل بعض الوزراء في الحكومة كل شيئ في يده، لان بعض الوزراء متوتر في محله يقول لك إذا أنا أنا جبت الصلاحيات للمحافظة لن يكون مثل الوزير.. الوزير هو مخطط ومشرف.. وزير تخطط وتشرف وترسم سياسات ولا يتحول الى مدير عام تنفيذي.. المحافظون أيضا هم سلطة سياسية موجهة ومراقبة ومخططة لا يتحولوا إلى مدراء تنفيذيين في البلدية، هم قدامي وأنا أعرفهم واحد واحد.. أعرف الذي يعطي صلاحيات وأعرف الذي لا يعطي صلاحيات.. أعرفهم واحدا واحدا.. أتمنى للمؤتمر التوفيق والنجاح، وللأخ رئيس الوزراء أن يشكل لجانه، وأن يكونوا موفقين بالقرارات وسنعمل ونساعدكم على تنفيذ كل القرارات والتوصيات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وكان الأخ عبد القادر باجمال رئيس مجلس الوزراء رئيس المؤتمر ، قد ألقى كلمة قال فيها: إنه لشرف عظيم أن ينعقد المؤتمر الثالث للسلطة المحلية تحت رعاية فخامة الأخ المناضل الوحدوى الجسور الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، تطبيقا لاستحقاق قانوني ، من أجل تقييم التجربة الرائدة للسلطة المحلية سنة بعد أخرى والتي يرعى مسارها ودورها التنموي وبعدها الحضاري فخامة الأخ الرئيس. وأوضح انه هذه التجربة الديمقراطية المتميزة في اليمن أضحت عنوانا وصورة زاهية للتغيير الكلي والانتقال العملي من النظام الشمولي إلى النظام الديمقراطي الحر، القائم على التعددية السياسية والحزبية والمؤمن إيمانا مطلقا بتكامل المنظومة السياسية بين الدولة والمجتمع والتداول السلمي للسلطة . وأشار إلى أن الدور التاريخي لفخامة الأخ الرئيس في مضمار تحقيق التطابق بين الأقوال والأفعال والأفكار والأعمال قد أكسبه صدقية الموقف وشفافية ووضوح الهدف والمقصد . وأضاف الأخ عبد القادر باجمال: وفي هذ المقام علينا أن نعترف أمام الحقيقة والتاريخ، بأن القيادة التنظيمية والحكومية في العام 2000 لم يتبلور لديها الموقف النهائي بشأن الانتخابات لقيام السلطة المحلية، فبعضنا قال إن الوقت لم يحن بعد، والآخر قال فلنكتفي بانتخابات على مستوى المحافظات، وبدون المديريات.. فجاء الموقف الحاسم والحازم : فلتكن انتخابات شاملة وكاملة وكما قررها القانون، شاملة لكل المديريات باعتبار /المديرية/ هي المرتكز الرئيسي لقيام السلطة المحلية، وهي محورها وجذرها الاساسي الأول . وتابع: هكذا حدد فخامة الأخ الرئيس موقفه، واتخذ قراره التاريخي، فهذا هو القائد الحق الذي لا يقول لرجاله تقدموا، ولكن يقول لهم لقد اتخذت قراري الدستوري والقانوني فاتبعوني.. لقد كان قراراً صائباً وجرئياً وغنياً بالرؤى المستقبلية الاستراتيجية ، ويعتبر في حد ذاته المكافئ الذاتي والموضوعي لأسس قيام الوحدة اليمنية المباركة، لأن قيام السلطة المحلية يعتبر سياجاً وحصناً منيعاً لهذه الوحدة على المستوى الشعبي والمؤسسي. وخاطب فخامة رئيس الجمهورية قائلاً: لقد اتخذت القرار الصائب فمضيت، ومضينا معك جيمعاً لنحقق هذا الحلم الوطني الرائع لإقامة السلطة المحلية على أسس ديمقراطية، ورؤى وطنية متطلعة إلى إقامة نظام سياسي ديمقراطي، تنعقد من خلاله شراكة وثيقة بين الدولة والمجتمع، وتتجسد في إطاره معاني ومباني الوحدة الوطنية، والسلام الاجتماعي، وإقامة النموذج الأمثل لنظام ديمقراطي (شوروي) متميز تتوافق من خلاله قيم الأصالة والمعاصرة.. وهذا ما عبر عنه بصدق بما نعنيه بالتجديد الحضاري لحياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. واستطرد رئيس الوزراء: إن هذا المؤتمر الثالث للسلطة المحلية، إنما يمثل فيما يمثل بعضاً من خطوات ومساعي ومكونات ذلك التجديد الحضاري الذي ننشده جميعاً ونسعى إلى استكماله، لأنه يمثل الإرادة الشعبية والسبيل الوحيد لامتلاك ناصية المستقبل.. نعم لقد صادفت الوقائع الملموسة لممارسة السلطة المحلية أدوارها على أكمل وجه.. الكثير من الصعاب سواء من الناحية القانونية والإجرائية أومن الناحية الاجتماعية والثقافية.. غير اننا ندرك جميعاً بأن مفاهيمنا وثقافتنا التقليدية.. لاتزال بحاجة إلى التعمق في جملة المسائل المتصلة بنظام السلطة المحلية على المستويين المركزي والمحلي، وعلى وجه الخصوص فإن الذاتية تحاول الطغيان على الموضوع، وإن الاستثناء يحاول الطغيان على القاعدة. وقال الاخ رئيس الوزاء:" ان نتائج التقييم قد أطهرت وبكل جلاء, بان هذه التجربة الفريدة في الحكم الذي يمثل الشعب مصدره على مستوى الدولة المركزية والمحليات, اظهرت بان الشعب اليمني مفطور على الحرية, وهي فطرة الله التي فطر الناس عليها.. وانه مجبول على الديمقراطية وحرية الاختيار, وانه قد تأسست في ثقافته قاعدة الشورى, كما عبرت عن ذلك ملكة السبئيين اليمنيين, بقولها في محكم كتابه " يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون" صدق الله العظيم . ومضى مخاطبا فخامة رئيس الجمهورية: " وها أنتم فخامة الاخ الرئيس تجددون ذلك المجد الحضاري والثقافة الديمقراطية اليمنية الأصيلة, لاباعتباركم ملكا, أو قيلا, أو إماما, ولكن باعتباركم واحدا من أبناء هذا الوطن البرره, الذي اختاره الشعب رئيسا لجمهورية ديمقراطية, فتمثل كل معاني الحكم الشعبي الديمقراطي, فانجز المهمة التاريخية الموكلة اليه في تحقيق الوحدة ورعاية الديمقراطية والسعي نحو جعل التنمية شاملة ومتوازنة ومستدامة ". واعرب الاخ عبدالقادر باجمال في ختام كلمته عن التقدير الكبير لدور فخامة الاخ الرئيس في رعاية هذه التجربة التي تؤسس حقا وفعلا لمستقبل آمن ومستقر في وطننا الحبيب.. مؤكدا ان ادارة المؤتمر ونجاح مداولاته واعماله يتوقف بالدرجة الاولى على رؤية فخامة رئيس الجمهورية الثاقبة وحكمته وتوجيهاته الصائبة التي سيكون لنا شرف الإقتداء بها لتكون دليلا في أعمالنا والوصول الى أهدافنا المبتغاه ومقاصدنا الوطنية النبيلة. كما ألقى الأخ صادق أمين ابو راس وزير الإدارة المحلية ، كلمة رحب في مستهلها بفخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية والحاضرين في افتتاح المؤتمر السنوي الثالث للمجالس المحلية الذي، قال بأنه ينعقد في ظل مرحلة وطنية تشهد فيها اليمن ازديادا ملحوظا في إيقاع جهود حركة التنمية والعمل الديمقراطي الذي يعلي من شأن المواطن ويلبي حاجاته، وهو ما يكسب نظام السلطة المحلية أهمية في حياتنا كجزء أساس من مشروع وطني حضاري تنموي وديمقراطي يتبناه المجتمع والدولة معا. وأضاف الوزير صادق أمين: لقد كانت اليمن ، بتبنيها نظام السلطة المحلية بآفاقه الرحبة ،سباقة في تعزيز وترسيخ نظامها السياسي والديمقراطي .. ومن هنا يتجلى بوضوح بعد النظر والحنكة السياسية لفخامة الاخ الرئيس علي عبد صالح رئيس الجمهورية في تبني هذا المشروع والدفع به الى حيز الوجود والتوجيه بتطبيقه على الصعيد العام محافظات ومديريات. وأعتبر وزير الإدارة المحلية، انعقاد المؤتمر ومشاركة قيادات مركزية ومحلية فرصة للتقييم بأمانة ومسئولية وشفافية مسيرة تجربة السلطة المحلية ، منجزاتها ، عثراتها و نواقصها ، لنفكر معا بأكثر الحلول عملية للارتقاء بهذه التجربة.. وقال: "إن انتهاجنا لنظام سياسي منفتح على المجتمع دون تمييز ينتخب الشعب فيه ممثليه لبرلمانه ، ومجالسه المحلية ، وينتخب بإردته الحرة رئيس جمهوريته في مناخ ديمقراطي تطبق فيه التعددية الحزبية ، لابد ان يواجه من يكيد له من الداخل أو يتربص به من الخارج.. وأضاف " لذلك فإن الأمر يتطلب منا جمعيا بذل المزيد من اليقظة والحذر لحماية نظامنا وبلادنا من أعداء الحياة والحرية ". واستعرض وزير الإدارة المحلية الخطوات التي قطعت على طريق تطبيق نظام السلطة المحلية ، منذ ثلاث سنوات ، ونقل الصلاحيات إلى الوحدات الإدارية. حضر الجلسة الافتتاحية الإخوة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيس مجلس النواب، وعبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى، ومستشارو رئيس الجمهورية والوزراء، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، وقيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدون لدى بلادنا. هذا وينظر المؤتمر على مدى ثلاثة أيام عدد من الموضوعات ،ذات الصلة بتطوير نظام السلطة المحلية وتعزيز مشاركة المرأة في هذا المجال. بعد ذلك عقد المؤتمر جلسة أعماله الأولى برئاسة الأخ عبدالقادر باجمال رئيس مجلس الوزراء رئيس المؤتمر، حيث قرأ الاخ صادق بن أمين ابو راس وزير الإدارة المحلية مقرر المؤتمر، التقرير العام الذي تضمن تقييمأ لأداء أجهزة السلطة المحلية ، ومستويات تنفيذ قرارات وتوصيات المؤتمرين الأول والثاني، كما تضمن عرضا لجهود سلطات الدولة في دعم نظام السلطة المحلية. وقدم التقرير تحليلا لمعطيات ووثائق مخرجات أنشطة أجهزة السلطة المحلية من خلال المحاضر والتقارير الدورية للعام الماضي، والمتضمنة أداء المجالس المحلية والأجهزة التنفيذية، والعلاقة بين الأجهزة المركزية وأجهزة السلطة المحلية . وذكر التقرير، إن النسبة الإجمالية لمواظبة أعضاء المجالس المحلية في كافة الوحدات الإدارية بلغت 5ر88 بالمائة، واحتلت محافظات إب , المحويت , صنعاء, الضالع, عدن , البيضاء ، الصدارة في المواظبة والانتظام بنسبة 100بالمائة. وعلى مستوى المديريات، فقد تصدرت مديريات محافظات (إب , امانة العاصمة, حجة، وصنعاء) مديريات الجمهورية بالانتظام والمواظبة، وبنسبة 100 بالمائة ، فيما جاءت المجالس المحلية بمحافظة المهرة في المركز الأول في انتظام الاجتماعات على مستوى المديريات . وأشار التقرير إلى التحسن المستمر الحاصل في أداء الأجهزة التنفيدية في لمحافظات والمديريات، موضحاً أن الأجهزة التنفيذية في الوحدات الإدارية حافظت على قدرتها في تحصيل الموارد المالية والموارد المحلية. كما قدم التقرير عرضا ملخصا لمستويات تنفيذ مقررات وتوصيات المؤتمرين الأول والثاني، ولجهود الحكومة ومجلسي النواب والشورى في دعم السلطة المحلية خلال السنوات الماضية، في سبيل تفادي حدوث الاختلالات خلال تطبيق نظام السلطة المحلية، باتجاه تعزيز مبدأ اللامركزية الادارية والمالية.