استشهد 8 فلسطينيين في غارة إسرائيلية استهدفت منزل قائد عسكري في الجهاد الإسلامي بينهم زوجته وابنته وأصيب نحو خمسين بجروح في مخيم البريج المكتظ وسط قطاع غزة ليل الجمعة كما أكدت مصادر طبية. وأكد الطبيب معاوية أبو حسنين مدير عام الإسعاف في وزارة الصحة أن الغارة استهدفت منزل أيمن الفايد -42 عاما- الذي قتل مع زوجته مروة أبو زايد -37 عاما- وطفلته بسمة ابنة الثلاث سنوات، في حين أصيب أطفاله الأربعة الباقون بجروح ومن بينهم أيوب الذي وصف أصابته بأنها حرجة، وأكد الطبيب أن سبعة من الجرحى "في حال حرجة أو خطيرة". ونقل الجرحى وبينهم نحو عشرين طفلا على الأقل إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح -وسط القطاع- ومستشفى الشفاء في مدينة غزة، وأكدت المصادر الطبية أن جميع الجرحى من المدنيين. وكانت حال من الفوضى سائدة في المستشفيين حيث امتلأت غرف الطوارئ بالجرحى الذين كان يعالج عدد كبير منهم على الأرض بعد أن امتلأت كافة الأسرة بالضحايا. وقال "أبو أحمد" المتحدث باسم سرايا القدس "إن أيمن الفايد أحد القادة البارزين في سرايا القدس هو الذي تم اغتياله من قبل العدو الصهيوني"، متوعدا بالثأر لمقتله. وأضاف الناطق باسم سرايا القدس أن الاحتلال الإسرائيلي فقد بوصلته وقصف منزلا مدنيا وسط حي سكني وهو يضرب الأطفال والنساء في دليل على فشله في التصدي للمقاومة ووقف صواريخها.. وعليه أن ينتظر الرد". وتوعد مسؤولون في حماس والجهاد الإسلامي عادوا الضحايا في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، "لا تمر هذه الجريمة من دون عقاب". وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في بيان "إن حركة حماس تنظر بعين الخطورة لهذا التطور الخطير باستهداف الاحتلال أحد البيوت السكنية بقذائف طائرات اف-16 الحربية.. هذه الجريمة تفتح الصراع مع الاحتلال على مصراعيه وهذه الجريمة لن يقف شعبنا الفلسطيني مكتوف الأيدي أمامها وسيدفع الاحتلال ثمنها باهظا". وفي مخيم البريج، كانت طواقم الأسعاف والدفاع المدني تبحث تحت الأنقاض عن ضحايا محتملين في شرق المخيم، الذي انقطع التيار الكهربائي عن قسم كبير منه. وأكد سكان في الحي المستهدف أن كل أفراد أسرة الفايد الذين كانوا داخل المنزل قتلوا أو جرحوا أثر انفجار الصاروخ، الذي أطلقته الطائرة الإسرائيلية، وأدى إلى تدمير المنزل وألحق أضرارا تدميرية في عشرة منازل ملاصقة له في المخيم المكتظ. وأثر الغارة، تجمع مئات الفلسطينيين أمام مستشفى شهداء الأقصى إلى حيث نقل الضحايا، ورددوا هتافات تدعو للثأر والانتقام، في حين كانت سماء القطاع تشهد تحليقا مكثفا للمروحيات الحربية الإسرائيلية. وردا على سؤال، نفت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي حدوث الغارة قائلة "لم ننفذ أية عملية الجمعة في قطاع غزة (..) لا علاقة لنا بما حصل في البريج هذا المساء". وكثفت إسرائيل خلال الفترة الماضية بالغارات على قطاع غزة الذي تفرض عليه حصارا مطبقا منذ ال17 من يناير/كانون الثاني، وقلصت كمية الوقود التي تسمح بدخولها إليه ردا على إطلاق صواريخ محلية على إسرائيل. وهدد مسؤولون إسرائيليون هذا الأسبوع "بتصفية" قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع، في الوقت الذي تتردد إسرائيل في تنفيذ عملية برية واسعة فيه. وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكنازي الإثنين "إن الجيش استعد ومستعد لتوسيع عملياته وفقا للقرارات المتخذة". وقال رئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الخارجية والدفاع تساحي هنغبي "ينبغي الإطاحة بنظام حماس والقضاء على قوتها العسكرية وتصفية جميع قادتها بلا تمييز مصطنع بين أولئك الذين يزنرون انفسهم بمتفجرات، وأولئك الذين يرتدون ثوبا دبلوماسيا". وردت حماس على هذه التهديدات متوعدة بأن إسرائيل ستدفع ثمنا غير مسبوق إذا أقدمت على أية حماقة من هذا النوع". ومخيم البريج هو أصغر المخيمات الثمانية في قطاع غزة، ومن أكثر مخيمات اللاجئين اكتظاظا ويقع إلى الجنوب من مدينة غزة وسط القطاع. وقطاع غزة من أكثر مناطق العالم كثافة ويعيش فيه 1,5 مليون فلسطيني في ظروف حياتية قاسية في مواجهة الفقر وأعمال العنف. وارتفع الجمعة إلى 6140 عدد القتلى منذ سبتمبر/أيلول 2000 في أعمال العنف في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، ومعظمهم من الفلسطينيين. *العربية نت: