أصدر الرئيس محمود عباس قرارا بإقالة عدد من قادة الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، عقب مهاجمة مجمع مستوطنات غوش قطيف بوابل من قذائف الهاون ومقتل ثلاثة سجناء في سجن غزة.وأفاد مصدر فلسطيني مطلع بأن عباس وبعد التشاور مع رئيس الوزراء أحمد قريع سيقيل ويقبل استقالة عدد من الضباط ذوي الرتب العليا. وأكد المصدر أن هذه الإجراءات جاءت في إطار الحفاظ على الأمن الداخلي والالتزام بقرار وقف إطلاق النار. ومن المنتظر أن يصدر بيان رسمي مفصل بشأن الإجراءات المتخذة.وقال مراسل الجزيرة في فلسطين إن الإقالات شملت قائد قوات الأمن الوطني في السلطة عبد الرزاق المجايدة ومدير شرطة غزة صائب العاجز ومسؤول الدفاع المدني عمر عاشور. كما أمر رئيس السلطة الفلسطينية أجهزة الأمن بمواجهة أي خروج عن اتفاق التهدئة لئلا تتخذه إسرائيل ذريعة في مواصلة عملياتها ضد الفلسطينيين. وأكد بيان صادر عن مكتب عباس التزام القيادة الفلسطينية الكامل باتفاق التهدئة مع القوى والفصائل وتفاهمات شرم الشيخ.وبسبب تجدد العمليات الفلسطينية رغم اتفاق الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على التهدئة, ألغت إسرائيل اجتماعا كان مقررا عقده اليوم بين طاقمي التفاوض الفلسطيني والإسرائيلي بعد قمة شرم الشيخ في مصر. وكان مقررا أن يستأنف الفلسطينيون والإسرائيليون اللقاءات السياسية والأمنية لبحث إجراءات بناء الثقة في ضوء ما تضمنه إعلان شرم الشيخ من اتفاق متبادل بوقف إطلاق النار.وتبنت ألوية الناصر صلاح الدين التابعة للجان المقاومة الشعبية وكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناج العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قصف عدد من المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بوابل من القذائف. وتعهدت حماس في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه بمواصلة خيار المقاومة بما فيه قصف المستوطنات الإسرائيلية.وقال المتحدث باسم حماس في قطاع غزة إن الهجوم يأتي ردا على الانتهاكات الإسرائيلية في رفح وقتلها أحد الفلسطينيين بعيار ناري من مستوطنة عتصمونا القريبة، فيما يعد أول خرق إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار بعد يوم واحد على قمة شرم الشيخ. كما استشهد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في منطقة وادي الحرامية قرب رام الله بالضفة الغربية صباح اليوم بعد إطلاق النار على سيارة كان يقودها.وفي تطور آخر قتل ثلاثة سجناء فلسطينيين وأصيب ثلاثة آخرون خلال عملية اقتحام لسجن غزة المركزي في مجمع الأجهزة الأمنية "السرايا" وسط المدينة. وقد نفذ الاقتحام عشرات المسلحين.وأكد ناطق باسم الشرطة الفلسطينية عملية الاقتحام ومقتل محتجزين في السجن. وقال إنه تم فتح تحقيق في ملابسات الحادث الذي يعتقد أنه جاء على خلفية قضية ثأر.تأتي هذه التطورات الميدانية بينما يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى قطاع غزة اليوم لإجراء محادثات مع فصائل المقاومة الفلسطينية بغية إطلاعهم على تفاصيل ما جرى في شرم الشيخ، في محاولة لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن الثلاثاء الماضي في القمة بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون.