احتشد ما يقارب المليون والنصف مليون من اللبنانيين يمثلون مختلف فئات الشعب اللبناني وكافة الأحزاب والقوى الوطنية للبنانية ظهر اليوم في مظاهرات حاشدة تعلن عن تأييدها لسوريا ورفضها للتدخل الأجنبي في الشئون اللبنانية .وقد بدأت رسميا التظاهرة ظهر اليوم بالدعوة الى دقيقة صمت لذكرى رفيق الحريري الذي اغتيل في بيروت في 14فبراير تلاها النشيد الوطني اللبناني..وتدفق المتظاهرون في شوارع وطرقات العاصمة اللبنانية " بيروت " في طريقهم للتجمع في ساحة الرئيس رياض الصلح التي تقع على مسافة نحو 300 متر فقط من ساحة الشهداء التي تتخذها المعارضة اللبنانية مكانا للتظاهر اليومي للمطالبة بانسحاب سوريا الكامل من لبنان.ورفع المتظاهرون اللافتات المنددة بالتدخل الأجنبي ومحاولة ممارسة الضغوط على السلطة اللبنانية من أجل تنفيذ القرار 1559 الخاص بالتواجد السوري العسكري في لبنان كما ردد المتظاهرون هتافات موحدة تندد بالولايات المتحدةالأمريكية ورئيسها جورج بوش .كما دعا المتظاهرون إلى استمرار المقاومة اللبنانية التي تمكنت من تحقيق النصر على العدو الإسرائيلي .. مشيرة إلى أن إسرائيل هي المستفيد الأول من الوضع الحادث في لبنان .وحمل المتظاهرون شعارات تؤكد على رفض توطين الفلسطينيين في لبنان وتأكيدا على وجوب تنفيذ اتفاق الطائف بكل بنوده من خلال حوار اللبنانيين وتلاقيهم.وكان من المفترض للمظاهرة أن تنطلق الساعة الثالثة بتوقيت بيروت إلا أن المتظاهرين القادمين من كافة المناطق اللبنانية وصلوا قبل أكثر من ساعة إلى المنطقة...وقد ألقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في المسيرة خطاب أمام المتظاهرون خاطب فيه العالم أجمع حيث تساءل هل كل هذه الجموع المحتشدة عميلة للمخابرات السورية أو المخابرات اللبنانية .ودعا نصر الله الجميع إلى تجاوز كل لغة فيها إهانة إلى هذا البلد .. فيما أكد أن الحشد اليوم جاء لتوجيه الشكر إلى سوريا والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والحالي بشار الأسد .. فبيروت دمرها شارون وحماها حافظ الاسد ونحن لا ننكر الجميل ... لا يستطيع احد ان يخرج سوريا من لبنا ولا قلب لبنان ولا عقل لبنان . وأيد الأمين العام لحزب الله كل النتائج الصادرة عن المجلس الأعلى السوري اللبناني الذي اجتمع بالأمس .. مؤكدا ان اي تنظيم للبقاء او الانسحاب السوري من لبنان يجب ان يكون محكوما فقط لاتفاق الطائف وليس للقرار 1559 الذي نرفضه . وقال نصر الله أما من يصر على القرار 1559 فنحن نقول له اننا نشتم في اصراراكم على القرار انقلابا على اتفاق الطائف وبنوده يعني انقلاب على الاجماع الوطني ويعني انقلابا على دماء الحريري والأسس التي قام عليها لبنان .. نؤكد ان اتفاق الطائف فقط هو الذي يجب ان يكون. وأدان نصر الله جريمة مقتل الحريري ومؤكدا على أن كل اللبنانيين يريدون كشف الحقيقة لأن الحقيقة اذا كشفت سيسقط اكبر سلاح للفتنة وسيطمئن الجميع وطالب بإبعاد قضية الحريري من ساحة التجاذب والتوظيف السياسي لأنها قضية وطنية جامعة . وكان نصر الله قد دعا - في ختام لقاءه مع القوى والأحزاب السياسية اللبنانية - باسمه وباسم الأحزاب اللبنانية الرافضة للتدخل الدولي والمؤيدة للمقاومة إلى هذا التجمع الحاشد للتعبير عن الرفض اللبناني للتدخلات الأجنبية في الشان اللبناني وعلاقتها بالشقيقة سوريا . وأعرب نصر الله عن أن التيارات السياسية اللبنانية كلها أجمعت على ان الوحدة الوطنية والأمن اللبناني خط أحمر لا يمكن تجاوزه من أي تيار . وأضاف نصر الله ان التجمع يأتي تحت شعار "مطالبة بكشف الحقيقة الكاملة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن قضي معه في تلك الجريمة وتأكيدا على التزامنا بالسلم الاهلي والعيش المشترك ودفاعا عن مشروع الدولة كمشروع يحمي اللبنانيين جميعا وحماية للمقاومة واستمرارها كمدافع عن الوطن والكرامة ورفضا لأي 17 أيار جديد في لبنان والمنطقة. وتأتي هذه المسيرة الحاشدة بعد المظاهرات اليومية للمعارضة اللبنانية على مدار ما يقرب من ثلاثة أسابيع متواصلة عقب اغتيال الحريري في بيروت حيث حملت المعارضة الحكومة اللبنانية والمخابرات السورية المسئولية عن عملية الاغتيال . ويتزامن ذلك مع إعلان وفد برلماني لبناني يمثل كافة أطياف المعارضة باعتزامه زيارة بروكسيل وباريس هذا الأسبوع لشرح مطالب المعارضة بشأن الانسحاب السوري الكامل من لبنان وتشكيل حكومة انتقالية في البلاد وملف التحقيق في اغتيال الحريري. وعلى صعيد متصل أعلن مصدر امني لبناني أن القوات السورية بدأت اليوم إعادة الانتشار إلى شرق لبنان في إطار المرحلة الأولى من خطة الانسحاب من البلاد على مرحلتين.وقال المصدر أن إعادة الانتشار إلى وادي البقاع بدأت تمشيا مع المرحلة الأولى غير أنه لم يذكر المواقع التي تم إخلاؤها لكن الشهود تحدثوا عن تحركات للقوات السورية في منطقة جبال شرقي بيروت. فيما قال مصدر رسمي سوري في العاصمة دمشق إن انسحاب القوات السورية من لبنان سيشمل أجهزة المخابرات وهو ما يمثل استجابة لمطلب دولي رئيسي.