لحظة الانفجار التي التقطتها كاميرات البنك اليمني للإنشاء والتعمير .. لحظة اجرامية مروعة.. انتهاك بشع لكافة القيم الانسانية.. قلوب تقطر بالدماء.. اشلاء تتبعثر.. أتعلمون من هم الضحايا؟.. إنهم أطفال... فلذات اكباد.. اشقاء لشقيقات.. آباء لبنات واطفال تيتموا ،.. أزواج لنساء ترملن ، إنهم عشرات الجرحى والشهداء الذين تنسكب عليهم حزنا وكمداً انهار من الدموع في عشرات المنازل ، لتختلط بآهات الثكالى وذهول اليتامى وأنين ونحيب الامهات والزوجات والبنات ، وتتحطم أمام سخونتها وحر مجراها على الخدود آمال اطفال صغار بأن يغمرهم حنان أب ودفء ابتسامته الرطبة لمرئاهم وتدليلهم لشقاوتهم مرة أخرى.. إنهم لا يستحقون ذلك القتل الوحشي .. لا يستحقون أن تطالهم يد الاجرام الخارجية عبر ادواتها الرخيصة في الداخل بهذا الشكل القذر والمتوحش .. فهم لم يرتكبوا جرماً يجزون عليه هذا الجزاء.. عزاءنا الوحيد فيهم ان الراحل منهم شهيد ، والباقي منهم في غرف العناية الطبية سيكون شاهداً حياً على زوال يد الاجرام وسقوط العمالة الخسيسة والادوات الرخيصة التي قبلت على نفسها ان تكون يداً لليهود الأمريكيين القتلة في أوساطنا.. لا يستحقون ان يتم قتلهم بذلك الشكل الوحشي.. معظم الضحايا مدنيين لا ذنب لهم إلا أنهم خرجوا للتعبير عن سخطهم ورفضهم للتدخلات الخارجية في شئونهم.. فهل هذا مطلب يستحق أن تقابلهأمريكا وسفارتها وجلال هادي ونذالته بهذا القتل المتوحش.. إنهم مدنيون خرجوا للتأكيد على استقلاليتهم والدفاع بأصواتهم عن لقمة عيش شعب بأكمله كان عرضة لعاصفة من الجوع والبهذلة والاهانات والبؤس والضياع والتشرد والفقر والبطالة بسبب الجرعة الاقتصادية القاتلة.. إنهم مدنيون أيها المتوحشون وأيها المزايدون السلبيون .. خرجوا لترسيخ دعائم كرامتنا وعزتنا جميعا دون أن يفكروا هل المستفيد اصلاحي ام سلفي ام وهابي ام شافعي ام مؤتمري ام اشتراكي ام علماني ام ليبرالي ام من انصارالله.. بل نظروا الى ان هناك هدف يجب تحقيقه من اجل حماية عزة وكرامة انسان بلا توقف للتفتيش عن هويته او محاكمة نواياه.. بين الضحايا العشرات من أفراد اللجان الشعبية التي تعرضت لهجمة اعلامية شرسة أعاقتها عن اداء مهامها وتطهير اوكار الدواعش المجرمين في العاصمة صنعاء لتفادي وقوع هكذا جرائم بشعة تنتهك الانسانية وتغتال احلام الطفولة ، وتزعزع امن واستقرار البلد كل يوم بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة واحزمة مدمرة تستهدف المتسوقين والمتظاهرين والمصلين والمسافرين والمخزنين والجامعيين وكل شيء جميل ، دون تمييز بين هذا وذلك ، لأنهم اعداء للحياة بكل اشكالها وانتماءاتها وتصنيفاتها.. لا تصدقوا من يقول لكم انه استهداف لأنصارالله.. غير صحيح .. انه استهداف للشعب اليمني بقضه وقضيضه.. بمختلف مكوناته ، بأطفاله ونسائه وشيوخه وجنوده وضباطه ومعلميه ومثقفيه ... استهداف للانسان ككل.. إنهم أولئك الاحرار الذين يسهرون الليالي لأجل راحتنا.. إنهم أولئك الذين اتهمهم علي البخيتي بالتسبب في انهيار احلام اليمن لحظة تمكنهم من اسقاط اكبر صنم للطغيان والفساد عرفته الجزيرة العربية ، ووزعهم موديلات متباهياً عليهم بقدرته على صياغة الكلام ، و مستهزئاً بهم وبقيمهم وبتضحياتهم وواقفاً حجر عثرة أمام مهمتهم العظيمة هو ومحمد عايش ونائف حسان ونبيل سبيع واروى عثمان وغيرهم من المفسبكين الموتورين الذين يجيدون ذرف دموع التماسيح لتسجيل مواقف تكسبهم جمهور ليس إلا ، ولايدركون خطورة الوضع الأمني ،ويتجاوبون رغم عشمنا في وعيهم ، مع مفردات عاطفية وشاعرية وبكائية يطلقها صحفيو واعلاميو الريال والريالين الذين باعوا ضمائرهم ولم يفكروا يوماً بمصلحة وطنهم ، بل سخروا انفسهم وطاقاتهم فقط لتحقيق مكاسب مادية وحسابات ربح وخسارة بما تخطه اقلامهم أمام الممولين المجرمين.. الذين ذكرت بعض اسمائهم لم يتذوقوا يوماً مرارة الاستهداف بعبوة ناسفة او سيارة مفخخة ، ولم تنزف فلذات اكبادهم قطرة دماء أو يسهروا ليلة من الأنين والتأوه المؤلم جوار جريح ابن او اخ او اب .. لهذا لم يتنبهوا لفداحة ما ارتكبوه من اعاقة لمهام اللجان الشعبية التي تعرض أرواحها للخطر والموت ليل نهار من أجل تحقيق أمن وسلامة المجتمع والقضاء على هذه الجريمة الوحشية .. لقد كانت عمليات اللجان الامنية كما وصفها السيد القائد على ارقى مستوى اخلاقي وقيمي وانساني ، حرصت على الحسم السريع للاحداث مقدمين تضحيات جسيمة لتفادي تعريض أرواح المواطنين وسلامتهم للأذى والاستهداف.. أتعلمون أن اللجان الشعبية اقتحمت وكر الجريمة الاكبر في اليمن ما كان يسمى بالفرقة الأولى مدرع باستبسال عظيم ومذهل وسقط شهداء وجرحى بعضهم معرض للاصابة بعاهة مستديمة نتيجة تضحيته واستبساله ليتمكن من الوصول بسرعة إلى بطاريات الصواريخ التي كان المجرم الهارب من العدالة علي محسن الاحمر يستعد لإطلاقها بكثافة على حي الجراف.. لا تقل لي أيها القارئ العزيز .. أنني مخطئ في ذكر اسماء بعض الزملاء.. أجل مخطئ ، وأثق أنني ما كان ينبغي ان اذكر اسماءهم .. ولكن ، بشاعة الجريمة التي وقعت اليوم لا تدع مجالاً للتردد بتذكيرهم بجرمهم وتهور عواطفهم لعل ذلك يولد في داخلهم احساساً بالذنب .. فعلاً هم بحاجة إلى أن يدركوا أنهم شاركوا بمنشوراتهم البراقة واللامسئولة تحت عناوين الانسانية ، في هذه الجريمة.. ويجب ان يشعروا بخطأهم.. لن أقف محاسباً لهم .. ولن احاكمهم .. فهم مثقفون واعون .. اردك جيداً أنهم لم يتعمدوا ان يكونوا غطاءً لهكذا جرائم تحدث ، ولكن ما حدث يجب ان يكون درساً لهم ولكل من يتعاطى مع الاوضاع بعاطفة مبالغ فيها لتسجيل مواقف امام الرأي العام وليس لترجمة الشعور بالمسئولية.. فالمسئولية هي في الوقوف جميعاً في صف واحد ويداً واحدة وصوتاً واحداً أمام هذه الجريمة ، ونسند اللجان الشعبية بكل قوانا وامكانياتنا لتستأنف عملياتها للقضاء على اوكار الجريمة دون تدخل.. فعندما نتباكى على حصالة او كلسون او صورة في غرفة نوم ، بكذب وافتراء وبث شائعات ونسب تهم غير صحيحة لمن لم يرتكبها ، بغرض اعاقته ووقفه عن اداء مهمته.. فإن النتيجة تكون: عشرات الجرحى بدلاً عن الحصالة.. عشرات القتلى أطفالاً ورجالاً من خيرة الرجال الاحرار وخُلّصهم وطنيةً بدلاً عن قطعة قماش او بطانية تباكى عليها الذين لم يكونوا يوماً جديرين بحمل المسئولية تجاه احد ، ونعرفهم جميعاً بأنهم فقط يتباكون او يضحكون وفق حسابات ربح وخسارة ولا يمهم مصلحة بلد ولا أمن مواطن.. إن أمريكا ترتكب هكذا جرائم في بلدنا مستفيدةً من هذا الوعي القاصر ، مستغلة ً نزوات شبابية طائشة يسيل مخاطها انبهاراً بإشادة من يهودي ملعون يمتدحه بأنه رمز للحرية وحقوق الانسان، بينما هو يعبر سذاجته الى واقعنا ليضاعف بؤسنا ويستغل ثرواتنا.. لم يكن الاسلام يوماً في صف الجريمة ، ولا في صف المجرمين والعملاء المأجورين.. وعندما نقدمه باسم حقوق انسان وووو غيره من الخزعبلات فإن النتيجة تكون لصالح الأمريكي القاتل المجرم الذي لم يهتم بحقوق الانسان في فلسطين ولا في العراق ولا في الصومال ولا في أفغانستان.. ليس صحيحاً أن أمريكا ودواعشها يهتمون بأمننا واستقرارنا وسلامتنا أو يسعون لتحقيق عيش رغيد لشعبنا.. لو كانوا كذلك لما اغضبهم رفض الشعب للتدخل الامريكي والخارجي عامة والاقليمي "الخليجي السعودي" في شئوننا ورفضنا لمحاولتهم فرض رئيس حكومة علينا وكأننا حديقة خلفية لقصورهم الفارهة ورغباتهم الشهوانية الدموية اللا إنسانية.. لو كان الأمريكيون حريصون على حقوقنا وتنميتنا لما سارعوا للانتقام بهذه البشاعة على رفضنا تدخلهم وحرصنا على استقلاليتنا وحريتنا بدون أياديهم وتطفلاتهم.. من يقتل العشرات بلا شفقة انتقاماً منهم لأنهم ارادوا ان يكونوا مستقلين فهو كاذب وزائف في كل شعاراته واداعاءاته.. إن الجريمة التي سيرتكبها الاعلام اليمني مجدداً هو صمته على وقوع هكذا جريمة.. ومسارعته على تغطية بشاعتها بالدعايات والشائعات ومحاولة تزييف الحقائق وحرفها وتضليل الرأي العام.. والأسوأ جرماً من فعلهم أن يبادر بعض الكتاب الذين كنا نعتد بهم كيمنيين إلى التصدي والوقوف ضد مهام اللجان الشعبية.. احسبوها جيداً أيها الاعزاء أياً كان انتماؤكم... الخطر لايزال قائماً.. وما حدث اليوم ليس إلا نزراً مما استعد له الدواعش لارتكابه في العاصمة صنعاء بالذات من جرائم بشعة ضد المواطنين وفي الاسواق والتجمعات بلا استثناء.. بيوت الدواعش في مختلف احياء العاصمة صنعاء تكتظ بالعبوات والاحزمة الناسفة وتركن في احواشها سيارات مفخخة ، وفي غرفها كميات كبيرة من البارود والشظايا المميتة والاسلحة والمتفجرات بمختلف انواعها.. كل هذا اعدوه ليس لاستهداف انصارالله فقط.. بل لاستهداف كل اليمنيين بلا استثناء بغرض تشكيل ضغط على انصارالله للذهاب الى طاولة المفاوضات مع الاقليم والخارج عامة والقبول بالمساومة على استقلالية الشعب اليمني.. وليقفوا باستهدافهم للمدنيين وارتكاب الجرائم بحق الناس بلا تمييز حجر عثرة امام انجاز استحقاقات الانتصار الثوري واعاقة الشراكة الوطنية ، وزعزعة امن واستقرار البلد.. لذا وحدوا اصواتكم ضد هذه الاوكار وهؤلاء المجرمين.. فقد عفى عنهم السيد القائد في وقت سابق ، وحرص على عدم التعرض لرؤوسهم استجابةً للضغط الاعلامي المفتعل الذي أراد ان يظهر انصارالله واللجان الشعبية على أنهم وحوش وجبابرة وقتلة ، متجاهلاً كافة القيم الاخلاقية والانسانية التي امتازت بها الثورة الشعبية وعمليات اللجان الشعبية التي لن تتكرر في اي زمن ولا بلد.. لا تكذبوا على انفسكم وعلى ضمائركم وانتم تثيرون ضجيجاً كاذباً لتنادوا بدور الدولة والاجهزة الأمنية.. فدورها واضح ومعروف .. لا توجد حالياً اجهزة امنية فاعلة ، ولو كانت قادرة على اداء واجبها وتحمل مسئولياتها الوطنية والاخلاقية للقضاء على هذه الجريمة لفعلت ذلك من قبل ، ولكنها لم ولن تفعل.. لأن بنائها وولاءاتها لم تكن وطنية ، بل مشخصنة ومبرمجة على التبعية لشخوص بعينهم.. إننا اليوم أمام أمر واقع ، لا مفر من التسليم به كواقع وكحقيقة ، والتعامل معه على هذا الاساس لنتمكن جميعنا كيمنيين من الخروج من هذه الازمة والرسو على بر الامان وتحقيق حلمنا ببناء الدولة المدنية الحديثة والمنشودة ، لا مفر أمامنا من ضرورة التعاطي الجاد والمسئول بروح وطنية خلاقة وتكامل جهود كافة المكونات السياسية والاجتماعية للتنفيذ استحقاقات الثورة واتفاق الشراكة والسلم ومخرجات الحوار الوطني ، والوصول الى شراكة وطنية سياسية فاعلة وحقيقية تتيح لكافة القوى والمكونات التعبير عن حضورها الحقيقي ، وتحويل حلمها الضامر منذ ثلاثة عقود بالمشاركة في صناعة القرار الى حقيقة جادة وملموسة في واقع حياة كل مواطن وأسرة.. إن الأمن والاستقرار هو العامل الأول الذي يجب أن يتحقق لليمن.. فبدونه لن يستقر وضع سياسي ولا اقتصادي ولن يحقق المجتمع اليمني اي تقدم أو يتمكن من تنفيذ أي برامج.. فعلى الجميع ان يقولها بالفم المليان لكل عميل للخارج ، ولكل قوى من وراء الحدود والمحيطات تتدخل في شئوننا : لا .. لا ... لا ... نحن شعب حر وكريم لن نساوم على استقلالنا.. ولن نقبل بالتدخل في شئوننا.. افضحوا واكشفوا وأدينوا كل من يمد يده للخارج معينا لمشاريعهم القذرة واداة بين اكفهم الاجرامية ضد شعبنا ووطننا.. لا يوجد شيء نخافه او نخشاه من اعلان مواقفنا الرافضة والوطنية بشجاعة امام كل القوى... لا لا لا ... وإن لم تفعلوا وبقيتم تتهيبون أمريكا والخليج والسعودية أو تخافون على مرتبات او دعومات.... فتباً لكم جميعاً.. فالوطن لن يسكون لعبة بين أيديكم.. وارواح اليمنيين الذين تحصدهم المفخخات والعبوات الناسفة لن تظل هدفاً سهل المنال... والخاسر من باع ضميره وشعبه ووطنه فقط.. أما الجريمة فإلى زوال ولن يقف اليمنيون مكتوفي الايدي امام ما يتعرضون له من جرائم ابادة..