من بوابة الملف الأمني.. إخوان اليمن يحاولون إعادة الصراع إلى شبوة    النعي المهيب..    الذهب يهبط إلى أدنى مستوى في 4 أسابيع    الشيخ الزنداني يروي قصة أول تنظيم إسلامي بعد ثورة 26سبتمبر وجهوده العجيبة، وكيف تم حظره بقرار روسي؟!    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    متهم بجريمة قتل يسلم نفسه للأجهزة الأمنية جنوبي اليمن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    رسالة تهديد حوثية صريحة للسعودية .. وتلويح بفشل المفاوضات    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    توحيد إدارة البنك المركزي في صنعاء وعدن.. خبير مصرفي يكشف عن حل مناسب لإنهاء الأزمة النقدية في اليمن    الذكرى 51 لجريمة قتل الدبلوماسيين الجنوبيين بتفجير طائرتهم في حضرموت    زيود الهضبة يعملون على التوطين في مأرب وسط ويحابون كوادرها المحلية    برفقة حفيد أسطورة الملاكمة "محمد علي كلاي".. "لورين ماك" يعتنق الإسلام ويؤدي مناسك العمرة ويطلق دوري الرابطة في السعودية    وزير الدفاع يؤكد رفع مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف الوحدات والتشكيلات العسكرية لهزيمة الحوثيين    جماعة الحوثي تفاجأ سكان صنعاء بهذا القرار الغير مسبوق والصادم !    التعادل يحسم قمة البايرن ضد الريال فى دورى أبطال أوروبا    حزامٌ ذهبيٌّ يُثيرُ جنونَ لصٍّ: شرطةُ سيئون تُلقي القبضَ عليهِ بتهمةِ السرقةِ!    نجل الزنداني يوجه رسالة شكر لهؤلاء عقب أيام من وفاة والده    روما يسعى لتمديد إعارة لوكاكو    الحوثيون يتلقون ضربة موجعة بعد رسالة قوية من الحكومة اليمنية والقضاء    السفير السعودي يبحث مع بعثة الاتحاد الأوروبي "خارطة الطريق" ومستجدات الأزمة اليمنية    "لا تلبي تطلعات الشعب الجنوبي"...قيادي بالانتقالي يعلق على رفض مخرجات لقاء الأحزاب    شاهد...عمار العزكي يُبهر جمهوره بأغنية "العدني المليح"    انقلاب مفاجئ.. الانتقالي يوجه ضربة قوية للشرعية ويهدد بالحرب بعد يوم تاريخي في عدن.. ماذا يحدث؟    أول تحرك يقوم به أبو زرعة في عدن بعد وصول العليمي مأرب    كأس خادم الحرمين الشريفين ... الهلال المنقوص يتخطى الاتحاد في معركة نارية    دوري ابطال اوروبا: الريال يتجاوز جحيم الاليانز ارينا ويفرض التعادل امام البايرن    توجيهات واحصائية".. اكثر من 40 ألف إصابة بالسرطان في اليمن و7 محافظات الاكثر تضررا    وزير المالية يصدر عدة قرارات تعيين لمدراء الإدارات المالية والحسابات بالمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي    الوزير الزعوري يهنئ العمال بعيدهم العالمي الأول من مايو    بالفيديو.. عالم آثار مصري: لم نعثر على أي دليل علمي يشير إلى تواجد الأنبياء موسى وإبراهيم ويوسف في مصر    برشلونة يستعيد التوازن ويتقدم للمركز الثاني بفوزه على فالنسيا برباعية    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولار للأوقية    اختتام برنامج إعداد الخطة التشغيلية للقيادات الادارية في «كاك بنك»    بيان الرياض يدعو الى اتخاذ خطوات ملموسة لحل الدولتين وإيقاف فوري لإطلاق النار في غزة    تنفيذية انتقالي لحج تعقد اجتماعها الدوري الثاني لشهر ابريل    البكري يجتمع ب "اللجنة الوزارية" المكلفة بحل مشكلة أندية عدن واتحاد القدم    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    ماذا لو أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد قادة إسرائيل؟    يجب طردهم من ألمانيا إلى بلدانهم الإسلامية لإقامة دولة خلافتهم    السامعي: مجلس النواب خاطب رئيس المجلس السياسي الاعلى بشأن ايقاف وزير الصناعة    استشهاد وإصابة أكثر من 100 فلسطيني بمجازر جديدة للاحتلال وسط غزة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    بنوك هائل سعيد والكريمي والتجاري يرفضون الانتقال من صنعاء إلى عدن    لماذا نقرأ سورة الإخلاص والكافرون في الفجر؟.. أسرار عظيمة يغفل عنها كثيرون    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحفي مقرب من القاعدة ينشر حلقات كيف تم التخطيط للقضاء على جنوب اليمن
نشر في يافع نيوز يوم 28 - 01 - 2014

لحلقة الأولى (إعادة) والحلقة الثانية ..قضية الجنوب لدى تنظيم القاعدة
تعرض هذه الورقة موقف تنظيم القاعدة من قضية جنوب اليمن وتداعياتها
مستحضرا جذور القضية لدى التنظيم وتأصيلاتها لها
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الورقة ..
يبقى تناول تنظيم أو شبكة أو جماعة كالقاعدة قاصرا ما لم يتم تناول زواياه المتعددة الفكرية والعملياتيه والجغرافية والنفسية من حيث الدوافع والقناعات.
وفي ورقة النقاش هذه زاوية جغرافية محددة وقضية سياسية تحمل الطابع القطري الذي يجد الدارس لتنظيم القاعدة أنه يبتعد عن المسميات الوطنية وأطرها.
فتنظيم القاعدة رغم أنه لا يعترف بالدولة الوطنية ولا حدودها الجغرافية إلا أنه يعمل وفق خارطة جغرافية وحدود ومفهوم للوطن يتجاوز التراب والحدود والجنس.
وفي محاولة قراءة واستشراف موقف القاعدة من قضية الجنوب التي بدأت بالظهور إلى السطح بعد قرابة عقدين من تأسس الوحدة اليمنية، نجد أن القاعدة لم تسجل إلا خطابا سياسيا واحدا في ابريل من العام 2009 يتحدث عن قضية الجنوب بصورة واضحة.
وقد اعتمدت هذه الورقة على ان تركز على مصادر القاعدة والمعتمدة لديها، مع الاستفادة من شخصيات عاصرت مؤسس القاعدة قبل التسمية لاستحضار جنوب اليمن من ذاكرة القاعدة وتحديد موقع الجنوب في عمليات وأدبيات القاعدة.
تتسم الورقة باعتماد المصادر الأصلية في كل اقتباساتها، إبراز حالات تناقضية داخل القاعدة عبر مراحلها الممتدة من مطلع التسعينيات حتى اليوم.
وتتناول الورقة الأطر المفاهيمية التي ترتكز عليها القاعدة في قضية الجنوب، وعلى الانتشار الجغرافي والخارطة البشرية داخل التنظيم وعملياته وخططه وبرامجه.
ونكتشف أن قضية الجنوب لدى القاعدة قضية مقدسة تحظى باهتمام القيادة المركزية للتنظيم وليس فقط القيادة الإقليمية المعلنة أخيرا.
وتكتسب قضية الجنوب قدسيتها لدى القاعدة من استنادها علىنصوص نبوية تتحدث عن منطقة جنوبية أنها ستكون منطلق جيوش إسلامية يكتب لها النصر والتمكين بحسب هذه النبوءات.
الأطر المفاهيمية :
ينطلق تنظيم القاعدة في تصوراته وتحركاته وعملياته على منظومة مفاهيمية خاصة به، تبدأ من التوصيف والمصطلحات، إلى ارؤى والتصورات التي يتم إعداد العمليات وفقها.
وتتكون الملكة الفكرية لدى القاعدة في قضاياها من خلال منهجية السلفية التي جددها الشيخ محمد عبد الوهاب في بلاد الحرمين، وشيوخها الذين عرفوا فيما بعد بالمدرسة النجدية.
فمفهوم القاعدة لنفسها أنها تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ، و طليعة الأمة الإسلامية، ولا تقاتل بالنيابة عنها، فقضية إعادة الخلافة الإسلامية والتمكين لدين الله قضية كل مسلم ، وأنهم يجودون بأنفسهم وأموالهم وأهليهم في سبيل الله ودفاعا عن المستضعفين من الناس.
وتؤكد القاعدة أنها تتحرك على الساحة بإسمها المعلوم الان (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) وليس لهم أي مسمى آخر، مع استدراكهم أن أي مسمى آخر يضرب في الساحة وفي سبيل الله ، ويسعى لتحكيم شرع الله ، ويقطع دابر الحملة الصليبية الصهيونية ، ولا يتفاوض مع الخائن العميل المطيع للأمريكان، فهم إخوة لنا في نكاية العدو وضربه، ويؤكدون أنهم يدعون دائما للوحدة والجماعة، وتوحيد الكلمة تحت كلمة التوحيد.[1]
وترى القاعدة أن اليمن ليست المعروفة اليوم بحدودها الجغرافية ومساحتها المعلومة (الجمهورية اليمنية)، فالتنظيم لا يعترف بالحدود الجغرافية المرسومة في العالم عموما وخصوصا منطقة الخليج والجزيرة العربية والعالم الإسلامي، ويرسمون خارطتهم وفق معان ومعالم تاريخية بعضها مستوحى من السيرة النبوية وما عهدته العرب.
فاليمن هي كل ماكان يمين الكعبة المشرفة من الركن اليماني حتى بحر العرب[2] وبناء على هذه الحدود فإن الشيخ أسامة بن لادن ينادي القبائل اليمنية باسمها وليس بحدودها "ويا مغاوير الأزد أبطال عسير، ويا بهاليل حاشد ومدحج وبكيل، فليتواصل مددكم لتغيثوا إخوانكم".[3]
ويستمر الشيخ أسامة بن لادن في منادة أهل اليمن بين الحين والاخر بطريقة تؤكد خطابة ليمن جنوب الجزيرة العربية؛ أين أمداد اليمن وآلاف عدن؟ فهذه حرب مصيرية بين الكفر والإسلام، بين جندُ محمدٍ عليه الصلاة والسلام جند الإيمان، وبين أهل الصلبان، ومن فاتته فاته الأجر، وباء بالوزر، إلى أن تتم الكفاية
فالبدار البدار، فسارعوا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، و يا خيل الله إركبي وياريح الجنة هبي.[4]
وترى القاعدة أن اليمن من أهم المناطق التي لابد أن تتموضع فيها لقربها من الديار المقدسة الحرمين الشريفين وطريقا مفتوحا إلى بيت المقدس بحسب رسالة "واجب أهل اليمن تجاه مقدسات المسلمين" لأحد أبرز مؤرخي ومنظري القاعدة أبو مصعب السوري وكان كتبها قبل الحادي عشر من سبتمبر بسنوات.
ويتنوسع مفهوم الوحدة عندهم متجاوزا الحدود والجنسية ومحصورا في الدين؛ حين تنطلق القاعدة في مفهومها للوحدة من منطلق أيديولوجي ذو أبعاد سيادية دينية تشمل العالم كله تحت راية واحدة، فالوحدة تحت راية التوحيد[5] مؤكدين على أنهم يسعون للعيش في ظل أمة واحدة لا شمالي ولا جنوبي أو نجدي وكويتي أو أبيض وأسود الكل في دين الله سواء[6].
ويضم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب جنسيات غير يمنية، منهم النائب العام للتنظيم سعيد علي الشهري (أبو سفيان الأزدي الشهري) وهو سعودي الجنسية عاد من غونتاناموا مطلع العام 2008 والتحق نهاية العام مجددا برفقائه في القاعدة.
جغرافيا سكانية جنوبية:
تعود أصول الشيخ أسامة بن لادن إلى حضرموت، ويرى بعض المراقبين لشأن القاعدة أن الأصول الحضرمية لزعيم القاعدة كانت ذات شأن رمزي لدى السلفيين الجهاديين، وتقودنا ملاحظة شائعة إلى الحديث عن دلالات مناطق انتشار "القاعدة" في اليمن وكذلك الارتباطات القبلية لأفراد التيار.
حيث أن معظم مناطق الانتشار هي في بعض المناطق القبلية الجنوبية في حضرموت، وأبين، وشبوة. ويكتسب هذا الانتشار خطورته مع تزايد بعض الأصوات في تلك المناطق التي تشعر بأن مناطقها "مغبونة"، وتعاني نقصاً في العدالة في توزيع الموارد، من قبل السلطة المركزية، وبالتالي فإن الشعور بالظلم يجعل البيئة خصبة للتجنيد لصالح الجهاديين هناك.[7]
ويذكر ان خلية كتائب جند اليمن التابعة للمنظومة الفكرية للقاعدة تضم عناصر حضرمية أمثال حمزة القعيطي وعبد الله باتيس وحسن بازرعة، و محمود بارحمة ،ومبارك بن حويل، وقتلتهم السلطات الأمنية اليمنية في أغسطس من العام 2008 في سيؤون-حضرموت.
كما أن جمال البدوي حد أقطاب عملية تفجير المدمرة الأمريكية كول قبالة سواحل مدينة عدن من أبناء المدينة نفسها، وكذلك يعود أصل أمير التنظيم ناصر الوحيشي (أبو بصير) إلى منطقة أبين، بالإضافة إلى شخصيات سابقة كانت تعمل مع بن لادن في الخط الجهادي لإزالة الحزب الإشتراكي أمثال طارق الفضلي وجمال النهدي،وزين العابدين أبو الحسن المحضار مؤسس جيش عدن أبين الإسلامي النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي، وهؤلاء جميعهم من مناطق جنوبية.
وتقدم القاعدة رؤية جيوبوليتيكية خاصة لليمن، ولعل أفضل من تحدث عنها هو عمر عبدالحكيم (أبو مصعب السوري)، أحد منظري التيار، والذي اعتقلته باكستان عام 2005، في كتاب بعنوان "مسؤولية أهل اليمن تجاه مقدسات المسلمين وثرواتهم"، حيث أشار إلى أن العامل الديموغرافي في اليمن، والمرتبط بالشكيمة اليمنية والفقر، في آن، إضافة إلى العامل الجغرافي المرتبط بما تتميز به اليمن من طبيعة جبلية حصينة "تجعل منها القلعة الطبيعية المنيعة لكافة أهل الجزيرة، بل لكافة الشرق الأوسط"، فضلاً عن امتلاكها حدوداً مفتوحة تزيد على أربعة آلاف كيلومتر، وسواحل بحرية "تزيد على ثلاثة آلاف كيلومتر، وتتحكم بواحد من أهم البوابات البحرية وهو مضيق باب المندب".[8]
هناك أيضاً عامل انتشار السلاح نظراً للتقاليد القبلية، إضافة إلى العامل الديني المرتبط بعدد من الأحاديث و"البشائر" المرتبطة باليمن، تمثل كلها، في نظر "السوري" و"القاعدة"، عوامل أساسية، لجعل اليمن "منطلقاً" وقاعدة للجهاد. بالتالي فإن "المطلوب تشكيل قوة إسلامية من أهل اليمن وشبابه ومجاهديه ومن لحق بهم من أهل الجزيرة وشباب الإسلام، تتمركز في اليمن… كقاعدة انطلاق، والتوجه لضرب الأعداء في المنطقة… فميدان الغنيمة كما هو ميدان الجهاد، كامل الجزيرة: أموال الحكومات… و"أموال الصليبيين والنصارى من الشركات الاستعمارية التي تشرف إما على نهب الثروات وإما على بيع منتوجات المحتلين، وهذه اليمن تشرف على واحد من أهم مضائق العالم وسفن وناقلات نفط الكفار تعبر كل يوم بالمئات بالرزق والمال".[9]
وقال شائع غداً -إن شا ء الله تعالى- الحلقة الثالثة ..مراحل القاعدة ..
__________________________________________
[1] نص حوار صحفي أجريته مع أمير القاعدة في جزيرة العرب، يناير 2009، نشره موقع قناة الجزيرة على الإنترنت
[2] أبو جندل الأزدي؛ فارس أل شويل الزهراني، منظر للقاعدة، خطبة جمعة، صوت ا لجهاد، 2003. وهو أحد مشائخ ا لقاعدة في السعودية اعتقلته السلطات الأمنية في منطقة عسير 7 أغسطس 2004 بعد أ ن طلب مناظرة علنية مع علماء يخالفون القاعدة (صحيفة الشرق الأوسط-9383)
[3] خطاب للشيخ أسامة بن لادن في 6 مايو/أيار 2004 م.
[4] خطاب الشيخ أسامة بن لادن في ديسمبر 2004
[5] أبو بصير، حوار صحفي، موقع قناة الجزيرة على الإنترنت، يناير 2009.
[6] أبو بصير، كلمة صوتية بعنوان إلى أهلنا في الجنوب، ابريل 2009،مؤسسة الملاحم، مركز الفجر للإعلام، موقع إرشيف الجهاد على الإنترنت.
[7] مراد بطل الشيشاني، صحيفة الحياة اللندنية، 29سبتمبر 2008
[8] مراد بطل الشيشاني، صحيفة الحياة اللندنية، 29سبتمبر 2008
[9] مراد بطل الشيشاني، صحيفة الحياة اللندنية، 29سبتمبر 2008
الثالثه :
الحلقة الثالثة ..
الجنوب في مراحل القاعدة ..
مر تنظيم القاعدة في العالم عموما بثلاث مراحل شكلت صيغته الحاليه، كانت الأولى فترة الجهاد ا لأفغاني للاحتلال السوفيتي حين تدافعت جموع المسلمين للجهاد بالمال والنفس لصد الغزو السوفيتي (1979) على أفغانستان، وتشكلت معسكرات الوافدون العرب كان أبرزها مكتب الخدمات الذي أسسه الشيخ الدكتور الشهيد عبد الله عزام وموله حتى العام 1986 الشيخ أسامة بن لادن[1]، وتفرغ بعده لمعسكر مأسدة الأنصار في خوست الأفغانية، وشكل قاعدة بيانات للوافدين المجاهدين لإبلاغ عائلاتهم والتواصل معهم في حالة استشهاد مجاهد منهم أو تعرضه لإصابات وتم تسميتها بالقاعدة [2] يعني قاعدة البيانات والسجل الذي يتم فيه تسجيل بيانات الوافدين ومعلومات عنهم وحفظها، ومن هنا جاءت تسمية تنظيم القاعدة.
والثانية فترة الانتقال إلى جبهات أخرى وتأسيس المعسكرات حتى المرحلة الثالثة التي توجت بإعلان الجبهة العالمية لمقاتلة اليهود والصليبيين في فبراير 1998.
المرحلة الأولى 1990- 1994
كانت هناك دولة عربية اسمها "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" عاشت من عام 67 إلى 90 عندما حُلت بعدما توحد اليمنان في الجمهورية اليمنية الحالية. وقد مارس "الرفقاء" في اليمن الجنوبي كل سيئات وموبقات الشيوعية من إهدار للحريات وتنكيل بالخصوم وإهانة للدين، مع سوء إدارة، واقتصاد أفقر البلاد، وفي النهاية احتربوا فيما بينهم، فبدا جنوب اليمن ضعيفاً متضعضعاً، ينتظر مخلِّصاً، واعتقد أسامة أنه ذلك المخلِّص[3].
وفي بداية التسعينات، وخلال فترة التفكير في مرحلة ما بعد "الجهاد الأفغاني"، قال بيتر بيرغن الصحفي الأمريكي من الCNNالذي التقي الشيخ أسامة بن لادن أواخر تسعينيات القرن الماضي أنه كان يفكر جدياً باليمن كقاعدة له، ويفكر جدياً بتحرير "اليمن الجنوبي" آنذاك.[4]
وكان الشيخ أسامة بن لادن في بيته في بيشاور يقوم بتجميع عناصر شبابية تنتمي للجنوب اليمني في نفس الوقت تزامنا مع قيام الوحدة، وتميزوا بأن كانوا جميعاً "حضارمة"، قال إنهم وصلوا صباح اليوم من الجبهة، ويعني ذلك أنهم قدموا من أفغانستان، ووصفهم بأن "هؤلاء هم الزرق" وشرح الشيخ أسامة أن الزرق هم فرقة من المجاهدين العرب تقتصر فقط على "الحضارمة" واليمنيين في هذه المرحلة، يعدون وقتها تدريباً وتأهيلاً وتنظيماً ليكونوا نواة لجهاد شامل يقتلع النظام الماركسي الذي حكم جنوب اليمن منذ استقلاله عن بريطانيا. [5]
وكثر الزوار اليمنيون خصوصا من مناطق الجنوب على بيت الشيخ أسامة في منطقة الجموم في جدة بالمملكة السعودية مطلع التسعينيات ، شيوخ قبائل ووجهاء، بعصابتهم الملونة.
وكان الشيخ أسامة يتحدث معهم بلهجة الأجداد، ويجلس القرفصاء وقد أحاط وسطه وساقيه بكمر عدني ملون، وأمامه خرائط مفصلة لجنوب اليمن وقصاصات صحف، وقوائم بأسماء القبائل والشخصيات السياسية، وتفاصيل عن الجيش هناك، وغير ذلك من المعلومات التي لابد منها قبل القيام بمشروع جهادي كبير يقضي بتغيير نظام حكم في بلد كامل عن طريق القوة.[6]
ومنذ قيام الوحدة كان مشروع الشيخ أسامة قد تحول إلى المحاولة على مستوى اليمن الموحد. وشكلت مشكلة الصراع على دستور اليمن الموحد, وتناقض الإسلاميين و العلمانيين فرصة لإعلان الجهاد على علي عبد الله صالح وحكومة اليمن الموحد حديثة النشأة .. وقد تحرك الشيخ أسامة لاستغلال تلك الفرصة .. وقدم إليه عدد من مشايخ اليمن كان في طليعتهم الشيخ المعروف (عمر سيف) والذي وضع اسمه على كتاب يثبت كفر الدستور, كان قد كتبه بعض المقربين من الشيخ أسامة, وأثبتوا فيه أيضا كفر الحكومة القائمة عليه وشرعية جهادها.[7]
وسعى الشيخ أسامة إلى مشايخ اليمن وكبار دعاتها من السلفية وعلى رأسهم الشيخ (مقبل بن هادي الوادعي) .. وإلى الإخوان وزعمائهم.. وبذل أموالا طائلة في تأليفهم وتأليف بعض القبائل على المشروع، ولكن جميع أولئك خذلوه, واستطاع علي عبد الله صالح أن يستميلهم , ويسند إليهم المناصب ويمنحهم العطاءات والنفوذ والتسهيلات.[8]
كان المشروع الجهادي الخاص والرئيسي للشيخ أسامة, هو إحداث حركة جهادية في اليمن الجنوبي.. وقد باشر ذلك في سنة (1989-1990) واستمر في محاولته إلى قيام الوحدة .. ورغم أن عددا من الجهاديين المقربين من الشيخ أسامة أيامها- وكنت من بينهم- قد حرض الشيخ أسامة على الشروع في ذلك الجهاد مباشرة .. إلا أنه تردد بانتظار إقناع قيادات الصحوة في اليمن ولاسيما الإخوان المسلمين من أمثال الشيخ عبد المجيد الزنداني[9].
واستمر معسكر الشيخ أسامة في خوست بعد انسحاب السوفييت من أفغانستان ليركز على تدريب عناصره فيه لخوض معركة طويلة مع الأمريكان بعد انسحاب الروس، وكانت أول ميادين معاركة مقديشو في الصومال في العام 1992 وكان نتيجتها طرد القوات الأمريكية (إعادة الأمل) من الصومال ومن قبالة السواحل اليمنية على شواطىء عدن، واستمرت تلك المرحلة بالتوجه لليمن والتركيز على مقاتلة الحزب الإشتراكي وإزاحته من السلطة .
أطلق الشيخ أسامة بن لادن في الثمانينيات عبارة "لا نجوت إن نجا الحزب الإشتراكي في جنوب اليمن"[10] وكانت استراتيجية ميدانية سار عليها الشيخ أسامة حين أمر أنصاره وأتباعه في اليمن من الجهاديين الذين عادوا من أفغانستان بالدخول في المعركة إلى جانب الجيش اليمني الشمالي كما فعل كافة الإسلاميين في الشمال, على إعتبار أن ذلك سيؤدي إلى كسب مرحلة بالإطاحة بالشيوعية[11].
بل إن كثير من الاغتيالات لرموز الحزب الإشتراكي اليمني قام بها أنصار الشيخ أسامة بن لان، وقام بعض الجهاديين في تلك الفترة باغتيال لبعض رؤوس الاشتراكيين, الذين خططوا للانقلاب على الوحدة[12]
وكان أبو مهدي، يسلم باراسين -40 عاما حين مقتله 1994- من أبناء محافظة شبوه جنوب اليمن- الذراع اليمنى الأولى التي حظيت بالدعم المباشر من زعيم القاعدة بن لادن قبل تبلور فكرة التنظيم بالصورة التي عليها الان، وكان يقوم بتجميع الشباب في منطقة (الكور-شبوه) وشراء السلاح لمحاربة الحزب الإشتراكي منذ العام 1992.
وقد شارك أبو مهدي مع مجاميع مسلحة بدأ بتشكيلها كنواة أولى لجيش عدن أبين في معارك تصفية الحساب ضد الحزب الإشتراكي اليمني، وتمت تصفيته في ظروف غامضة بعد أن بدت ملامح التغلب على الإشتراكي تلوح في الأفق.
ويعتبر يسلم باراسين أول شخصية ميدانية يعتمد عليها بن لادن لتحقيق إختراق في مناطق جنوب ا ليمن بعد تحقق الوحدة بين شطريه، ويمده بالمال لشراء السلاح وتجنيد الأفراد وتوفير الملاذات في منطقة كان الحكم الإشتراكي حتى مابعد تحقيق الوحدة في 1990 يحكم سيطرته عليها، ويطبق نفوذه وهيمنته المسلحة حتى يونيو 94 بعد أن منيت قوات الإشتراكي المسلحة بهزيمة ساحقة تداعت بعدها مناطق الجنوب لتؤول قبضتها إلى السلطة المركزية في صنعاء.
ويرى المؤرخ وأحد منظري الحركة الجهادية العالمية؛ أبو مصعب السوري أن الشيخ أسامة بن لادن نجح في تدريب قيادات شابة لخوض الجهاد وقيادته في اليمن من أبناء المناطق الجنوبية أمثال طارق الفضلي وجمال النهدي، إلا أن هؤلاء –كما يرى السوري- قد نجح الرئيس اليمني في "استمالتهم واستدراجهم للعمل لصالحه بأن أعطاهم رتبا في الجيش اليمني وأدخل من أراد السلك العسكري والوظائف المدنية, فركبوا السيارات وتولوا المناصب.[13]
واعتبر السوري أن تلك المرحلة بأوجهها الثلاثة الإخوانية والسلفية و الجهادية في اليمن, نموذجا لمشكلة أساسية في اليمن مما جعل مرحلة من الجهاد تمضي لتبدا مرحلة جديدة أخرى بعيدة عن الساحة اليمنية لفترة تحولت نحو الجهاد العالمي والإقليمي.
غدا إن شاء الله ..الحلقة الرابعة تتحدث عن المرحلة الثانية والثالثة…
_________________________________________________
[1] محاضرة صوتية عن الجهاد ا لأفغاني للدكتور عبد ا لله عزام في العام 1988، بيت الأنصار. موقع إرشيف الجهاد على الإنترنت.
[2] عبد الباري عطوان، القاعدة..التاريخ السري، ط عربية 2007، لندن
[3] جمال خاشقجي، المستشار الاعلامي للامير تركي الفيصل السفير السعودي في لندن حاليا، وسابقا صحفي مقرب من زعيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن، الإتحاد الإماراتية، يونيو 2006
[4] بيتر بيرغن، The Osama bin Laden I Know: An Oral History of al Qaeda's Leader، 2006.
[5] جمال خاشقجي، المستشار الاعلامي للامير تركي الفيصل السفير السعودي في لندن حاليا، وسابقا صحفي مقرب من زعيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن، الإتحاد الإماراتية، يونيو 2006
[6] جمال خاشقجي، المستشار الاعلامي للامير تركي الفيصل السفير السعودي في لندن حاليا، وسابقا صحفي مقرب من زعيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن، الإتحاد الإماراتية، يونيو 2006
[7] أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، يناير 2004، إرشيف الجهاد على الإنترنت.
[8] أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، يناير 2004، إرشيف الجهاد على الإنترنت.
[9] أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، يناير 2004، إرشيف الجهاد على الإنترنت.
[10] من حوار جانبي أجريته مع أمير القاعدة في جزيرة العرب أبو بصير ناصر الوحيشي، يناير 2009، أول مرة ينشر في هذه الورقة.
[11] أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، يناير 2004، إرشيف الجهاد على الإنترنت.
* وإسم أبو مصعب السوري الحركي عمر عبد الحكيم، والحقيقي مصطفى ست مريم نصار، أسباني الجنسية، اعتقلته المخابرات الباكستانية أواخر العام 2005 وسلمته للمخابرات الأمريكية التي بدورها سجنته في إحدى السجون السورية في دمشق. وكالة رويترز.
[12] أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة الإسلامية العالمية،ط يناير 2004،ص776، إرشيف الجهاد على الإنترنت.
[13] أبو مصعب السوري، دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، يناير 2004، إرشيف الجهاد على الإنترنت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.