: توجد مفاهيم كثيرة مازالت ملتبسة ولم نتفق على تحديدها أو تعريفها لأنه وأن فعلنا ذلك وأعني وضع تعاريف موحدة لبعض المصطلحات لربما سَهُل علينا حينها فهم بعضنا، وتحولت حالة التشنج والعداء إلى ما يشبه الاسترخاء، ولعل أهم تلك المفاهيم أو المصطلحات هي مفهوم "ألوطنية" وماذا يعينه وما هي الأمور المترتبة عليه. وبما أن مصطلح "الوطنية" هو مصطلح مرتبط بالإنسان مباشرة و أيضا هو مصطلح متحول وغير ثابت نظرا لتحول الكثير من المفاهيم المرتبطة برفاهية الإنسان وتحول هذا الإنسان من هامش حول الوطن أو الملك أو الرئيس إلى محور ومرتكز غاية في الأهمية مما أستدعى ذلك إعادة صياغة تعريف "الوطنية" و التي كانت في البداية تعبر عن الولاء البارد والجامد للتراب أو المنطقة أو الحاكم بمختلف صوره وأنماطه، وكانت هذه الوطنية تُلزم الفرد بالطاعة العمياء والمطلقة لنظام الحكم السائد. وبما أن منطقتنا العربية عامة و اليمنية خاصة هي منطقة نسقية بطبيعتها حيث أن المبادئ والمفاهيم تعشش بها قرون طويلة دون أي تتغير فأن مفهوم الوطنية فيها مازال مرتبط إلى ما قبل فترة وجيزة بشخص علي عبدالله صالح ثم تحول الآن إلى التراب أو المنطقة والقبيلة ، وبات الأمر مشوش جدا مما أنعكس ذلك على آراء كثيرين في الوقت الحالي بل صارت هنالك حالة من التشنج الزائدة عن طبيعتها في حال تم طرح بعض القضايا الرئيسية المتعلقة في مستقبل ورغبة الشعوب. الوطنية لم تعد قائمة على ماذا يعطي الإنسان هذا الوطن، بل أصبحت قائمة على ماذا يعطي هذا الوطن لساكنيه من خدمات وسبل الرفاهية وأمان واستقرار والتي عليها تبنى الواجبات الفردية كدفع الضرائب وقيمة الخدمات المتوفرة والالتحاق بالخدمة العسكرية بمختلف تفرعاتها، أن تم الاتفاق على هذه النقطة فالهوة الشاسعة ستضيق بين الفرقاء ويصير الأمر مفهوم ومقبول ويدخل ضمن حرية التعبير عوضا عن صفات العمالة والخيانة. لذا أن فهم الشماليون بأن الوطن وبصيغته الحالية لا يلبى الحد الأدنى من مقومات البقعة الصالحة للحياة وانه ومن مقتضى مفهوم الوطنية أعلاه فمن حق الفرد أن يسعى لخلق وطن حسب المقياس المعاصرة والذي كفلته كافة القوانين الدولية والتي من ضمنها أتفاق مجموعة من البشر على حق تقرير مصيرهم بما يتناسب مع تطلعاتهم، فحينها ستتغير الكثير من المفاهيم وستسود روح التفهم والحوار المتكافئ بين جميع الأطراف. وأيضا هنالك إشكالية يجب أن يتم توضيحها بشكل جيد، ألا وهي أن صنعاء ليست الأم أو الأصل وأن عدن ليست الفرع، فالوحدة حين قامت كانت بين دولتين معترف بهما إقليميا ودوليا والوحدة قامت على أساس مواثيق واتفاقيات ليست من ضمنها تحديد من هو الأصل ومن هو الفرع لذا فأن حالة الغضب تجاه من يريد فك الارتباط بحجة أنه يريد أن ينزع فرعا عن أصل هو حديث لا أساس له من الصحة ولا يوجد شيء يمكن أن يستند اليه كمرجعية قانونية أو دستورية. إذا لماذا على النخب في الشمال أن تسعى جديا لدعم رغبة الجنوبيين بحق تقرير مصيرهم، طبعا أقول هذا الشيء لأنه ومن النادر أن نجد كاتب أو صحفي أو صاحب رأيي أو أكاديمي لديه وجهة نظر منحازة للجنوبيين أو على الأقل محايدة، فالجميع مشترك في موقف واحد وهو الرفض القطعي لمطالب الجنوبيين ثم بعدها تأتي ألتبريرات وقد يكون هذا الكلام مقبولا أن كان هذا الوطن يمتلك البنية التحتية اللازمة وأن أموره لو عملنا بجد علي إصلاحها قد تصبح جيدة، فالأمر لم يعد متعلق بمسار الوحدة وسن بعض القوانين المدنية أو حتى إعادة صياغة الدستور من جديد، لقد تبين أن الخلل أكبر من هذه الأمور بمراحل عديدة فهيمنة القوى التقليدية والرجعية اصبحت أكثر صلابة من ذي قبل كما أن المجتمع ذاته ما زال راضخ لتلك القوى وجاعلا منها قدوة يحتذى بها ومستعد أن يقدم الكثير للدفاع عنها، ناهيك أنه هنالك نفور فطري تجاه تطبيق القانون أو محاربة الفساد أو العادات السيئة، لقد بات من الواضح أنه لا توجد معالجة قيد الطرح ويمكن تنفيذها وإنجاحها فمنذ قيام الثورة في الشمال وحتى لحظة كتابة هذا المقال لا يوجد الشيء الكثير تقد تغير، الأمور جامدة بشكل يثير الدهشة. وبمثل هذه البيئة وهذا الخلل لا أفهم لماذا ترغب النخب في الدفاع عنه وبقائه كما هو في الشمال بينما هنالك احتمال كبير لو حدث فك الارتباط أن تقام دولة مدنية الجميع يكون فيها تحت النظام والقانون ، تكون دولة مؤسساتية لا دولة شيخ أو عسكري أو خُرافات يروج لها رجل دين. الجنوب ليس حلم الجنوبيين فقط بل يجب أن يكون أيضا حلم كل ابناء الشعب اليمني في شماله وجنوبه، وعلى كل إنسان حر أو يسعى للتحرر أن يدعم هذا المطلب كحق شرعي وملاذ آمن ومظلة للجميع، فالجنوبيين لا يحملون اية ضغينة لأي شمالي أو منطقة أو جماعة و كل ما يطلبونه هي حياة افضل ومن الغير اللائق أن يقف البعض أمام تطلعات الآخرين وخاصة أن كان لهذه التطلعات ما يبررها. 1 كتب: ذويزن /ميفعة: ى اْفصح الله لسانك لقد صدفت القول كلام بميزان الذهب ... كلام رجل وحدوي حقيقي اْما اْن تكون وحدة ملبية لاْمال وتطلعات الشعبين الشقيقين ومحققة لمصالحهما المشتركة كما اعتقد كان هدف الرئيسين علي عبدالله صالح والسيد علي سالم البيض يجلمان بذلك.. اْنني اْجزم اْن ليس في نخبة الشمال من كان راغبا في الوحدة بمن فيهم عبدالله بن حسين الاْحمر وعبد المجيد الزنداني .. كما اْن النخب الجنوبية ليس فيها وحدوي صادق مع الوحدة غير السيد البيض لكن اْحلام الرجلين انهارت تحت غطرسة نخب الشمال العسكرية والقبلية والدينية الاْمر الذي اْوجد تذمر ورفض جنوبي شامل لتلك التصرفات... وما حدث قد حدث وعلينا الحفاظ على عرى الاْخوة والجيرة ومصالح الشعبين الشقيقين في الجنوب وفي الشمال والقبول بفك الارتباط سلميا وتبادل المصالح والمنافع وترك اْمر الوحدة للاْجيال القادمة فقد تجد تلك الاْجيال انها في حاجة ماسة لها وقد يكون الخير لها في بقاء الدولتين المستقلتين.. اما الفرع والاْصل فاْنا اْوكد ان الجنوب هو الاْصل وان الهضبة الشمالية الغربية هي الفرع ... كما ان المعيينيين واخوتهم السبئيين ليسوا عربا ولا يمنيين بينما حضارات العرب في الجنوب حضرموت وعاصمتها ميفعة ثم لاحقا شبوةالمدينة بالقرب من اْريام ثم بعد القضاء على السبيئيين وتحرير الجنوب وتحرير الشمال والظفربهم (الظفر الثاني ) في ظفار الغرب عام 115ق.م فقد حكموا الجنوب والشمال والجزيرة العربية والخليج وبلاد الشام والعراق وجنوب بلاد فارس اْلخ وجعلوا عاصمتهم ظفار الجديدة الثانية كما جعلوا مدينتهم ميفعة عاصمتهم الثانية ... وهكذا كانت مملكة ذونواس ومملكة سيف بن ذويزن كلها حضارات عربية جنوبية والشمال كان تابعا لامتبوعا .. اْنني اشكرك على طرحك الرائع والحصيف واْتمنى ان تنتقل تلك الشجاعة الاْدبية الى كل المثقفين والاكاديميين والكتاب والاْدباء وكل من يشتغل بالهم العربي وبقضايا الوحدة الحقيقية .... الرد على التعليق