شددت السلطات الأمنية اليمنية إجراءاتها الأمنية على المواقع الحيوية النفطية خاصة السفارات والمصالح الغربية بالعاصمة صنعاء منذ العملية الانتحارية التي نفذتها القاعدة على موكب السفير البريطاني أمس الأول الاثنين. ولوحظ استحداث نقاط عسكرية على مداخل ومخارج العاصمة صنعاء وانتشار الدوريات العسكرية في المناطق القريبة من المنشآت الحيوية والسفارات والمصالح الأجنبية تخوفا من إقدام عناصر القاعدة على عمليات انتحارية خاصة أن العملية الأخيرة للقاعدة كشفت ضعف أجهزة الدولة اليمنية لتعقبهم وملاحقتهم التي شددتها منذ نهاية العام الماضي. وذكر مصدر أمني يمني أن الأجهزة الأمنية اعتقلت العشرات من المشتبه بانتمائهم للقاعدة ومن بين المعتقلين سبعة لهم علاقات وثيقة بالانتحاري الذي استهدف موكب سفير بريطانيا. ونقلت أسبوعية الوسط الأهلية أمس الأربعاء عن مصدر مقرب من القاعدة أن العلمية الانتحارية وإن فشلت من الناحية العسكرية، إلا أنها نجحت من الناحية السياسية، وأوصلت رسالة على قدرة التنظيم في الوصول إلى أهداف داخل العاصمة رغم الشديدات الأمنية. وتقول مصادر إن عملية القاعدة جعلت الحكومة اليمنية تفيق من الاسترخاء الذي استغله التنظيم رغم حملات الملاحقة والاعتقالات المصاحبة لمحاكمات عناصره إلا أن تلك العملية الانتحارية التي نفذها شاب مراهق سببت إحراجا لنظام صنعاء خاصة وأنها جاءت متزامنة مع زيارة وفد المديرية التنفيذية لمكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة لبحث تعاون اليمن مع الأممالمتحدة والمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب، وبعد أيام من زيارة قائد العمليات المشتركة للقوات المسلحة البريطانية المشير ستيوارت باتش. كما أن تلك الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها الحكومة اليمنية عبر أجهزتها الأمنية سوف تسعى جاهدة لتوجيه ضربة قوية على معاقل القاعدة التي يعتقد أنهم يحتمون في مناطق جبلية بمحافظات أبين ومأرب وشبوة لكي ترد عليهم ومحاولة تعزيز الثقة لدي الدول المانحة خاصة أميركا وبريطانيا في مجال مكافحة الإرهاب أنها قادرة القضاء على القاعدة ومحاصرتهم. وبعد يومين من الحادث وصل فريق من المحققين البريطانيين العاصمة صنعاء لمساعدة أجهزة الأمن اليمنية على تفعيل مكافحته القاعدة عقب استهداف سفير بلدهم تيم تورلوت. وقال مصدر دبلوماسي غربي إن فريقا من المحققين البريطانيين وصل العاصمة صنعاء لكي يقوم بتدريب ومساعدة الأجهزة الأمنية اليمنية في تعقب القاعدة وهو ما اعتبره مراقبون أنها رسالة للحكومة اليمنية أنها مخترقة وغير قادرة على حماية المصالح والسفارات الغربية من عناصر القاعدة. وأضاف المصدر ذاته أن الفريق باشر فور وصوله الالتقاء بقيادات استخباراتية وأمنية للبدء بعملية التحقيق في العملية الانتحارية الفاشلة التي كانت تستهدف السفير البريطاني بصنعاء، ولم يكشف المصدر عن نوعية العمل الذي سيقوم به الفريق البريطاني وعن مشاركته في تنفيذ عمليات عسكرية قادمة. ولليوم الثالث تواصل السفارة البريطانية في العاصمة صنعاء إغلاق أبوابها أمام الجمهور عقب الهجوم الذي استهدف موكب السفير البريطاني. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أمس الأول الثلاثاء أن سفارة بريطانيا في اليمن ستبقى مغلقة في الوقت الراهن أمام الجمهور ودعت مواطنيها في اليمن إلى عدم لفت الأنظار والتيقظ. جريدة العرب-صنعاء - وهيب النصاري